🌸 الحديث التاسع والثلاثون
🌸
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَال: *(إِنَّ اللهَ تَجَاوَزَ لِي عَنْ أُمَّتِي الخَطَأَ وَالنِّسْيَانَ وَمَا اسْتُكْرِهُوا عَلَيْهِ)*
📚 حديث حسن، رواه ابن ماجه والبيهقي وغيرهما.
🌹 شرح الحديث:
▫️ *"إِنَّ اللهَ تَجَاوَزَ لِي عَنْ أُمَّتِيْ"* أي تجاوز من أجلي عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه.
🔸 الخطأ: أن يرتكب الإنسان العمل عن غير عمد.
🔸 النسيان: ذهول القلب عن شيءٍ معلوم من قبل.
🔸 الاستكراه: أن يكرهه شخص على عمل محرم ولايستطيع دفعه، أي: الإلزام والإجبار.
🔖 وهذه الثلاثة أعذار شهد لها القرآن الكريم:
🔸 أما الخطأ والنسيان فقد قال الله عزّ وجل:
*(رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا)* (البقرة)،
🔸 وأما الإكراه: فقال الله عزّ وجل:
*(مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْأِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ)* (النحل)،
فرفع الله عزّ وجل حكم الكفر عن المكرَه، فما دون الكفر من المعاصي من باب أولى لاشك.
🌹 من فوائد هذا الحديث:
هذا الحديث عام في كل حق لله عزّ وجل من المحظورات،
أما المأمورات فإنها لايسقط أداؤها وقضاؤها، فلابد أن تُفعل، ولكن يسقط الإثم في تأخيرها بعذر.
وذلك لأن الواجب يمكن تداركه مع الجهل، وأما المحرم لايمكن تداركه لأنه فعله وانتهى منه.
📍فعلى هذا نقول:
إذا ترك واجباً فلابد من فعله، ويدل لهذا:
أن النبي ﷺ قال: *"مَنْ نَامَ عَنْ صَلاةٍ أَوْ نَسِيَهَا فَلْيُصِلِّهَا إِذَا ذَكَرهَا"* فعذره عن التأخير ولم يعذره عن القضاء.
🌸 https://t.center/annawawia40