كانت نظراتك متداعية كوريقاتِ الخريف،عندما جلستَ على رصيف خاوي، و ارجعت رأسك للخلف علَّ الحزن يجد مكاناً على منكبيك،يعتليك البأس شبراً شبراً، لم أقوَ على تثبيت ناظريَ على صاحب الطفولة المشعة و هو خامدٌ هكذا، حتى جمارُك تحوّل لرمادٍ التوى تحت جفناك،اشحبتْ وجنتاك، و ها هي تمطرُ مع وابل السماء الحزينة
يميلُ رأسك إليّ
يا صاحبي فداك الكون كله،خذ من قلبي لوناً و ألوانا،و دعني أرسم شبح البسمة على ثغرك الأثرد بيدي المرتجفة ... تتثاقل ذرات الهواء عندما يصعد صوتك عليها، و بفؤادٍ مهشمٍ تزفُّ إليَّ خبراً كاذباً :
"لا فائدة مني في هذه الحياة"
أتعلم... لصفعت الشخص الذي يقول لكَ هكذا
لكن أنت!
لا فائدة منك! أصابني سهم نكرانك لجميلك بقوة،ماذا عن ابتسامتك للأطفال على باب الميتم؟
ماذا عن مساعدتك للتائهين على دورب الأحلام و إرشادهم نحو البوصلة ؟
ماذا عن عائلتك التي ابتسمت في وجهها لتخفي سقيم جوفك عنهم؟
ماذا عن روحك التي تعيدُ لمعة الأحداق للمجروحين من الداخل بمرحك و عفويتك؟
قل لي ماذا دهى دربك الذي يميل إليه المتزاحمون و الغرباء في هذا العالم ؟
كيف يتجرأ هذا العالم على إشعارك بأنك بلا فائدة!
العالم دونَك أبلق،لا ألوانا تتخلّله،
العالم دونك صعب و وعر،من ذَا الذي سيضمُّ المرتاعين في كواليس النجاح سواك؟
من سوف يقطب مساحات الكمد فيّ إن أصاب القحط قلبي يومًا؟
و أصدقاؤك ! لأيّ صدر سيرتمون في غيابك؟
الزهور ستقطر الندى إن غبتَ عنها في غسقٍ معهود و الياسمين المُعرّق سيتداعى في رحيلك.
أنت أكبر من أن تحتويك سطور
و جميلك لهذا الكون لا يمكن تلخيصهُ أبدأ
يوهنُ القلم إن كان الكلام عنك
و يتسائل من يعرفك
كيف سأرصفُ لك إنجازاتك التّي تبخّرتْ في لحظة حزن
أعدُّها و لا أحصيها
إنجازاتك لا تعدّ !
غيّرتَ الكثير في هذا العالم الكئيب
رسمتَ لوحتك المضيئة رغمَ عتمةِ كلّ الألوان
أشعلتَ قناديل الحياةِ لدي بعد موتها
وجودك يا صاحبي
غيّر المنظومةِ البشرية
فإياك أن تستقل بنفسك
لأنّك العالم كلّه!
و دونك لا شيء به قيمة
#البَتُول