- تجربة نافعة في أمر الذكر والدعاء في رمضان:
من الأمور التي أظن أن لها الأثر النافع على القلب في رمضان، هو التركيز في كل يوم على ذكر واحد، ودعاء واحد، يلهج بهما آناء الليل وأطراف النهار.
فإن ذلك أجمع للقلب وأدعى للحضور والخشية والإخبات، وأمعن في تذوق الذكر، والعيش معه، والإكثار منه!
وهو كذلك في أمر الدعاء أدعى لولوج باب الافتقار والحاجة والإلحاح والذل والانكسار لله!
فإن جمع القلب كل يوم على ذكر واحد أنفع له من تفرقه بينها جميعا بغير تذوق ولا حضور ولا إخبات.
وهذا في أوقات الذكر المطلق، بغير أذكار الصباح والمساء، والاستيقاظ والنوم، وعقب الصلوات المكتوبة، والأذكار ذوات الأسباب!
ولا أقول أن لذلك فضيلة في الدين فيكون بذلك بدعة، ولكن أقول أنه له الأثر النافع على من جربه، ولا أحسب أن في هذا مخالفة إن شاء الله.
وقد روي أن عبد الرحمن بن عوف - رضي الله عنه - كان يطوف بالبيت وليس له دأب إلا هذه الدعوة: (رب قني شُحَّ نفسي، رب قني شُحَّ نفسي).
فقيل له: أما تدعو بغير هذه الدعوة؟
فقال: (إذا وُقِيتُ شُحَّ نفسي فقد أفلحت).
يشير إلى قول الله تعالى: "وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ".
جرب مثلا أن تكثر تقول في يوم:
- لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين.
وفي آخر:
- لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير.
وفي ثالث:
- لا حول، ولا قوة، إلا بالله العلي العظيم.
وفي رابع:
- أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم، وأتوب إليه.
وفي خامس:
- صلاة على النبي وآله، صلى الله عليهم وسلم.
وفي سادس:
- لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السموات ورب الأرض ورب العرش الكريم.
وفي سابع:
- سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم.
وأكمل الشهر على هذا النحو!
كذلك قم بتحديد أدعية جامعة بعدد أيام الشهر والهج في كل يوم بأحدها، وهو شهر كريم، بلغناه رب كريم جواد وعسى أن نكون وإياكم عند الرحمن من المقبولين!
- لا تنسوا الدعاء لإخوانكم في الأرض المقدسة الطيبة بالنصر والثبات، ورفع البأساء والضراء عنهم، والدعاء على الطغاة والظالمين أن يقصم الله عز وجل ظهورهم، ويطهر الأرض من دنسهم، وأن يمكن لعباده الصالحين!