لقد ذكره المشايخ والخطباء وطلبة العلم والإعلاميون والمجـ.ـاهـ.ـدون والأصدقاء والأعداء، وانتشر ذكره في الناس وفي وسائل الإعلام على اختلافها وكثرتها بشكلٍ مبهرٍ حقًّا، وكلماتي لا توازي الحالة التي صار عليها يومئذٍ في الناس.
لقد بدأ الناس في السؤال عن هذا القائد العابد الزاهد المجـ.ـاهـ.ـد الخفي، بدؤوا يستذكرون مواقفه، ويفتشون عن مناقبه وأخباره.
لقد دخل الشهرة من أوسع أبوابها بعد أن اجتهد هو في غلق الأبواب كلها، لكنها كانت أشبه بالسيل الذي يجتمع ويتراكم حتى يُضخَّ دفعةً واحدة.
إن قصته ترجمةٌ حرفية لكلمة قالها الفضيل بن عياض رحمه الله نصُّها: "من أحب أن يذكر لم يذكر، ومن كره أن يذكر ذُكِر".
وما آتاه الله إياه مثالٌ حيٌّ لما كتبته في كتاب: "سراج الغرباء في منازل السعداء.. سياحةٌ ماتعةٌ في روائع فقه السنن" تحت عنوان: "كل سر تخفيه فالله مبديه" فقد قلت في مقدمة هذه السُّنَّة الإلهية:
إذا أراد العبدُ صدارة وظهورًا، وسعى في الناس لأن يكون مشهورًا.. فإنه يبقى خفيًا مغمورًا، أما من اجتهد في إخفاء حسناته، واتخذ كل وسيلة لئلا يراه أَحَد.. فإن الناس ستعلم أمره وكَأَنَّهُ فعله على جبل أُحُد، أو صدح به في المنابر، حتى علا في المآذن والمنائر.
رحم الله أخي نـ.ـورًا، وتقبله الله، وجعله للمتقين إمامًا.