ها أنا أشتم رائحة الدجاج والحَمَامَ المحشي من شوارع مصر، وتخترق حلقي رائحة المنسفِ من شوارع الأردن، وأرى الخِراف المشوية المحشية في شوارع قطر والبحرين والإمارات، وتذيب قلبي وتعتصره رائحة الكبسة السعودية..تختلط روائح الأطعمة العربية في أنفي ولا أشَتَم إلا رائحة اللحم البشري المشوي في شوارع غزة، ويقرصنا الجوع على الأطْبَاقِ الفارغة.
في هذا اليوم العظيم المبارك.. أسأل الله أن يتقبل والدي، وزوجتي وأولادي، ووالدا زوجتي وأبناءهم وأحفادهم، وابن اختي، وأخوالي وأبناءهم وزوجاتهم وأحفادهم من الشهداء في عليين، وأن يغفر لهم ويرحمهم ويجعلهم في زمرة المخلصين المتقين، مع الأنبياء والصديقين والصالحين، وحسن أولئك رفيقاً.
اللهم تقبّل الشهداء من الأصحاب والأحباب والجيران وارفع قدرهم في جناتِ النعيم، واغفر لهم وارحمهم وأكرم نزلهم وبدّل سيئاتهم حسنات، وأرهم مقاعدهم من الجنة.
حينما كانت المضايقات على أمهاتنا و أخواتنا في المسجد الأقصى من شذاذ الأفاق و خريجي معازل الغيتو ، كان الأطهار الأبرار يستشيطون غضبا و قهرا و ينتظرون اليوم الذي يسيؤون فيه وجه عدو ديننا و يسومونه سوء العذاب حتى أنهم انتقدوا المجلس العسكري أنذاك ...حتى جاء ذلك اليوم و كان ما كان من شفاء لصدورهم !
ولا يغادرني صنيع أحدهم يوم العبور المقدس حين وضع قدمه الشريفة على رأس الجندي الصهيوني ليقول له هذا انتقام الحرائر هذا انتقامنا.... واليوم بعد عام وشهر من العدوان على قطاعنا وحرب الإبادة لم نر من أبناء اسلامنا و عروبتنا و جلدتنا من ينتصر للحرائر و أمهاتنا وأخواتنا في غزة أو يغضب لهن فالكل قد طبع وخان و ذل و استكان...
لا دين و لا رجولة و لا نخوة أو حتى كرامة فلا غيرة الإسلام و لا حمية الجاهلية إنما دياثة لا ندري من أي جاء بها القوم فما كانت في آباءهم الأولين و لا حتى في الكفار.....