Смотреть в Telegram
تنزلُ بالمرءِ نوازل أحيانًا ومصائب بذنوبهِ تعكِّر مِزاج قلبهِ، وتنكّدُ رونقَ تبسُّمهِ، وتكدِّرُ طيَّ صدرهِ. والنَّوازلُ -لا بدّ- آتيةٌ تمحّصُ الصَّدوقَ منَ الكذوبِ. فإمَّا يتأهَّب لها -المؤمنُ- فيصبر عليها فيُثَاب، ويتأوَّه منها فيشتدّ عزمه، ويتدبّر حكمة ما نزلتْ به فتكون له موعظةً زادته علمًا ويقينًا ما كانَ بالغه وهو مُؤْثِرٌ الرَّاحة؛ وإمَّا يتأفَّف منها -ضعيف الإيمان- فيتذمَّر منها فينغّص معيشته، ويختم على عقله لئلَّا يجاهد نفسه، ويلوم النَّاس حينًا ويلوم ربَّه أُخرى، فتكونُ المصيبةُ مُقتبَل ما نزلَ بهِ منَ القنوطِ الَّذي لوَّثَ بهِ قلبه، واللومَ الَّذي ما عاد يتقن غيره. وإنَّ خلاصةَ القولِ أنَّما المصيبةُ متى حلَّتْ فتلقَّفها المؤمن حقَّ إيمانه فتكون لهُ عِظةً ترشده لما غفل عنه، وتكفيرًا لذنوبٍ علِمها أو جهِلها، وتمكينًا لنفسهِ وتدريبًا لها، فنِعمَّا هي.
Telegram Center
Telegram Center
Канал