Смотреть в Telegram
يااااه بقالي ١٠ سنين مسافر برا بلدي!! وعمال افتكر في ذكريات قديمة ووشوش قديمة، تفاصيل سايبة جوا القلب علامة، بس صدق اللي قال إن الدنيا زي الدوامة. بنفضل نلف جواها ونعافر ونفكر في بُكره، وبرضو مابنخدش غير رزقنا اللي مكتوبلنا. ومرة واحدة شوفت كيس عصير بعيد مرمي علي الأرض روحت ناحيته ولسه بوطي علشان أشيلُه: - لا يا دكتور ماينفعش والله، إيه اللي أنت بتعمله ده بس!!! " خبطت علي كتف محمود عامل النظافة في المستشفي بتاعي وابتسمت وقُلت: = هو أنت أحسن مني يعني علشان تنضف المستشفي وأنا لا؟ - لا ماقصُدش والله بس.... = كلنا في الدنيا واحد يا محمود، ماحدش أحسن من حد، واللي يلاقي حاجة غلط يصلحها من نفسه ومايستناش التاني ييجي علشان يعملها، عارف كيس العصير ده لو فضل مكانه إيه اللي هيحصل؟ " بص عليا بـ استغراب: - إيه؟ = كمان أسبوع هيكون مقلب زبالة كبير، هي الدنيا كدة يابني، والمشكلة بتبدأ بغلطة صغيرة أوي تكاد لا تُذكر ولما بنهمِلها بتفضل تكبر وتكبر لحد ما تتحول لكارثة. فلو ما عالِجناش المشكلة في أولها عواقبها هتكون مستحيلة الحل. مسكت كيس العصير وروحت ناحية صندوق الزبالة ورميته ولسه بلف وشي. وفجأة.... لفت انتباهي ظرف موجود جوا الصندوق، فـ وطيت وجيبته وبدأت اقرأ اللي مكتوب جواه: " دكتور "خالد المصري" أنا الحاج كريم من أسوان عندي ٥٥ سنة، شغال علي باب الله، بطلع كل يوم الفجر أقعد علي الطريق وأستني أي حد ياخدني معاه أشتغل، والدنيا حقيقي صعبة معايا لإني مابقتش أقدر أفرِد ضهري، ودلوقتي جايلك من غير ما مراتي تِعرف علشان أقدملك طلب إنك تعالج بنتي. أنا ومراتي متجوزين من ١٥ سنة وربنا ما أنعمش علينا طول المدة دي بنعمة الخِلفة، وبعد كل الصبر ده بنتي جت للدنيا من ٣ شهور، ومحتاجة عملية قلب مفتوح في أسرع وقت، لإن حالتها كل يوم بتسوء عن اللي قبله. بالله عليك أقف جمب أب الزمن دوِّب قلبُه". دموعي نزلت غصب عني.. الراجل ده ظروفه كانت زيي بالضبط، وشغال نفس الشغل بتاع أبويا!!! لفيت ضهر الورقة لاقيت مكتوب عليا: "بنتي الغالية ياسمين، أعذريني يا نور عيني، بس معلش حظك قليل في الدنيا، والدكتور طلع مسافر برا مصر واللي شغالين عنده مش راضيين يقبلوا حالتك. أشوفك في جنة ربنا يا حتة مِن قلبي وروحي. الغلابة اللي زينا يابنتي تقريبًا مالهُمش مكان وسط القلوب السودا اللي في الأرض. بكره معادنا في الجنة وأحس بقلبك وهو سليم وأكون فرحان بيكي وأنا شايفك جميلة وبتضحكي. والله أبوكي عمل المستحيل علشانك، لدرجة إنه استلف فلوس المواصلات علشان يعرف ييجي لحد هنا فسامحيني يابنتي. سامحيني يا جنة من ربنا جاتلي علي الأرض بس ماليش نصيب كبير فيها." " في اللحظة دي قلبي كإنه إتخلع من مكانه، وركبت العربية بتاعتي وبدأت أسوق بسرعة زي الملهوف علي بنته من الموت وسافرت من القاهرة لأسوان، سافرت ١٢ ساعة بتحدي فيهم الزمن الوقت، لحد ما وصلت للعنوان ووقفت قدام الباب، وبدأت آخد نفس طويل، وأطلعه بالراحة علشان أهدأ. وفجأة.. سمعت صوت الأم بتصرخ وبتتكلم بسرعة أوي: - يااااااارب، بنتي لا ياااارب. مُعجزة من عندك يارب بس بنتي ماتضيعش مني، دي صبري كله في الدنيا والله... "وصوت عياطها بقي عالي" في اللحظة دي إتقدمت خطوتين ناحية الباب، وبصيت للسما، وكإني شايف قلب أبويا في اللحظة اللي وقف فيها، ومش عاوزها تتكرر تاني. وأول ما خبطت علي الباب، لاقيت راجل ضهره محني وماشي بالعافية.. - أنت مين يا أستاذ؟ = أنت الحاج كريم؟ - أيوة. "دموعي سالت زي الشلال" = هو الدعاء ممكن يغير القدر يا حاج؟ - أكيد يا أستاذ، رب المسحيل قادر يخلي كل شيء جايز. "وصوت الأم بيقاطع كلامنا وهي بتقول: - مُعجزة من عندك يارب بنتي قلبها هيُقف يااارب. = الجواب ده بتاعك؟ " أول ما عينه شافت الجواب، لاقيته بيعيط بصوت عالي وطلع الشارع وبص للسما" - أنا يارب!!! وقفت جمبي أنا يارب؟؟ ده أنا عصيتك كتير ويأست أكتر. وقفت جمب كريم الضعيف اللي الزمن حني ضهره وكسر قلبه؟؟ جمب كريم اللي مالوش حد في الدنيا يساعده؟؟ " أخدتُه في حضني وبدأت أهدي فيه وقُلت: = ربك جمبك، وهو الوحيد اللي يقدر يساعدك ياعم كريم. " مسح دموعه وبص في وشي بـ استغراب" - بس أنت مين يا أستاذ، شكلك إبن ناس ومليان هيبة! = أنا؟ - أيوة إنت. " حسيت بخنقة شديدة في قلبي ومابقتش قادر أتحكم في دموعي وقلت بصوت متقطع: = أنا واحد أبوه كان زيك بالضبط ومات علشان ماكنش معاه فلوس يتعالِج وماحدش وقف جمبه، أنا واحد الزمن كسر ضهره زيك برضو وصِبر فوق صبر الدنيا ألف صبر كمان. أنا الدكتور "خالد المصري" أشهر دكتور جراح قلوب في ألمانيا، وصاحب المستشفي اللي أنت كنت جاي عندها علشان تكشف فيها علي بنتك يا حاج. " إيده بدأت ترتعش وبص للسما" - مراتي دعتك بمُعجزة، أنت سمعتها؟؟؟ سمعتها وبعتتلي الشخص اللي أنا لفيت الدنيا كلها علشان بس أشوفه!! باعتهولي لحد بيتي؟؟؟
Telegram Center
Telegram Center
Канал