Смотреть в Telegram
شُذُورُ المَعْرِفَةِ
Photo
هناك أسئلة دائماً ما تحتاج الى فهم عميق للإجابة عليها لعلى احدها هي لماذا تستخدم اسرائيل القوة المفرطة والى أين ممكن أن تصل هذه الوحشية؟ و لماذا السابع من أكتوبر أهم مكتسب للقضية في السنوات الاخيرة رغم قساوة المشهد؟ الاجابة تكمن في هذا الشخص "جابوتينسكي" و نظريته "الجدار الحديدي" بدايةً يعد "جابوتينسكي" من مؤسسي الكيان الصهيوني و هو الأب الروحي لليمين القومي اليوم بقيادة نتنياهو و حزبه "الليكود" و أفكاره و أيدولوجيته هي من تقود "اسرائيل" اليوم، وللمفارقة فإن والد نتنياهو كان السكرتير الشخصي ل"جابوتينسكي"، فما علاقة "جابوتينسكي" فيما يجري اليوم على الأرض؟ في عام ١٩٢٣ كتب "جابوتينسكي" نظريته الشهيرة بعنوان "الجدار الحديدي" و طرح من خلالها رؤيته في اقامة الكيان الصهيوني، اعترف من خلالها أن فلسطين أرض لشعب موجود و هو الشعب الفلسطيني وقال جملته الشهيرة عن هذه الأرض "العروس جميلة لكن متزوجة من رجل آخر" ‏و اعتبر ان اقامة كيان استيطاني على هذه الأرض لن يكون بالسهولة، لأن الفلسطينيون سيقاومون هذا الاحتلال مثلهم مثل أي شعب آخر و لو كان فلسطينياً لقاوم هذا الاحتلال، و من جهة أخرى فان هذا الكيان سيكون في وسط محيط عربي يسعى لتدميره فما الحل؟ الحل هو "بالجدار الحديدي" ‏و هو مصطلح مجازي يعني استخدام القوة المفرطة لحسم هذا الصراع "اقتل ذبابة بدبابة" فالفلسطيني لن يتوانى عن المقاومة فالحل ليس في القضاء على المقاومة و انما القضاء على الامل الذي يدفعه الى المقاومة و لا يكون ذلك الا من خلال استخدام القوة المفرطة و عندها يدرك أنهُ لا جدوى من المقاومة و هنا أقتبس من مقالته "كل شعب يحارب المستوطنين ما بقي لديه بقية أمل بأنه يستطيع التخلص من خطر الاستيطان. هكذا فعلوا... وهكذا سيفعل عرب فلسطين ما دام لديهم بقية أمل" فالجدار الحديدي هو عبارة عن فقدان الأمل و يجب أن يكون هذا الجدار متين دون أي شق أو بصيص فيه، لكن ماذا عن العرب؟ بعد أن يقوم هذا الجدار سيدفع هذا العرب الى التسليم بالأمر الواقع و تقبله و في نهاية المطاف الى التخلي عن "قادتهم المتطرفين" الذين شعارهم "أبداً" و تمرير القيادة حسب وصفه الى "الجماعات المعتدلة" التي ستُقدم الى اليهود اقتراحات و اتفاقيات تُفضي الى قبول التنازلات، و هنا اقتبس ‏"يجب أن تحظى الصهيونية بموافقة العالم العربي من سوريا و بلاد آرام النهرين "العراق" و الحجاز و ربما مصر ان كان ممكناً، لكن كل هذا لا يكفي، يجب ان نُقنع عرب مكة و العراق أن فلسطين ليست أرضهم و أنها ليست مهمة لهم" و لا يكون ذلك "حسب رأيه" إلا بقوة عسكرية ساحقة تستطيع التعامل مع الكل بالعودة الى ما جرى في السنوات الأخيرة، سنرى أن نتنياهو طبق نظرية "جابوتينسكي" بحذافيرها، كان قاب قوسين أو أدنى من أن يقضي على القضية الفلسطينية من خلال صفقة القرن و أوصل العرب الى مرحلة من اليأس و تقبل الواقع الذي أفضى الى الهرولة و المسارعة بقبول اتفاقيات التطبيع و وأد القضية و هنا قال "يوعاز هندل" ابان توقيع اتفاقيات التطبيع "ان السلام لا يتم إلا من خلال القوة والعظمة لا من خلال الضعف و بفضل الجدار الحديدي الذي تحدث عنه جابوتينسكي تم التوقيع على اتفاقيات أبراهام" لكن لماذا السابع من أكتوبر أهم حدث للقضية في السنوات الأخيرة وما علاقته بالجدار الحديدي؟ السابع من أكتوبر كان بمثابة الضربة التي شقت هذا الجدار و أعادة الأمل مرة أخرى للفلسطينين بالخلاص و أيقظت الشعوب العربية فإحياء هذا الأمل هو أخطر شيء على المشروع الصهيوني و هذا يفسر الوحشية و الهمجية و سفك الدماء بطريقة مجنونة كل هذا في سبيل ردم الصدع في الجدار الحديدي لدى اسرائيل في النهاية ماذا نفعل في ظل كل هذا الموت و هرولة الأمة للتحالف مع عدوها ؟ علينا أن نتمسك في الأمل فهو الشيء الوحيد الذي يدفع الناس الى نسيان الواقع و الحقائق و الى ارتكاب شيءً ما يكون هو في ذاته مغيراً للحقيقة التي يقر بها العقلاء و إن أكثر ما يخافه أعدائُنا هو الأمل فلا تيأس.
Love Center - Dating, Friends & Matches, NY, LA, Dubai, Global
Love Center - Dating, Friends & Matches, NY, LA, Dubai, Global
Бот для знакомств