#نورانيات #الشيخ_حبيب_الكاظمي 📍عبر من حياة الأنبياء عليهم السلام
📍👈 المحاضرة ( ١ ): [ ج١ - ج٤ ].
🍀 تأملات وعبر من حياة أبينا آدم (ع)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
🌹إن القرآن الكريم يكثر من ذكر الأنبياء السلف ، رغبة في أن نتأسى بهديهم ، ونكتشف الدروس من حياتهم ومع الأسف فإننا ننظر إلى أن هذه قصص كباقي القصص.
والحال بأن القرآن الكريم ، لم يرد ذكر هذه الأمور لمجرد الذكر ، وإنما لأجل الإعتبار بما وقع على الأنبياء عليهم السلام.
نبدأ بنبي الله آدم ، الذي نرتبط به إرتباطا عاطفيا وعضويا ، لأنه هو أبونا وحواء أمنا ؛ ولهذا فإن البعض من الصالحين يوصي بأنه في ضمن ذكر الأرحام والوالدين والأجداد علينا أن نخص آدم بالذكر لأنه جدنا الأكبر.
إن تذكّر هذه الحالة الجامعة ، وهي أننا جميعا من نسل آدم ، أيضا يلقننا شيئا من حالة الإحساس بالأخوة مع من حولنا.
فالأخوة الأرضية بالإضافة إلى الأخوة الإسلامية ، والإيمانية ، والتقوائية ، وغيرها ؛ هي من العناصر المشتركة بيننا وبين كل إنسان على وجه الأرض ، كوننا من هذا الوجود المبارك.
هنالك بعض المحطات الملفتة في حياة آدم (ع) منها:
🔹أولا: خلقة آدم وقصة السجود له وتمرد إبليس على السجود.
🔹ثانيا: مسألة الأسماء التي علمها آدم أو عُرضت عليه ، فما هي هذه الأسماء؟
🔹ثالثا: مسألة إقترابه من الشجرة المنهية ووسوسة الشيطان له.
🔹رابعا: الخروج من الجنة، وما آل إليه الأمر.
🔹خامسا: البحث في أن هذه القضية هل هي معصية أو غير معصية؟
- إن الله "عز وجل" عندما ذكر آدم في سورة البقرة جعل الآية تبدأ بهذه المقولة الإلهية: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ}.
فالمستفاد من هذه الآية ومن آيات أخرى شبيهة ، أن الكلام ليس بالنسبة لآدم فحسب!
فكلمة الخليفة في القرآن أُطلقت على آدم كما في هذه الآية وفي نفس الوقت في سور أخرى ، فبني آدم هم المخاطبون بهذه الخلافة.
كقوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلاَئِفَ الأَرْضِ} ، {ثُمَّ جَعَلْنَاكُمْ خَلاَئِفَ فِي الأَرْضِ}.
فإذاً إن هذه الآيات تؤكد على أن هذه السمة العظيمة ، سمة الخلافة الإلهية ، سمة أعطيت لآدم وبني آدم.
ومن أجلّ أوصاف الإنسان على وجه الأرض أن يكون خليفة لله "عز وجل" ، بمعنى أن يكون عاكسا لصفات الرب في حدود البشرية.
فعادة الخليفة يمثل المستخلف في صفاته الأساسية وبدرجة متقاربة.
ففي السفارات في الدول إن توجه السفير الفكري ونمط معيشته، ولغته وثقافته وحضارته وعاداته تشابه إلى حد كبير الجهة التي أرسلته.
وإلا لو كان على مستوى المرسل لما كان سفيرا بل كان أميرا.
والفارق هو أن السفير يشبه الأمير ولهذا أختير كسفير بينه وبين الطرف المقابل.
ومن الأبحاث الملفتة في هذه السورة ، هذه الآيات: {قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء}.
فمن أين علمت الملائكة بهذه الخصوصية؟ وهنا رأيان:
🔹الرأي الأول يقول: بأن الملائكة لاحظت أن هذا الوجود يحتوي على قوتين: قوة الشهوة وقوة الغضب.
ولكل من هاتين الشهوتين آثارهما في الحياة الدنيا ، فالشهوة تجر الإنسان إلى الإفساد وقوة الغضب تجر الإنسان إلى سفك الدماء.
وخاصة عندما يلاحظ أن آدم هو رأس سلسلة، ولو كان يعيش في هذه الدنيا لوحده أو مع قرينته حواء لهان الأمر.
فالملائكة تعلم أن هناك نسلا وأن هنالك حضارات ومدنا ، أفرادا ومجتمعات ومن الطبيعي عندما تتكاثر الأفراد في البيئة الواحدة وتتزاحم المصالح أن توجد هذه الأرضية.
فإذاً إن القرآن الكريم عندما يعبّر هذا التعبير يلحظ أن هنالك وجودا مدنيا ووجودا حضاريا ولازمة التكاثر في الأفراد تظهر هذه المفاسد.
ومن هنا نعلم أن الإسلام يريد منا أن نكون على مستوى الخلافة الأرضية في خضم التعامل مع البشر وإلا فلو كان الإنسان وحيدا في هذه الدنيا في مغارة أو في صومعة قد لا يبتلى بهذه الإنحرافات الشهوية والغضبية.
🔹وهناك رأي آخر: مروي هذا عن الإمام الصادق عليه السلام قال: " ما عَلِم الملائكة بقولهم: {أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء} لو لا أنهم قد كانوا رأوا من يفسد فيها ويسفك الدماء ".
فهذه النظرية تقول بأن هنالك أجيالا بشرية منقرضة قبل آدم عليه السلام ، وإن كانت هذه الأجيال إفتراضا بأنها في مستوى عقلي وشعوري أقل من هذا النسل الأخير الذي بدئ بآدم وأستمر إلى النبي الخاتم ثم ينتهي إلى قيام القائم ثم القيامة بعد ذلك.
~~~~~~~~~~~~~~~~
#تتبع ✔️ #شــــاركوا_تـــؤجروا ◾️@aletraaltahira◾️