الظُلمة ..!!!
تدخل السماء عظيم نعم ..لكنه أيضاً مُخيف لتلك الأمة !!!
كانت الأمم السابقة عندما تكفر وتحييد عن الطريق ينزل بها العقاب من السماء مثل نوح ، وعاد ، وثمود ، وشعيب ، وفرعون ، وغيرهم ...
لكن الأمة الخاتمة ...
الأمة الأخيرة ..
كانت هي العقاب نفسه !!!
يعني بعث الله تلك الأمة لتأديب ولعقاب كل أمم الكفر والإفساد ..
وكان كيفية العقاب على أيدي أفراد تلك الأمة عن طريق الجهاد ...
تلك الأمة (كانت) سوط الله في الأرض ..
كان الله ينتقم بتلك الأمة من العُصاة والكافرين ...
وإبادتهم وكأنهم لم يكونوا موجودين من قبل ..
إما بإهلاكهم ...
وإما بإستسلامهم وتسليمهم ...
وإما بدخولهم الإسلام ...
وبما أن الأمة تقاعصت ...
وحادت عن الجادة والطريق ...
وتركت المُهمة الوحيدة التي كُلفت بها ...
وانشغلت بمهام فرضها عليهم الشيطان فرضاً ..
بل وتعلقوا بها وهم في سبيلها مُستعدون لفعل أي شيئ !!
تركوا المهمة ...
تركوا التكليف ...
كما ذهب يونس عليه السلام مُغاصباً فعوقب( بظلمات) بعضها فوق بعض ..
فعوقبت الأمة بفتناً كقطع الليل( المُظلم) ...
فتناً عمياء (مُظلمة) تمور مور البحر ...
وبما أن الأمة تركت التكليف ...
إذا فتدخل السماء أمر مُرعب !!
لإن تلك الأمة لم يعد لوجودها فائدة ...!!!
فينزل العقاب من السماء على الجميع !!
فالجميع تشابه !!
حتى إننا لم نكتفي فقط بترك التكليف وهو أمر لو تعلمون عظيم ...
لكن أيضاً أصبحنا نُشبه أعداء الدين بشكل مُتطابق تقريباً !!
بعد أن اتبعناهم وقلدناهم وأصبحت الدنيا اكبر همنا ومبلغ علمنا ..
قلوبنا كقلوبهم ..
الأن ..
قلوب الأعاجم ...
فالعقاب إذا لن يُفرق عندما ينزل ...!!
فالجميع على نمط واحد !!
عجمهم مثل عربهم !!
هم فقط تفوقوا علينا بأمر أنهم على الأقل تمتعوا بدنياهم !!
هم أذاقونا شتى أنواع العذاب ومع ذلك أصبحنا نعبدهم ، ونعبد علومهم ، وسحرهم ، وتقدمهم ، وتطورهم وكل تُرهاتهم تلك !
حتى أصبحنا جزءً منهم !!
الحل إذاً أن لا نكون مثلهم ونُخالفهم ...
ونعود ما استطعنا لديننا ...
ونترك حب الدنيا ...
ونتخلى عن كراهية الموت ...
الأن بعض الناس تتمنى الموت لإنه لم يستطع أن ينعم بالدنيا الزائلة !!
لا يتمنى الموت في سبيل الله ...
أو شوقاً إلى الجنان ...
نحن بعيد !!
نعم نؤمن بحتمية إنتصار الأمة ...
والعودة الثانية والأخيرة ...
وإنه سبحانه قادر على إصلاح أمة بعد فسادها ...
ولكن !!!
هذا سوف يحدث ...
بعد التطهير ...
بعد الغربلة ...
بعد التمايز ...
بعد دفع الضريبة كاملة ..
بعد العقاب ...