اللهم اغفرلها وارحمها، واجعل قبرها روضةً من رياض الجنة، ونقِّها من الذنوب والخطايا كما يُنقَّى الثوب الأبيض من الدنس. اللهم اجعل مثواها الجنة، وارزق أهلها وأحبّتها الصبر والسلوان. اللهم إن كانت محسنةً فزد في إحسانها، وإن كانت مسيئةً فتجاوز عن سيئاتها برحمتك يا أرحم الراحمين. اللهم اجعلها من الذين يقال لهم "ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون". آمين يارب العالمين.
بكل حزن وأسى ننعى اليوم رحيل بشرى المغربي تلك الروح النقية التي انتقلت إلى رحمة الله تاركة خلفها بصمات لا تمحى وذكريات لا تُنسى عاشت بشرى بحب وصدق وكانت مثالاً يُحتذى في الإنسانية والكرم رحلت جسداً ولكن ذكراها ستظل خالدة في قلوب كل من عرفها .
نسأل الله العلي القدير أن يغفر لها ويرحمها وأن يجعل قبرها روضةً من رياض الجنة اللهم اجعل مثواها الفردوس الأعلى وارزق أهلها وذويها الصبر والسلوان
كان قاسيًا هذه المرة وبشكل كبير.. مررت بتلك الأوجه.. بأولئك الذين كنت أحسن بهم الظن فأصبحوا اليوم رمادًا بالنسبة لي.. كانوا رهنا لثقتي ومحبتي وكم راهنت على بقائهم معي ولم يخذلوني يومًا، فكانوا أول من خذلني وطعنني في منتصف قلبي!
لكن لم توقف الحياة من بعدهم.. سينتهي نوفمبر، وقد أنهيتهم من ذاكرتي تمامًا، وأثبت لنفسي بأن الحياة لا تتوقف على عتبة حضرتهم.. وأن الحياة جميلة بدونهم.. وأستطيع ممارسة حياتي كما أريد.. فقد كانوا درسًا قاسيًا وأصبحت الأقسى منهم، تعلمت أن أقول كلمة "لا" لشيء لا أستطيع فعله أو لا يستحق فعله لهم.. ولا بمقدوري الصمت عن حقي مهما كان الثمن..
سينتهي نوفمبر وأنا شخص آخر لا أحد يعرفه، حتى أنا...!
كانت أكثر العبارات قربًا إلى قلبي حين يُقال لي: "عقلك أكبر من سنك". كنت أستقبلها بشعور غامر من الفخر، وكأنها شهادة تميز تجعلني مختلفة عن الآخرين. كنت أتباهى بها، وأشعر أنني أكبر من عمري بوعي يفوق توقعات من حولي.
لكن مع مرور الوقت، أدركت أن هذا "النضج المبكر" كان أثقل مما تخيلت. أدركت أن الخطأ الأكبر لم يكن في تلقي تلك العبارة، بل في أنني لم أسمح لنفسي بأن أعيش طفولتي كما يليق بها. قضيت سنواتي الصغيرة منشغلة بأسئلة تتجاوز قدرتي على الفهم، محاولات بحث عن أجوبة لم يكن يجب أن تكون محور اهتمامي.
نضجت قبل أواني، فتحت أبوابًا لوعي مبكر أثقل كاهلي، حتى أصبحت أفكاري واهتماماتي، بل وحتى همومي، أكبر من قدرتي على التحمل. ومع مرور السنوات، اكتشفت أن هذا الحمل المبكر جعلني أفقد شيئًا ثمينًا: براءة العيش بلا حساب، وحرية أن أكون مجرد طفلة تعيش اللحظة دون قيود أو ثقل الإدراك. ولكن عندما اتبعتُ فضولي ظللتُ طريقَ طفولتي ؟..
أعاني من مرضٍ في قلبي دائم تارةً أتألم ، وتارةً أُخرى أصمت، • الألم يأتي نخزات في القلب، وأيضاً ألمٌ في الروح يكادُ يخنقني، • أما الصمت يحتويني، ويأكل جسدي ، لكن عيناي تتحدث لا جدوى من أيّ أمر أفعله لِـ أُخَفِفَ عن نفسي . مع مرور الزمن يُضاف إلى حزني ، حزنٌ أخر يا لها من مشقة ....
أتخطي أمرًا ما منذ أشهُر.. أشهر أُحاول أن أبدو ثابتة، وألا يظهر علي ملامحي آثار غضب أو خيبة، ابتسم هُنا وهُناك، أنسي أو أتناسي كأن شيئاً لمْ يكن، ثم اني البارحة وقفت أنجز بعض الأشياء، مرّ أمامي ما قُلت أنني تجاوزته وما حسبت أنني قد اتخطاهُ بالتناسي إذ به أمامي مِن جديد، وإذ أنني أبكي كما اليوم الأولُ تماماً، نفس قبضه القلب، نفس الكلِمات الواقفة فِ الحلق.. نفس كُل شئْ.. بَكيت.. بَكيتُ بِحُرقة لأنني مازلت عالقة عند ذلك اليوم من أشهُر. كيف لي ان انسى وانا كلما تذكرته عدتُ الى نقطة الصفر !.....