انعكاسات فوز ترامب على موازين القوى الإقليمية والدوليةكتبه إياد العطية
فوز ترامب في الانتخابات الأمريكية سيكون له أبعاد متعددة على الساحة الدولية، خاصةً بالنسبة لإسرائيل والصين وإيران وروسيا وتركيا والدول العربية مجتمعة.
ولا شك أن هذه المرحلة الجديدة ستلقي بظلالها على العالم بأسره، وعلى منطقة الشرق الأوسط بشكل خاص.
1. إسرائيل:
تأتي إسرائيل في مقدمة أولويات السياسة الأمريكية مع إدارة ترامب، حيث يمثل دعمها تعزيزًا للتحالف الاستراتيجي في المنطقة.
فوز ترامب سيعزز من الدعم العسكري والدبلوماسي لإسرائيل، مع التركيز على توسيع اتفاقيات التطبيع مع الدول العربية، مما يزيد من مكانة إسرائيل الإقليمية ويخدم المصالح الأمريكية في المنطقة.
2. الصين:
التنافس مع الصين هو أحد أكبر أولويات الولايات المتحدة، خاصةً على الصعيدين الاقتصادي والتكنولوجي.
من المتوقع أن تتصاعد التوترات مع الصين في ظل عودة ترامب، حيث قد تدفع إدارته الثانية نحو فرض مزيد من القيود الاقتصادية والتجارية، مما يُؤثر على التوازن التجاري العالمي ويزيد من حدة المنافسة بين القوتين.
3. إيران:
مارست إدارة ترامب سياسة “الضغط الأقصى” تجاه إيران خلال ولايته الأولى، وهي سياسة تجمع بين أقصى درجات الضغط السياسي والاقتصادي، إلى جانب التصعيد العسكري الرمزي.
فوزه سيعني تصعيدًا جديدًا في العقوبات الاقتصادية وتزايدًا في الضغط العسكري، مما يزيد التوتر في المنطقة، خاصةً في دول الخليج، ويعزز من عزلة إيران السياسية والاقتصادية.
4. روسيا:
تأتي روسيا بعد الصين وإيران في سلم الأولويات الأمريكية.
العلاقات بين ترامب وروسيا كانت تتسم بالتقارب الحذر، وقد يكون فوزه خطوة لإعادة فتح قنوات تواصل جديدة، تُخفف من حدة المواجهات وتقلل من وطأة العقوبات. رغم نقاط الخلاف، فإن هذا التقارب قد يمهد لتفاهمات تجنب الطرفين التصعيد المتبادل في قضايا مثل أوكرانيا وسوريا.
5. الدول العربية (خاصة دول الخليج):
بالنسبة للدول العربية، فإن فوز ترامب قد يعني استمرار التحالفات التي تضغط على النفوذ الإيراني في المنطقة.
أما بالنسبة لدول الخليج، فقد تجد في سياساته دعمًا في مواجهة إيران، مع احتمال تجاهل قضايا إنسانية تهم شعوب المنطقة، مثل الصراع في اليمن والقضية الفلسطينية.
6. تركيا:
العلاقات بين ترامب وتركيا كانت معقدة، إذ شهدت تفاهمات واحتكاكات في آنٍ واحد.
تأتي تركيا في ترتيب أقل نسبياً على سلم الأولويات، ولكن فوزه قد يسمح باستمرار العلاقات الشخصية بين ترامب وأردوغان، مما يُخفف من الضغوط السياسية عليه في بعض الملفات، إلا أن قضايا مثل شراء تركيا للأسلحة الروسية ستظل محل خلاف دائم.
هذا تحليل مستند إلى معطيات الواقع السياسي الظاهر لنا، إلا أن النظر إلى الاستراتيجية الأمريكية ضد أمة الإسلام يظهر سياسة ثابتة لا تتغير سواء فاز ترامب أو فاز غيره.
الولايات المتحدة مستعدة للتحالف مع أي طرف وتذويب خلافاتها مع خصومها كالصين وروسيا وإيران، شرط ألا تقوم لأمة الإسلام قائمة، كما اثبته هذا الواقع على مر التاريخ.
لكنهم يمكرون ويمكر الله، والله خير الماكرين. والأمة منصورة بوعد الله، قال تعالى:
“ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين”.