🛑قصة وعبرة
🛑🔹قِــصـَّــة وَ عـِـــبــــرَة
🔹💫 #التّدَيُّن_الشِڪلي.
💫سَأل الإمام علي عليه السلام عن رجلٍ ما إذا كان أحدُ الحاضرين يعرفه، فقام رجلٌ و قال:
أنا أعرفه يا أمير المؤمنين.
فقال الإمام عليه السلام : لعلّكَ جاره، فالجارُ أعلمُ النّاس بأخلاقِ جيرانه ؟
فقال الرّجلُ: لا.
فقال الإمام عليه السلام : لعلّكَ صاحَبته في سَفرٍ فالأسفار مُڪشِفة للطباع ؟
فقال الرّجلُ: لا.
فقال الإمام عليه السلام : لعلّكَ تاجرتَ معه فعاملته بالدّرهمِ و الدّينارِ، فالدّرهمُ و الدّينار يُڪشِفان معادن الرّجال ؟
فقال الرّجلُ: لا.
فقال الإمام عليه السلام : لعلّك رأيته في المسجدِ يهزُّ رأسَه قائماً و قاعداً ؟
فقال الرّجلُ: أجَل.
فقال الإمام عليه السلام : إجلسْ فإنّكَ لا تعرفه.
كان مولانا عليُّ ابن أبي طالب عليهما الصلاة و السلام يعرِفُ أنّ المرءَ من الممكن أن يخلعَ دينه على عتبةِ المسجد ثم ينتعلَ حذاءَه و يخرجَ للدّنيا مسعوراً يأكلُ مالَ هذا، و ينهشُ عِرض ذاك !!
كان يعرفُ أنَّ اللِحى مِنَ المُمكنِ أن تصبحَ متاريسَ يختبىء خلفها لصوصٌ كُثُر. !!
و أنّ العباءة السّوداء ليس بالضرورة تحتها إمرأةٌ فاضلة. !!
ڪان يعرفُ أنَّ الصلاةَ من الممكنِ أن تصبحَ مظهراً أنيقاً لمُحتال، و أنَّ الحجّ مِنَ الممكنِ أن يصبحَ عباءةً إجتماعية مرموقة لوضيعٍ. !!
كان يؤمِنُ أنّ التّديّنَ الذي لا ينعكسُ أثراً في السُّلوكِ هو تديّنٌ أجوف. !!
أندونيسيا لم يفتحها المحاربُون بسيوفهم و إنما فتحها التُّجارُ المسلمونَ بأخلاقهم و أمانتهم.
فلم يكونوا يبيعون بضائعهم بدينهم، لهذا أُعجبَ النّاسُ بهم و قالوا:
يا لَه مِن دين ؟!
الإيمان الكاذب أسوأ من الكُفر الصّريح.
و في كليهما شرّ.
و التعاملُ مع الآخرين هو محكُّ التّديّنِ الصحيح.
إذا لم يلحظ الناسُ الفرقَ بين التّاجر المتديّنِ و التّاجرِ غير المُتديّن فما فائدة التّديُنِ إذاً ؟
و إذا لم تلحظ الزّوجةُ الفرقَ بين الزّوجِ المُتديّنِ و الزّوجِ غير المتديّنِ فما قيمة هذا التّديّن ؟
و إذا لم يلحظ الأبوان الفرق بين برِّ الولد المُتدَيّنِ و غير المُتدَيّنِ فلماذا هذا التّديّن ؟
مصيبةٌ أن لا يكون لنا من حجّنا إلا التّمر و ماء زمزم، و سجاجيد الصلاةِ المصنوعةِ في الصّينِ.
مصيبةٌ أن لا يكونَ لنا من صيامنا إلا السمبوسة، و الحلويات، و السهرات بدون فائدة، و باب الحارة !!
مصيبةٌ أن تكون الصلوات حركاتٍ تستفيدُ منها العضلاتُ و المفاصلُ و لا يستفيدُ القلب !!
مظاهرُ التّديّنِ أمرٌ محمود.
و نحنُ نعتزُّ بديننا شكلاً و مضموناً.
و لڪن العيب أن نتمسّكَ بالشّكلِ و نتركَ المضمون.
فالدّينُ الذي حوّل رعاة الغنمِ إلى قادةٍ للأممِ لم يُغيّر أشكالهم و إنّما غيّر مضامينهم.
أبو جهل كان يلبسُ ذات العباءة و العمامة التي كان يلبسها أمير المؤمنين عليه السلام. !!
تشابهت الأشكالُ و اختلفت المضامين.
.