▫️قال ابن تيمية رحمه الله : البصر يرَى من مُباشرة المرئيِّ، والسمع لا، وإنْ كان يحسُّ الأصوات، فالمقصودُ الأعظم به معرفة الكلام، وما يخبرُ به من العلم.
والتحقيق أنَّ إدراك البصر أكملُ. قال الأكثرون : " فليس المخبر كالمعاين " لكن السمع يحصل به من العلم أكثر ممَّا يحصل بالبصر، فالبصر أقوى وأكمل، والسمع أعمُّ وأشمل، وهاتان الحاسَّتان هما الأصل في العلم بالمعلومات التي يمتازُ بها الإنسان عن البهائم؛ ولهذا يقرنُ الله بينهما وبين الفؤاد.
وقال قتادة رحمه الله : ( من حيث لا يُؤمّل ولا يرجو ).
▫️العبد يفرح بالرزق من أي جهة كانت لكن فرحته بالرزق المفاجئ له لذة أخرى وسرور مضاعف ؛ إذ يباغته فضل ربه في لحظة انقطاع ويأس وبؤس ، فلا يزال مندهشًا من تفضل ربه وإسباغ نعمته ..
أما العتاب : فأصلها من عتبة الباب ، فهم يقابلون الأحبة على الأعتاب ، فصار العتاب كلام المحب وفيه عشم ..
قال الله تعالى : { فَإِن یَصۡبِرُوا۟ فَٱلنَّارُ مَثۡوࣰى لَّهُمۡۖ وَإِن یَسۡتَعۡتِبُوا۟ فَمَا هُم مِّنَ ٱلۡمُعۡتَبِینَ } هو طلب العتبى بما يرضي العاتب ويحب ، والعمل بما يسره ، وهم لن يرضوا ربهم فما هم من المعتبين ، ولن يقبل منهم العتبى حين يجزعوا من رؤية العذاب ، فما هم بمعتبين ..
والمرأة إذا تابت من الزنا ، لم يلزمها إخبار المتقدم إليها بشأن بكارتها ، بل لا يلزمها إخباره لو سألها ؛ لأنها مأمورة بستر نفسها ، والبكارة لا تذهب بالزنا فقط ، بل يمكن أن تزول بالحيضة الشديدة ، والوثبة ونحو ذلك.
قال الله تعالى : { وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُۥدَ ٱلْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَٱلطَّيْرَ ۚ وَكُنَّا فَٰعِلِينَ } ..
وذلك لطِيبِ صوته بتلاوة كتابه الزبور ، وكان إذا تَرنَّمَ به : تقفُ الطير في الهواء فتُجاوبُه ، وتَرُدُّ عليه الجبال تأويبًا ، كما قال تعالى : { يَٰجِبَالُ أَوِّبِى مَعَهُۥ وَٱلطَّيْرَ }.
وأثنى ﷺ على صوت نبي الله داود فقال لأبي موسى الأشعري : ( يا أبا مُوسَى لقَدْ أُوتِيتَ مِزْمارًا مِن مَزامِيرِ آلِ داوُدَ ). رواه البخاري
داود عليه الصلاة والسلام كان إليه المُنتهى في حُسن الصوت بالقراءة ..
صلاة اليهودي الجديدة (الركوع والسجود) من أين أخذها؟
▫️يلاحظ عند بعض طوائف اليهود تغيير هيئة الصلاة اليهوديَّة لتوافق هيئة صلاة المسلمين ..
▫️يقول العالم اليهودي نفتالي فيدر، المتخصص في الدراسات اليهوديَّة العبريَّة : "علينا أن نقرر من البداية أنَّ الأنظمة الحديثة التي أسسها الحبر إبراهيم الميموني [ ابن موسى بن ميمون القرطبي ] قد نُقِلَتْ من المسجد إلى الكنيس [ اليهودي ]، وأنَّ فيها ما يعد تطاولًا جوهريًّا على نظم الصلاة التقليديَّة وملاءمتها شعائر العبادة الإسلامية.
▫️وهذه الأنظمة هي : ١- السجود. ٢- الجلوس على هيئة البارك. ٣- استقبال القبلة وقت الجلوس أيضًا. ٤- وقوف المصلين في صفوف. ٥- بسط اليدين ".
ويعلق نفتالي فيدر بقوله : " أن الحبر سليمان الكاهن قد تأثر في تحديده للركوع بعادة البيئة الأجنبية [ الإسلاميَّة ]. فهو لم يأخذ حتى بأحد الحدود الموجودة في التلمود التي ذكرها الأحبار الأوائل ومن بينهم الحبر موسى بن ميمون، وإنما تابع الركوع الموجود في العبادة الإسلامية، وسبق شرحه بأنه انحناء الواقف ووضع يديه على ركبتيه ".
