P""5
•••
عند الأزمات ، أحياناً أشخاصك المعروفون لا ينفعون ..
•••
صباحٌ مشرق ، بعيدٌ عن أمطار الشتاء ، يوم عطلة والجميع في منازله صباحاً يرتاح ، إلا هي التي جرت مهرولةً نحوه ، فهو في قلبها وشعورها بأنه ليس بخير يستحيل أن يخونها ، احساس المرأة أشبه بحاسة سادسة لديها ..
وصلت إلى باب شقته ، وأسرعت في طرق الباب وهي تُحاول أن تتمالك أنفاسها ..
طرقت عدة مرات ولم يُجب أحد ، فصرخت تناديه ..
سولا من خلف الباب : بيير ! هذه أنا سولا !
سمع بيير سولا ، وشعر بالاطمئنان كونها ليست اميسا ، فهو في حالة فوضى ولا يود لقائها بهذا الوقت ، وبالأخص بعد الذي حدث بالأمس ، نهض من فراشه وفتح الباب بابتسامةٍ شاحبة وعينين باهتتين وشعرٍ مبعثر وملابس غير مرتبة ، لم تُعطِهِ سولا وقتاً ليلقي التحية فسُرعانَ ما باغتته بعناق ..
تراجعت بعد وقتٍ قصير ، وناظرت حالته البائسة وترقرقت الدموع في عيناها ، لكن بيير امسكها من ساعدها و ادخلها للداخل واغلق باب الشقة من جديد ، ثم عاد وجلس على الاريكة وجلست هي بجواره ..
سولا : لقد شعرت بأنك لست بخير ، كنت أعلم بهذا ، لماذا لم تتصل بي لتخبرني ، او انسى هذا، واخبرني ماذا جرى لك؟
بيير : سولا !
سولا : ارجوك اخبرني ، دعني اساعدك ، لا استطيع تركك بهذه الحالة
بقي بيير صامتاً لدقيقة قبل أن ينطق بما لا يشعر به : ابقي معي !
كاد قلب سولا يتوقف ، فلقد ظنّت أنه سيطلب منها أن تذهب أو ان تتركه بمفرده ، لكن الحقيقة أنها كانت تتمنى ان يقول هذا ..
سولا بحنان وهي تمسك كفه بكلتا يديها : انا معك ، وسأبقى معك ..
بيير : اكره أن أبدو هكذا أمامكِ ، لذا أنا اعتذر
سولا : لا لا بأس ،
( لتنظر نحو الارض وتفكر بخجل ثم تقف أمامه قائلة )
سولا : يبدو أنك لم تتناول إفطارك بعد ، وتبدو الشقة فوضوية أيضاً ، لذا سأهتم بهذه الأمور ريثما تأخذ قسطاً من الراحة ، لأنه يبدو وكأنك لم تستطع النوم جيداً ، لذا لتنم قليلاً ثم نتحدث .. ما رأيك ؟
يبتسم بيير نصف ابتسامة ويومئ بعينيه على الموافقة وهو يسير نحو غرفته ، استلقى على سريره وسرعان ما اخذه النوم .. يبدو أنه بدأ يرتاح لسولا دون ان يشعر ..
في حين أن سولا كانت تغرق في موجاتٍ من السعادة ، هي الآن مع بيير ، هو ينام وهي ترتب وتنظف وتحضر الطعام ، كي يتناولاه معاً ويتحدثا عن ما يؤرق بيير ،
كانت كل بضع دقائق تذهب لتنظر إليه ، كطفل صغير يأوي في فراشه ، لتطمئن أنه لا زال نائماً ..
/ اميسا /
- في المقر -
فيلد يتحدث مع أميسا عبر الهاتف : لقد جاءنا إشعارٌ جديد ، بالإضافة لمعرفتي بأمرٍ ما ، لذا علينا ان نتحدث ..
اميسا : حسناً ، لنلتقِ خارج المقر ..
فيلد بتعجب : لماذا !؟
اميسا : لدي ما اقوله لك
فيلد : حسناً ، اذا عند المقهى المقابل للبركة
اميسا : لا بأس ..
ثم يُغلق الخط ..
( لم يكن من عادة اميسا مناقشة اي موضوع خارج المقر ، لذا كان شيئاً نادراً مثل هذا الطلب ، ولم يتبادر لذهن فيلد شيء سوى كون ان المقر مراقب من قِبَل برايم ليبقى على إطلاع بما يحدث ، لكن سرعان ما نفى هذه الفكرة )
فيلد بذاته : هذا مستحيل ! لِمَ قد تخفي اميسا أمراً عن برايم !؟
.
.
.
تصل اميسا وتتخذ كرسياً على احدى الطاولات ، وبعد عدة دقائق وصل فيلد الذي كانت ملامحه مقتضبة وشاردة ، إلى أن لمح اميسا فقابلها مبتسماً وجلس أمامها ..
اميسا بجدية : هل حصل شيء أثناء قدومك ؟
فيلد : لا ، لما مثل هذا السؤال !
اميسا : تبدو وكأنك تخفي أمرا !
فيلد متجاهلاً كلامها : أريد معرفة عدم حديثنا في المقر ، ولا اظن أن مكاناً عاماً كهذا سيكون جيداً ..
اميسا : انت مَن اخترته !
فيلد وهو يحاول المزاح : بجدية يا فتاة ! هذا أول ما خطر ببالي وأنت ِ وافقتِ !
اميسا : لا بأس ، هيا أخبرني بما تعرفه
فيلد بتوتر : بما أعرفه ؟!
تضيِّقُ اميسا عينيها نحوه ثم تقول مبتسمة وهي تنظر بعيداً نحو النافذة : كَم أنت أبله !
فيلد : شكراً على هذه المعلومات ، لكن في المرة القادمة اختاري مكاناً أقل ازدحاماً لمشاركتي إياها .. ( ينظر هو الآخر للجهة المقابلة ) .. تباً لك ..
اميسا ولا زالت عيناها على النافذة : اخبرني بما أردت اخباري به عندما اتصلت بي ..
فيلد وهي يعدل جلسته وينظر باتجاهها : بدايةً إن بيير يود إلغاء الصفقة بيننا لـ...
تقاطعه اميسا : أعلم
فيلد : كيف ؟
اميسا : كنت أتوقع حدثاً كهذا ، عليك أن تتوقع المزيد والمزيد بعد ، إن ذلك الوغد بمجرد وصوله إلى هنا لن يهدأ له بال حتى يدمرني تماماً ، إني أشفق على بيير ، لأنه دخل صراعاً ليست من شأنه ، إلى جانب أن سفيغن لا يهتم به ولا يراه إلا كبيدق في يده .. تباً ، كلاهما أخوان يستحقان الموت بجدارة ..