📌الانسلاخ من الهوية.
بسبب الانسياق وراء كل ما يصدر عن الغرب؛ من أفكار، وآراء، ومعتقدات- يُضَيِّع المسلمون هويتهم وينسلخون عنها.
ولكن لا يتوقف الأمر عند هذا الحد؛ فبدايةً تُسطَّح هويتنا الإسلامية، وتقتصر علىٰ المظاهر الاجتماعية والثقافية العربية، وغيرها؛ ورغم ذلك يظهر انسلاخنا عنها.
بدون الهوية، يتحول الإنسان إلىٰ كائن تافه، فارغ، غافل، تابع، ومقلد؛ لأن الهوية ترتبط -أساسًا- بمعتقدات الفرد، ومسلماته الفكرية؛ مما يسهم في تحديد سمات شخصيته، ويجعله إنسانًا ذا قيمة، ومعنىٰ، وغاية لحياته..
الأمة التي تريد أن تبقىٰ يجب أن تحافظ على هويتها.
للأسف، ما نراه اليوم؛ من اجتياح الثقافات الغربية- يظهر في سعي الشباب وراء ما يُسمىٰ "مواكبة التطور"، والذي غالبًا يكون بعيدًا كل البعد عن التطور الحقيقي.
-------
• أشكال الانسلاخ عن الهوية:
1- الانسلاخ الديني: وهو الأهم، ويتمثل في عدم الالتزام الكامل بديننا.
وقد تحدثنا عن هذا بأنه أهم نقطة في الغزو الفكري.
2- الانسلاخ اللغوي: وهذا أكثر ما يحزنني، فقد أهملنا لغتنا التي نزل بها القرآن، وأصبحنا نركض خلف تعلم اللغات الأجنبية حتىٰ نكاد نطمس آثار لغتنا!
لا بأس بتعلم اللغات؛ للحفاظ علىٰ التقدم العلمي والتواصل العالمي، لكن ليس علىٰ حساب لغتنا الأم!
لا بد من تعزيز اللغة العربية كلغة فكر وهوية؛ لتبقىٰ جزءًا أساسيًا من حياة الأفراد والمجتمع.
ما نتحدث به اليوم يسميه البعض "العرنجية"، أي: خليط فوضوي؛ حيث يدمج البعض كلمات إنجليزية، وفرنسية، وغيرها وسط حديثه؛ ظنًا منه أن ذلك أمر يفتخر به!
يا حسرتاه علىٰ لغتنا العربية وما تعانيه من إهمال!
تقف الكلمات حائرة في وصف الهوان والضعف الذي وصلنا إليه..
3- الانسلاخ الاجتماعي والثقافي:
وهو أقرب إلىٰ التعري من الأخلاق والقيم؛ بتبني سلوكيات مجتمعات لا تتناسب مع مجتمعاتنا، وتقليدهم في الملبس والمأكل والمشرب.
هذا ما نراه عندما يرتدي الشباب ملابس لا تتوافق مع ديننا، مثل الإسبال الذي قال فيه رسول الله ﷺ: «ما أسفل من الكعبين من الإزار فهو في النار».
أما بالنسبة للنساء: فالتهاون بالحجاب، وإضافة زينة له، وكشف نصف الشعر ليتناسب مع "المعايير الحديثة" و"التطور"، والوصل المحرم. وقد قال رسول الله ﷺ: «لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ مَن قَبْلَكُمْ شِبْرًا بشِبْرٍ، وَذِرَاعًا بذِرَاعٍ، حتَّى لو سَلَكُوا جُحْرَ ضَبٍّ لَسَلَكْتُمُوهُ». قلنا: يا رسول الله، اليهود والنصارىٰ؟ قال: «فمن؟»
فمتى نعتز بهويتنا، ونعود إليها، ونتمسك بها؛ لتحيا، ونحيا بها ومعها؟
عزتنا في الإسلام بالعودة إلىٰ الماضي، وليس بالتقدم الغربي المزيف.
وينبغي أن ندرك أنهم يحرصون علىٰ هوياتهم، بينما يجتهدون في تذويب هوية المسلمين، وطمس معالمها، وإبعادهم عن دينهم، حتىٰ لا يعود الإسلام إلىٰ الساحة مرة أخرىٰ..
وهذا واضح من خلال تصريحاتهم وجميع أفعالهم.
#ما_وراء_الكيبوب_والكيدراما