Смотреть в Telegram
كلمت اليوم شيخا من شيوخي، مضى على لقائي به، وجلوسي بين يديه قريب من سنة... وسألته -على عادتي في الاستفادة من وعيه وعقله- عن رؤيته للأمر، وتأثيره في حياة الناس، فكان مما قال لي: "يا براء، كنا قبل الحرب نعيش كفافا، لا نسأل أحدا، ولا نقبل من أحد، يعمل المرء في صباحه حتى يعيل أهله في المساء، ويتفرغ للطلب على حساب نومه بالليل... فبذلك حفظنا الكتب، وضبطنا العلوم، وعشنا كفافا، لا يساومنا في رأينا صاحب مال نرقب عطاءه، ولا ذا سلطة نخاف منه... ثم إن هذه الحرب يا براء، قد أفقرت الغنيّ، وأذلت الكريم، وليس لغزيٍّ دخلٌ ثابت إلا من كان موظفا لم يُقطَع بعدُ راتبه... وأصحاب الأعمال اليومية، أو المشاريع الصغيرة الشخصية، كلهم من طابور تكيّة، إلى مناشدة محسن بالعطاء... -صمت الشيخ هنيهة- نحن يا براء نعيش على صدقات الناس!" هنا غيَّرَ الشيخ الموضوع، فسألني عن همتي في التحصيل، وبرنامجي العلمي الحالي، وما يدور في البرامج الإلكترونية، ثم اعتذر عن الإكمال في الحديث بموعد مضروب، ولقاء وَعَدَ به... ثم أخبرني أنه يحبني في الله. وأنا والله يا شيخي، وأنا والله!
Telegram Center
Telegram Center
Канал