🔷 #الأخلاق_الإسلامية🔹 #الدرس_الرابع📌 #روح_العبادة 👇🏻📍 #آداب_الدعاء_وشروطهــــــــــــــــــــــــــــــ
6. خضوع القلب ورقّته: لأسلوب السؤال والدعاء تأثير في استجابة الدعاء، وقد ورد في النصوص الشريفة الحثّ على التذلل والخضوع عند الطلب والدعاء.
وقد كانت هذه سيرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأهل البيت عليهم السلام في أدعيتهم.
فقد ورد أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا ابتهل ودعا كان كما يستطعم المسكين.
وعنه صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: "اغتنموا الدعاء عند الرقّة فإنها رحمة" [26].
وعن الإمام الصادق عليه السلام: "إذا رقّ أحدكم فليدع، فإن القلب لا يرقّ حتى يخلص" [27].
وأيضاً عنه عليه السلام: "إذا اقشعرّ جلدك ودمعت عيناك، فدونك دونك فقد قصد قصدك" [28].
فلحظات الخضوع ورقة القلب تهيئ صاحبها للإقبال على الله تعالى واستقبال رحمته، وكلما رقّ القلب واستكان كانت الاستجابة أقرب الى الداعي.
7. البكاء والتباكي: ذلك لأنّ الدمعة لسان المذنب الذي يفصح عن توبته وخشوعه وانقطاعه إلى بارئه، والدمعة ترافق رقّة القلب التي تواكب الإخلاص والقرب من رحاب الله تعالى.
فقد ورد عن الإمام أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: "بكاء العيون وخشية القلوب من رحمة الله تعالى ذكره، فإذا وجدتموها فاغتنموا الدعاء، ولو أنّ عبداً بكى في أُمة لرحم الله تعالى ذكره تلك الأمّة لبكاء ذلك العبد" [29].
وقال الإمام الصادق عليه السلام لأبي بصير: "إن خفت أمراً يكون أو حاجة تريدها، فابدأ باللّه ومجّده وأثنِ عليه كما هو أهله، وصلِّ على النبي صلى الله عليه وآله وسلم وسل حاجتك، وتباك ولو مثل رأس الذباب، إنّ أبي كان يقول: إنّ أقرب ما يكون العبد من الرب عزَّ وجل وهو ساجد باكٍ" [30].
8. التضرُّع مع مدّ اليدين: ومن آداب الدعاء إظهار التضرّع والخشوع، قال تعالى: ﴿ وَٱذۡكُر رَّبَّكَ فِي نَفۡسِكَ تَضَرُّعٗا وَخِيفَةٗ ﴾ [31].
وقد ذمّ الله تعالى الذين لا يتضرّعون إليه فقال: ﴿ وَلَقَدۡ أَخَذۡنَٰهُم بِٱلۡعَذَابِ فَمَا ٱسۡتَكَانُواْ لِرَبِّهِمۡ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ ﴾ [32].
عن محمّد بن مسلم قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله عزَ وجلّ: ﴿ فَمَا ٱسۡتَكَانُواْ لِرَبِّهِمۡ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ ﴾ فقال: "الاستكانة هو الخضوع والتّضرّع هو رفع اليدين والتّضرّع بهِما" [33].
والتضرُّع من أسباب استجابة الدعاء، قال رسول اللهصلى الله عليه وآله وسلم: "إنّ الله يستحي من العبد أن يرفع إليه يديه فيردّهما خائبتين" [34].
والعلّة في رفع اليدين هي إظهار الاستكانة والفاقة بين يديه تبارك وتعالى.
وقد سُئل الإمام الرضا عليه السلام: ما بالكم إذا دعوتم رفعتم أيديكم إلى السماء؟ فقال عليه السلام: "إنّ الله استعبد خلقه بضروب من
العبادة إلى أن قال واستعبد خلقه عند الدعاء والطلب والتضرُّع ببسط الأيدي ورفعهما إلى السماء، لحال الاستكانة وعلامة العبودية والتذلل له" [35].
9. طرح المسألة وبثّ الحاجات بين يدي الله: الله تعالى يعلم ما نريد وما نحتاج وما نطلب ويغنيه علمه عن سؤالنا، ولكنه تعالى يحب أن نبثّه حاجاتنا. فإن الإنسان عندما يبثّ حاجاته بين يديه تعالى، يتقرّب منه، ويتعلّق به، ويأنس إليه، ويحسّ بفقره وحاجته إليه، وكل ذلك يحبه الله عز وجل.
وهو يحب أن نسهب في الدعاء في كل شؤوننا، ونفصّل فيه، ولا نوجز ولا نختزل في الكلام.
عن أبي عبدالله الصادق عليه السلام: "إن الله تعالى يعلم ما يريد العبد إذا دعاه، ولكن يحب أن يبثّ إليه الحوائج، فإذا دعوت فسمّ حاجاتك" [36].
وينبغي للداعي أن يذكر ما يريد من خير الدنيا والآخرة، وأن لا يستكثر مطلوبه، لأنّه يطلب من ربِّ السموات والأرض الذي لا يعجزه شيء، ولا تنفد خزائن رحمته التي وسعت كل شيء.
وعليه أيضاً أن لا يستصغر صغيرة لصغرها، لما رُوي عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال: "عليكم بالدّعاء فإنّكم لا تَقَرَّبُونَ بمثله ولا تتركوا صغيرة لصغرها أن تدعوا بها إنّ صاحب الصِّغارِ هو صاحب الْكِبَارِ" [37].
ــــــــــــــــــــــــــــــ
📚 #المصادر:
[26]. العلّامة المجلسي، بحار الأنوار، ج90، ص313.
[27]. الشيخ الكليني، الكافي، ج2، ص477.
[28]. م. ن، ص478.
[29]. الميرزا النوري، مستدرك الوسائل، ج5،ص 205.
[30]. الشيخ الكليني، الكافي، ج2، ص483.
[31]. سورة الأعراف، الآية 205.
[32]. سورة المؤمنون، الآية 76.
[33]. الشيخ الكليني، الكافي، ج2، ص480.
[34]. العلّامة المجلسي، بحار الأنوار، ج90، ص365.
[35]. الحر العاملي، وسائل الشيعة، ج7، ص47.
[36] الشيخ الكليني، الكافي، ج2، ص476.
[37]. م. ن.
🔻 #آداب_الدعاء_وشروطه [4-3].
👁 #يتبع ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
https://telegram.me/ZADCOM