Смотреть в Telegram
( سجن عوف ) أكلنا شواربنا..! ثم توالت الأيام في (سجن عوفر ) وحلاقة الشعر ممنوعة، فطال حيثما نبت، وكان شعر الرأس واللحية يتساقط على ارض الغرفة فنجمعه مرتين كل يوم، وما خفي أعظم، ولكن مشكلتنا الكبرى كانت مع شعر الشارب، فهو لا يتساقط، ولا نملك أية أداة لقصه، فلما زاد عن الشفة السفلى أصبح الأكل بوجوده معاناة، ولم يكن أمامنا من سبيل إلا القبض عليه بين الفكين وقطع ما يمكن قطعه منه، وأما الذين لا ينطبق عندهم الفكان فليس أمامهم إلا الصبر. ثم نزعت إدارة السجن كل مرٱة في السجن، واحتاطت فنزعت كل جسم قد يكون شبه مرٱة، فلم يكن إلى رؤية رؤوسنا ولحانا من سبيل ، وكنا نسأل بعضنا عن أشكالنا، والخلاصة أننا كنا أشباحا لا أكثر… فلما انقضت الأشهر الأولى من الاعتقال، وصار بعضنا على مشارف المغادرة قررت الإدارة لحاجة في نفسها إجبارنا على الحلاقة وفق نمرة (صفر)، والعجيب أن بعضنا أصر على الخروج بكل شعره حتى يتمكن من التقاط صورة للأجيال القادمة تلخص المعاناة. وهكذا كان، أما أنا فكنت من السباقين للحلاقة. فحلقت الرأس واللحية* ولم أترك فيهما شعرة واحدة تحسبا لطول الشعر فيما بقي من أشهر في الاعتقال الإداري الذي لا نعرف متى ينتهي.. لا أعرف كيف كان شكلي حينذاك، ولكن ضحكات الشباب كانت كافية لتخيل الصورة. - *هذه كلمات أسير محرر، أما أنا فحلقت شعر رأسي وأبقيت على لحيتي؛ فصرت داعشيّا بوصف السجان لي..
Telegram Center
Telegram Center
Канал