أتذكر في هذا الوقت بدأت إم بي سي بعرض مسلسل كوري يشجع الفتاة على التنكر كالرجل وقص شعرها واختلاطها بين الرجال من دون أن يعلم الرجل أنها فتاة ويقع بحبها ويظن نفسه شاذا وتبدأ الفتنة من هذه القصص، شجعني هذا المسلسل على متابعة المزيد من القصص على الموقع الذي تحدثت عنه سابقًا وكلما دخلت وجدت قصص الشذوذ والقصص الجنسية المقززة، ولكن مع الوقت توقفت مع نفسي وقلت ماذا تفعلين بنفسك؟ ما نهاية هذا الطريق؟
هل تحولت حياتك إلى الأفضل أم إلى الأسوأ؟ وبالفعل توقفت عن متابعة هذا الموقع لمدة قصيرة لكن سرعان ما انتكست وعدت أسوأ من السابق، بل تحولت من مجرد قارئة إلى كاتبة والعياذ بالله طبعًا كل الحسابات التي تشارك بأسماء مستعارة ليست حقيقية للتنكر والكتابة بحرية.. وفوجئت بأن ما أكتبه بدأ ينتشر بين القراء.
كانت الفتيات تقرأ قصصي وتعلق لي وأنا أنشر المزيد.
أمضيت في الكتابة لمدة شهرين ولم أتحمل البقاء، ففطرتي كان تستجدي أن أعود إلى الله وتقول أنتِ في الطريق الخطأ طريق اللاعودة.. هل تحبين الموت على هذا الحال؟ هل أنتِ مستعدة للقاء الله بهذا الحال؟ نعم أنقذتني بقايا الفطرة من الضياع التام
وبعد فترة قصيرة تبت والحمد لله وقررت حذف جميع القصص وأغلقت كل الوسائل التي قد تجعلني أعود لهذا الطريق مرة أخرى. لكن للأسف انتكست مرة أخرى ثم تبت إلى الله وعدت وبدأت في الاستسلام واليأس وقلت أنا قد أغضبت الله كثيرا ولا سبيل للعودة.. كان ذلك من الشيطان طبعًا.
تخيلوا أني أصارع كل هذه الأمواج العاتية في ظل غياب تام لأي إعانة من الأسرة أو الأقارب بل كانوا أحيانا سبب انتكاستي وتدمير نفسيتي.
فإذا تركت العالم الافتراضي وذهبت إلى الواقع الحقيقي صدمت وكلما عدت إلى العالم الافتراضي صدمت أكثر.. أين أذهب وماذا أفعل..
قبل أن أذكر لكم كيف تبت تماما سأسرد لكم بعض التفاصيل لعلها تنفع بعض الفتيات في الإقلاع عن هذا البلاء
أذكر أني وبسبب شغفي بهذه الفرق الكورية بدأت أقرأ عن المجتمع الكوري لأتعرف أكثر على هذا المجتمع الملائكي كما تصوره الدراما وكانت الصدمة.. مجتمع عنصري منحل وفيه احتقار المرأة وكثرة الفواحش وأكل الخنزير والكلاب وغيرها من الأمور.
نعم هذه حياتهم منشورة ومعروفة في الوثائقيات والصحف لكنها تحتاج إلى بحث.
أنا شخصيا كنت أحيانا أرفض من داخلي تصديق هؤلاء الذين يمثلون علينا وأراهم كذبة وخصوصا عندما شعرت بأننا مجرد أدوات للترويج لهم ونشر مقاطعهم ونشر القصص عنهم لزيادة الهوس بهم.. نعم كنت مجرد أداة في أيدي فتيات منتفعات يطلق عليهم اسم أرمي يديرون مجموعات لتوجيه البنات كالقطيع لدعم الفرقة وشراء المنتجات ونشر الأغاني ورفع مشاهداتها.. هذه قيمتنا عندهم ولا مانع أن يخرج المغني في بث مباشر ويمزح ويتكلم بطريقة تشعر كل فتاة أنها ستكون حبيبته وزوجته وهو في كل هذا يمثل علينا!
قرأت كتابا عن السلطة وفي الكتاب قرأت عن التحكم بالناس عن طريق بعض الممارسات وبدأت أفهم أن هذه الفرق تحتال وتمثل على الناس. ولذلك من أراد محاربة هذه الظاهرة يجب أن ينشر الوعي فالتحذير المباشر منهم يزيد البنات تعلقًا بهم ويشعرهم بأن هؤلاء يحقدون عليهم
قد يظن البعض أن بعد اكتشافي للحقيقة أصبحت سعيدة وبدأت في التعافي؟
على العكس تمامًا ابتعدت عن الجميع ودخلت في عزلة وأهلي استغربوا من تصرفاتي!
حتى الدكان لم أكن أحب الذهاب إليه وكل هذا بسبب الصدمة ربما أو الشعور بالخداع أو ربما مقدمات التوبة.. فإن هذا الاكتئاب كاد أن يدمر حياتي وصرت أفكر في أشياء غريبة فهذا الوقت الذي قضيته وهذه الفرق التي كنت أحبها كلها مجرد أوهام وخيال!
كنت أترك المتابعة وأعود وأتركهم ثم أعود حتى شعرت باليأس وأنه لا فائدة ولا توبة لي حتى جاءتني بعض الرسائل التي كانت سببًا في اتخاذ القرار النهائي
هذه المرة لم تكن كأي مره في التوبة فلم اتخذها بنفسي أو عن عزيمة، بل كانت أشبه برسالة من الله وشعور بالخوف.
كنت في شهر رمضان أتابع هذه الفرق ونفسي تراودني للعودة إلى الموقع والكتابة وفجأة أثناء الليل وفي ساعة متأخرة سمعت أصوات الرياح المخيفة واختلف الجو وانتشر الضباب في أرجاء البلاد وأتى بعض الناس وقالوا كأنه يوم القيامة.
هنا شعرت بخوف شديد وتذكرت الأسئلة الأولى: هل أنتِ مستعدة للموت على هذا الحال وخفت من سوء الخاتمة فذهبت مسرعة وتطهرت وصليت وكنت أدعو الله بتضرع وأقول يا رب ارزقني التوبة وأعدك لن أعود مرة أخرى إلى ما كنت عليه.
حتى أختي لاحظت أني أبكي فقالت لي توبي إلى الله وسيقبلك مع أنها لا تعلم ما يحدث لي فقد كنت أتكتم على كل شيء ووقفت بجانبي وساعدتني وشجعتني
طبعًا لا أستطيع أن أحكي يومياتي وقصتي بالتفصيل حتى لا يطول الكلام لكن تجربتي كانت قاسية وانتهت والحمد لله بالنجاة وأسأل الله الثبات ودعواتكم لي
#يتبع