★
🔴👤#عبدالباري_عطوان...
✒★
➖ خياران امام ابطال الهروب الكبير من سجن جلبوع.. ما هما؟ وهل ستتحول جنين الى حاضنة الانتفاضة المسلحة الثالثة؟ ولماذا بدأ يؤرخ هذا الهروب لانهيار شهر العسل التطبيعي العربي وفضح اكذوبة التفوق العقلي الإسرائيلي؟
https://t.center/Abdelbari_Atwanاثبتت عملية الهروب الكبير ان التفوق الإسرائيلي في حرب العقول مع الفلسطينيين كان وهما، سواء في ميادين الذكاء الفطري او الاصطناعي، وحتى اذا افترضنا انه كان غير ذلك، فان اختبارين ميدانيين، الأول عسكري (سيف القدس)، والثاني امني (الهروب الكبير) من سجن جلبوع، الأكثر حراسة وامنا في الدولة العبرية، اثبتا عمليا ان هذا التفوق تراجع، وبشكل متسارع لمصلحة الخصم الفلسطيني العنيد.
خمسة ايام مرت حتى الآن، والابطال الستة ما زالوا أحرارا، وفشلت كل الخطط الأمنية الإسرائيلية، بما في ذلك إقامة 260 حاجزا في القاء القبض عليهم حتى الآن، والأخطر من ذلك حالة الارتباك المصحوبة بإنهيار معنوي، السائدة حاليا في أوساط دولة الاحتلال.
هناك احتمالان يمكن ان نتوقع حدوثهما في الأيام القليلة المقبلة فيما يتعلق بهذا الملف وتطورات وقائعه:
الأول: ان يتمكن الابطال الستة في عبور الحدود اللبنانية او السورية، فرادي، او جماعة، حيث تشير بعض المعلومات انهم تخلوا عن بعض حقائبهم في منطقة العفولة شمال فلسطين المحتلة، مع عدم استبعاد نظرية التضليل المعلوماتي الاستخباراتي الإسرائيلي، وضرورة التعاطي بحذر شديد مع أي معلومات تسربها دولة الاحتلال.
الثاني: ان يكون من ضمن خطة الهروب تنفيذ عملية عسكرية فدائية ضخمة ضد اهداف إسرائيلية حساسة، فهؤلاء الشبان هم طلاب شهادة، وثبت بالأدلة العلمية انهم يملكون قدرات جبارة في التخطيط والتنفيذ مصحوبة بنفس طويل، وقدرة عالية جدا على التكتم، وتجنب منضبط محسوب للأخطاء.
اختراق الحدود، والوصول الى جنوب لبنان، او سورية، سيشكل اخفاقا امنيا إسرائيليا إضافيا جديدا، ونجاح هؤلاء الستة في تنفيذ عملية فدائية ضخمة، بعد أيام من “الصمت الكمائني” هزيمة اكثر احراجا وتدميرا معنويا لقيادتها الأعلى بشقيها العسكري والسياسي.
الحقيقة اللافتة وسط جبل هائل من التحليلات والمعلومات عن تفاصيل الفشل الأمني، وطريقة التنفيذ، تتعلق بمرحلة ما بعد مغادرة حفرة النفق الخارجية، ووجود سيارة على بعد ثلاثة كيلومترات تنتظر خلية الصقور، فمن يجهز هذه السيارة ويُهّرِب هاتف جوال الى فريق التحرير، وفق عملية لوجستية محسوبة بعناية ودقة فائقة، يستطيع تأمين السلاح أيضا، خاصة انه متوفر بكثرة في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
تخيلوا ان تشن هذه المجموعة البطولية الشجاعة عدة عمليات، وفي توقيت متزامن على اهداف إسرائيلية عديدة في العمق الفلسطيني المحتل؟ وكيف ستكون الحالة النفسية والمعنوية لقيادة دولة الاحتلال ومستوطنيها في هذه الحالة.
مدينة جنين احد رموز الوطنية والمقاومة باتت وقراها تشكل النموذج الموازي لقطاع غزة، والقاعدة الرئيسية المعتمدة لحركة الجهاد الإسلامي، وكتائب شهداء الأقصى “الفتحاوية” ومن غير المستبعد ان تكون الحاضنة الجديدة لانطلاق الانتفاضة المسلحة الثالثة فجميع أعضاء خلية الهروب الكبير ينتمون اليها، ورضعوا حليب الكرامة والعزة من اثداء أمهات شهدائها.
دولة الاحتلال الإسرائيلي تعيش ازمة وجودية في الوقت الحاضر مرشحة للتفاقم فيما هو قادم من أيام، فالفشل يطاردها في معظم الميادين، وحليفها الأمريكي يخرج من هزيمة الى أخرى اكبر، وشهر العسل التطبيعي مع بعض العرب يتبخر بسرعة امام ثقافة المقاومة الصاعدة من وسط انقاض اتفاقات “سلام ابراهام” المخجل والمهين، الذي تتساقط أوراقه الواحدة تلو الأخرى، والبداية في الخسارة المهينة لحكومة حزب العدالة والتنمية المطبع في المغرب الأقصى.
العد التنازلي للسقوط الإسرائيلي الكبير بدأ، ولن يتوقف، والانهياران الأمني والعسكري هما اول ارهاصاته، فخراب الدول يبدأ امنيا، ثم اقتصاديا وعسكريا، والقنابل النووية مهما زاد عددها لا تستطيع وقفه، واسألوا اباطرة الاتحاد السوفييتي المرحوم، والامريكان الهاربون المهزومون في أفغانستان.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
📰 قناة مقالات/ عبدالباري عطوان
✒️قناة تختص بنشر مقالات الكاتب والمحلل السياسي عبدالباري عطوان رئيس تحرير صحيفة رأي اليوم
*لمتابعة القناة على التيليجرام أشترك عبر الرابط..
🔻*
@Abdelbari_Atwanhttps://t.center/Abdelbari_Atwan