يام تكاد أن تتنفس فيها من ثقب إبرة؛ ذلك لتعلم أنك طوال أيامك الماضية لولا أن شرح الله صدرك لما قضيت أمرا .. لما جالست أحدا، ولا أنجزت شيئًا .. ذكرت دعاء موسى -عليه السلام- حين كلّفه ربنا جل جلاله بدعوة فرعون، فبدأ: ﴿ربِّ اشرح لي صدري﴾
من وصايا النبي ﷺ الدُعاء في دُبر كل صلاة: عن مُعاذ بن جبل أن رسول اللَّه ﷺ أخذ بيده وقال:"يا مُعاذ والله إني لأُحِبُّكَ،ثم أُوصيك يا مُعاذ لا تدعنَّ في دُبر كل صلاةٍ (أي بعد التشهد وقبل السلام) أن تقول: اللَّهُم أعنِّي على ذِكركَ وَشُكركَ وحُسنِ عِبَادتِك".
صباح الثقة بالله والتوكّل عليه وحسن الظن الذي يجعلك تحيى في صبرٍ جميل، تنتظر الخير من ربٍّ كريم، واليقين يملأ قلبك بأن الأيام المقبلة ستأتي بالغيث والفرج والجبر الذي يعوضك عن أيامٍ ثِقال وأن هناك شمس ستشرق ومعها يشرق البر والحب والوفاء ذات صُبحٍ قريب.
"لو يعلمُ الإنسان ماذا أخفى الله له خلف أسوار حزنه، وماذا أعدّ له من أحداثٍ تجبر قلبه؛ لعرفَ يقينًا أن ألطاف الله تسبق أقدارهُ، ولوجدَ البشائر منهُ سبحانه ترويهِ بين جوانب أكداره"
"لا شيء يُطمئنُ نفسَ المؤمنِ إلا أنَّ أمرهُ كُلَّه بيدِ خالِقه ومالِكه ومُدبِّر شؤونه، إن عزَّ به الخطب، وطالَ به البلاء، وحلَّ عليه الأسى، تذكَّر إنما هو هيِّنٌ بلُطفِ مولاه، يسيرٌ برحمته، مُنفرجٌ بقُدرته جلَّ جلاله، ومن رُزقَ اليقين في هذا سكَنت نفسهُ، وسلَّم بالرِّضا قلبه"
﴿وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ﴾ سبحانك رب الصباح، والنور، والأمل الذي يتنفس به كل يوم، بأن الليالي المظلمة لا تنجب إلا نور الصباح وإشراقته، فاجعل لنا من شروق كل يومٍ نصيب، واجعلنا في هداية نورك، ننعم في فضلك الواسع.