إذاعة طريق السلف 100.3(طرابلس - سبها - الشويرف) إذاعة الكتاب والسنة طرابلس 89.5 إذاعة وادي زمزم 98.00 إذاعة صوت الإسلام الخمس 89.9 إذاعة التقوى بني وليد 89.5 إذاعة القول الثابت رقدالين 99.9
(وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ) قال العلامة السعدي : (ثم أمرهم تعالى بما يعينهم على التقوى وهو الاجتماع والاعتصام بدين الله، وكون دعوى المؤمنين واحدة مؤتلفين غير مختلفين، فإن في اجتماع المسلمين على دينهم، وائتلاف قلوبهم يصلح دينهم وتصلح دنياهم وبالاجتماع يتمكنون من كل أمر من الأمور، ويحصل لهم من المصالح التي تتوقف على الائتلاف ما لا يمكن عدها، من التعاون على البر والتقوى، كما أن بالافتراق والتعادي يختل نظامهم وتنقطع روابطهم ويصير كل واحد يعمل ويسعى في شهوة نفسه، ولو أدى إلى الضرر العام)
عن ابن عمر قال: خطبنا عمر بالجابية فقال: يا أيها الناس، إني قمت فيكم كمقام رسول الله ﷺ فينا، وإنه قال: ((عليكم بالجماعة وإياكم والفرقة فإن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد، من أراد بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة)).
عن أبي هُرَيرةَ رضِي اللهُ عنه، عن رسولِ اللهِ ﷺ أنَّه قال: "إيَّاكم والظَّنَّ؛ فإنَّ الظَّنَّ أكذَبُ الحديثِ، ولا تَحسَّسوا، ولا تَجسَّسوا، ولا تَناجَشوا، ولا تَحاسَدوا، ولا تَباغَضوا، ولا تَدابَروا، وكونوا عِبادَ اللهِ إخوانًا" أخرجه البخاري (6066) واللَّفظُ له، ومسلم (2563).
قال الحافظ ابنُ حَجَرٍ -رحمه الله- :
("وكونوا عِبادَ اللهِ إخوانًا" هذه الجملةُ تُشبِهُ التَّعليلَ لِما تقدَّم؛ كأنَّه قال: إذا تركْتُم هذه المنهيَّاتِ كنْتُم إخوانًا، ومفهومُه: إذا لم تترُكوها تصيرون أعداءً، ومعنى: كونوا إخوانًا: اكتسِبوا ما تصيرونَ به إخوانًا ممَّا سبَق ذِكرُه، وغَيرِ ذلك مِن الأمورِ المُقتضِيةِ لذلك إثباتًا ونَفيًا، وقولُه: عبادَ اللهِ: أي: يا عِبادَ اللهِ، بحَذفِ حرفِ النِّداءِ، وفيه إشارةٌ إلى أنَّكم عبيدُ اللهِ، فحقُّكم أن تتواخَوا بذلك، قال القُرطُبيُّ: المعنى: كونوا كإخوانِ النَّسَبِ في الشَّفقةِ والرَّحمةِ والمحبَّةِ والمُواساةِ والمُعاوَنةِ والنَّصيحةِ)