هذا ما ذكره اليهودي نفتالي ، وهو يعطيك دلالة مؤكدة على قوة تأثير عبادات المسلمين على أهل الذمة إبان حكمهم للأندلس ( الفردوس المفقود ).
عن عقبة بن عامر قال بينا أنا أسير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الجحفة والأبواء إذ غشيتنا ريح وظلمة شديدة فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعوذ ب{ أعوذ برب الفلق } و { أعوذ برب الناس } ويقول : ( يا عقبة تعوذ بهما فما تعوذ متعوذ بمثلهما ، قال : وسمعته يؤمنا بهما في الصلاة ). رواه أبو داود بإسناد صحيح
المؤمن يستعيذ بالله من شرور خلقه؛ لأنه سبحانه القادر على صرف الشرور عن عبده، ولقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يستعيذ بالله مما يخاف ويحذر.
وفي هذا الحديث يحكي عقبة بن عامر رضي الله عنه أنه بينما هو يسير مع النبي صلى الله عليه وسلم بين الجحفة والأبواء : " إذ غشيتنا ريح وظلمة شديدة "، أي هبت علينا ريح عاصف وأحاطت بنا ظلمة شديدة، فاستعاذ النبي صلى الله عليه وسلم بالله عز وجل من هول ما رأى بهاتين السورتين. والمعنى : أستجير بالله عز وجل رب كل شيء.
ثم قال صلى الله عليه وسلم لعقبة : «تعوذ بهما»، أي: بالمعوذتين، «فما تعوذ متعوذ بمثلهما»، أي: لن تجد أفضل منهما في التعاويذ والمنجيات.
قال عقبة رضي الله عنه : «وسمعته يؤمنا بهما في الصلاة»، أي: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يؤمنا بهاتين السورتين في الصلاة.
▫️من فوائد الحديث : ١- بيان أن المؤمن يتضرع باللجوء إلى الله وقت الشدة.
٢- فضل المعوذتين، والحث على التعوذ بهما.
٣- في تكرار المعوذتين أثر بالغ حتى في دفع ذنوب الخلوات ، وخطرات الشيطان الواردة على القلب ..
الطمع : تعلق النفس بإدراك مطلوب تعلقًا قويًا ، وهو أشد من الرجاء ؛ لا يحدث إلا عن قوةِ رغبةٍ ، وشدةِ إرادةٍ ، فإذا اشتد صار طمعًا ، وإذا ضعف كان رغبة ورجاءً ..
والطمع : ما يكون من غير سبب يدعو إليه، فإذا طمعت في الشيء فكأنك حدثت نفسك به، من غير أن يكون هنالك سبب يدعو إليه؛ ولهذا ذم الطمع ولم يذم الرجاء.
وقيل : الطمع يقارب الرجاء والأمل، لكن الطمع أكثر ما يقال فيما يقتضيه الهوى.
والأمل والرجاء قد يكونان فيما يقتضيه الفكر والروية؛ ولهذا أكثر ذم الحكماء للطمع.
التحلي بالصمت عما لا فائدة فيه طريق إلى اكتساب الحكمة؛ فالحكيم يعرف بالصمت وقلة الكلام، وإذا تكلم تكلم بالحق، وإن تلفّظ تلفّظ بخير أو سكت.
قال وهب بن منبه رحمه الله : أجمعت الحكماء على أن رأس الحكمة : الصمت.
وقال عمر بن عبد العزيز رحمه الله : إذا رأيتم الرجل يطيل الصمت، ويهرب من الناس، فاقتربوا منه؛ فإنه يُلقّى الحكمة.
وقال وهيب بن الورد رحمه الله : بلغنا أن الحكمة عشرة أجزاء : تسعة منها في الصمت، والعاشرة في عزلة الناس.
وقيل : زين المرأة الحياء، وزين الحكيم الصمت.
وكان فتًى يُجالس سفيان الثوري ولا يتكلَّم، وكان سفيان يحب أن يتكلم ليسمع كلامه، فمرّ به يومًا فقال له : يا فتى، إن مَنْ كان قبلَنا مرّوا على خيل - يعني الصحابة - وبَقِينا على حمير دَبِرة.
فقال الفتى : يا أبا عبد الله، إنْ كنّا على الطريق فما أسرعَ لحُوقَنا بالقوم ..