هذه القصة وصلتني من إحدى الفتيات وقمت بعمل فقط بعض التعديلات وأعدت صياغتها بما يناسب الجميع مع التصحيح اللغوي:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاة كنت ضحية أسرة مفككة وإهمال أدى بي إلى مستنقع بعيد وبعد أن من الله علي بالهداية قررت أن أسجل قصتي هذه لتكون عبرة وسببا في إنقاذ فتاة أو تنبيه أسرة لعل الله يكتب لي بها الأجر ويكفر عني سيئاتي.
القصة بدأت عندما كنت صغيرة وكان أبي يعنف أمي ويهينها لدرجة أنها تنزف الدماء ونحن ننظر إليها كأطفال صغار.
كنت أنا وإخواني نبكي ونخاف ولا نشعر بالأمان في البيت وهنا أهمس في أذن كل أب أن يعامل زوجته باحترام لأن تأثير هذا الأمر على الأطفال مدمر للغاية
ورغم هذه القسوة وتحمل والدتي وبعد أن دمر هذا الأب حياتنا فجأة اختفى من حياتنا وسافر إلى أوروبا وتركنا وأمي وحدنا نواجه حياة قاسية.
بعد أن تركنا والدي أدخلت والدتي أقاربها إلى بيتنا وصرنا ملطشة لكل من هب ودب من الأقارب وللأسف بسبب إهمال والدتي تعرضت لأشياء سيئة أثرت على نفسيتي إلى الآن من بينها التحرش من أحد الأقارب وكان عمري ساعتها 5 سنوات فقط.
ومن هذه الواقعة تغير سلوكي تمامًا. نعم لقد تغيرت ولكن للأسوأ وتعلمت سلوكيات خاطئة كثيرة وفعلت أشياء لا أستطيع الإفصاح عنها نظرًا لحساسيتها لكن انتبهوا على أطفالكم في هذا السن الصغير ولا تتركوهم أبدًا في خلوة مع أحد حتى لو كان أقرب الناس لكم.
نرجع إلى قصتي: خلال فترة الطفولة وبسبب هذا الوضع الأسري السيء مررت بأهوال وفعلت أشياء لا تخطر على بال أحد فأبي تركنا وأمي مشغولة حزينة والناس حولي كل شخص يبحث عن مصلحته.
كبرت وأنا أحمل مشاكل نفسية عميقة وأصبحت شخصية لا تستطيع التعامل مع الذكور رغم انجذابي لهم لكوني أنثى.
الحمد لله لعل من حسنات هذه المشكلة أني لم أرتبط بأي شاب وكانت حياتي بائسة جدًا وكنت أجلس أحيانا في غرفتي أبكي ولا أجد من يساعدني على الخروج من هذه الحالة لأن أمي مشغولة وأختي أصغر مني ولا تعرف مشكلتي وأخي مريض الله يشفيه ويعافيه.
كنت أفتقد إلى حنان الأب وأبحث عن حمايته فوجود الأب في البيت يمنع شرا كبيرا عن أسرته.
كنت أقول كيف سأكمل حياتي بهذا الشكل فما تعرضت له في صغري كان بشعا للغاية.
ومرت الأيام حتى انتقلنا إلى بلاد أخرى وكنت وأنا في السيارة سعيدة وأقول في نفسي لعلي أجد حياة جديدة أنسى بها ما تعرضت له في هذه البلدة فذكرياتي فيها سيئة وكلما نظرت إلى بعض الأماكن أتذكر موقفا أو مشكلة تعرضت لها.
بعد انتقالنا إلى هذا البلد الجديد تعرفنا على عائلة وكنت سعيدة جدًا لكن للأسف لم تدم هذه الفرحة كثيرا وسرعان ما عدت إلى حالة أسوأ من السابق بعد تعرضي لموقف سيء من أحد رجال هذه العائلة.
لا أستطيع ذكر التفاصيل لكنها مخجلة وأعتقد أن المستمع سوف يعرف كل شيء والمهم هنا أن البنت التي حرمت من والدها ربما تبحث عن شخصية والدها في شخص آخر فتصدم من تصرفاته.
بعد فترة عدت إلى بلدي مرة أخرى ومع هذا الشتات وكثرة الانتقال أتلقى الصدمات تلو الأخرى وأشعر بالتيه والضياع وأهملت دراستي وأصبح تفكيري كله متى أخرج من هذا الكابوس وأصبح إنسانة طبيعية مثل جميع الفتيات حولي الذين يعيشون في أسرة مستقرة وحياتهم سعيدة.
بالمناسبة كنت أعيش أنا وأسرتي في بيت صغير وكنا نفقد وجود رجل في المنزل وكان أخي صغيرًا وكانت الزيارات العائلية بالنسبة لنا مشكلة فكل من أراد القدوم إلى المنزل من الأقارب يدخل وكلما مرت الأيام زادت معاناتي وتراكمت الحوادث التي دمرتني تمامًا.
لما دخلت إلى المرحلة الثانوية تعرفت على صديقة كانت تدرس معي بالمدرسة.
كنا نضحك ونلهو ونمزح وبدأت أشعر بالتحسن قليلا فقد وجدت من يخفف عني وقلت ربما هذه ستكون رفيقتي في رحلة الحياة.
وفي يوم من الأيام طلبت منها زيارة منزلها ووافقت وبالفعل ذهبت عندها وكانت تملك غرفة خاصة في منزل أسرتها وبدأت في التردد عليها والجلوس والسمر وكأننا نذاكر ولكن كنا نلعب ونلهو ونشاهد التلفاز فقط.
أصبحت علاقتنا قوية أكثر وأكثر لكن اكتشفت مع الوقت أن هذه الفتاة منحرفة من خلال بعض المواقف وكنت أتجاهل ذلك.
من ضمن الأشياء التي أذكرها أنها كانت تتابع الأنمي وهي رسوم متحركة يابانية كنا نشاهدها في التلفاز ونحن صغار باللغة العربية وكانت خالية من المخالفات لكن ما توقعت أن تكون النسخة الأصلية بهذه السوء ففي إحدى المرات قامت بتشغيل حلقة أنمي بدون مونتاج ولا دوبلاج أو حذف لقطات وكانت الحلقة صادمة حيث كانت تحتوي على ممارسات شاذة وأشياء كفرية والعجيب أن صديقتي كانت سعيدة وهي تشاهد بينما كنت مصدومة أنظر في الأرض وأفكر وفجأة طلبت منها أن أخرج فورًا وتركت منزلها وذهبت وقررت عدم التعامل معها مرة أخرى. هذا التيه والضياع والبحث عن الصديقة كان سببه الأول أني نشأت في هذه الأسرة الضائعة. ولذلك ورغم هذا الموقف حزنت على هذه الصديقة فقد ارتبطت بها وكنت أظنها ستكون صديقتي للأبد وهي كذلك كانت تظهر لي الاحترام والمودة.
#يتبع