إلى كُلِّ قلبٍ مُتعبٍالسَّلامَ عليكَ ..
أعلمُ أنَّكَ غارقٌ بتفكيركَ ، تنظرُ إلى مهامكَ ، يُحزنُكَ تقصيرُكَ ، يغلبُكَ اليأسُ تارةً لصعوبةِ الحالِ الذي أنتَ فيهِ
تشعرُ أنَّكَ لستَ في مكانكَ
وأنَّ الحملَ الذي عليكَ لا يقوىٰ عليهِ ظهرُكَ
تأتيكَ لحظاتٌ تدفعُكَ لأن تستسلمَ تحُدِّثُ نفسَكَ أنَّ الأمرَ قد غلبَ عليكَ و فاقَ طاقةَ احتمالِكَ
تشعرُ أنَّكَ تخوضُ معركةً في داخلِكَ لا يراها أحدٌ تُصارِعُ بها نفسَكَ وحدَكَ
بينَ محاولةٍ لأنْ تكملَ وتنتصرَ وبينَ أسبابٍ تنظرُ إليها ترى فيها هزيمتَكَ
وتزدادُ قسوةُ معركتِكَ أنَّكَ فيها لوحدكَ ، أنتَ فيها الجنديُّ والقائدُ ، تارةً ترسمُ خطَّةً لعلَّكَ تنتصرُ فيها وتارةً تسعى جاهداً إلى تنفيذها
وقد ينتهي بكَ الأمرُ بألَّا تُكملِها فتبتئسَ وتفقدَ الأملَ من محاولاتِكَ
تظنُّ أنَّكَ الوحيدُ الذي يحاولُ ويتعثَّرُ
ولكنَّكَ قد نسيتَ أنَّ اللَّهَ معكَ في كلِّ حينٍ مُطَّلعٌ عليكَ يرى جِهادكَ ومحاولاتِكَ الكثيرة
يعلمُ سِرَّكَ دونَ أن تتكلَّمَ يُدَبِّرُ لكَ أمركَ دونَ أن تشعرَ
فماذا لو اطَّلعَ عليكَ وأنتَ تنهضُ في كلِّ مرَّةٍ لأجلهِ فقط
وأنتَ تحاولُ لأن تُصوِّبَ خُطاكَ كما يُحبُّ ويرضى
وأنتَ تجتهدُ في مكانكَ لتُعلي رايتَهُ
أتظنُّ أنَّ تلكَ المحاولاتُ تذهبُ سدًى ؟!
كلَّا واللَّهِ ما كانَ سعيُكَ ليضيعَ وأنتَ تُحسِنَ نيَّتكَ وعملَكَ وتسعى لتُسدِّدَ سهمَكَ
أنتَ مأجورٌ على ألمِ الشَّوكةِ إذ نغزَتكَ أفيذهبُ كلُّ جِهادِكَ ومعاركِكَ التي تخوضُ فيها دونَ أجرٍ ؟!
كم يرتاحُ القلبُ حينَ يُدرِكُ هذا المعنى ، حينَ يعلمُ أنَّ الجِهادَ من أجلِ اللَّهِ وحتَّى يرضىٰ اللَّهُ هو جهادٌ محفوفٌ بالأُجورِ الخفيَّة التي قد لا تُدرِكُها ، لكنَّ اللَّهَ لن يُضيِّعَ مثقالَ ذرَّةٍ فكيفَ بكلِّ هذا التَّعبِ والمحاولاتِ المُستمرَّة ؟!
جئتُ لأقولَ لكَ أنَّكَ لستَ وحيداً طالما أنتَ تعملُ ما بوِسعِكَ للَّهِ ، واللَّهُ يرى محاولاتِكَ وهذا حسبُكَ ، يكفيكَ ويُغنيكَ عن كلِّ العالمينَ ، ولا بُدَّ لخُطاكَ أن تستقيمَ ذاتَ يومٍ ، وأنفاسَكَ الحزينة ستطولُ فرحاً يُخرِجُ كلَّ ضيقٍ في صدرِكَ حينما تصلُ لوِجهتِكَ ، وقلبُكَ الظَّمآنُ سيرتوي من لِذَّةِ الوصولِ
🩵..
#نورٌ
_عائشة
#من_مشاركاتكم #Be_Positive_Team