هُتِك حجابُ الله

ابن صهاك ! اسكت لا أم لك.
فقال قوة، فوثب أربعون رجلا من حضر سقيفة بني ساعدة على الزبير، فوالله ما قدرنا على أخذ سيفه من يده حتى وسدناه الأرض، و لم نر له علينا ناصراً.

📍فوثبت إلى أبي بكر، فصافحته و عاقدته البيعة، و تلاني عثمان بن عفان و سایر من حضر - غير الزبير، وقلنا له : بايع أو نقتلك، ثم كففت عنه الناس، فقلت له : أمهلوه، فما غضب إلا نخوة لبني هاشم، و أخذت أبا بكر بيدي فأقته - و هو يرتعد، قد اختلط عقله، (فأزعجته إلى منبر محمد إزعاجا)، فقال لي : يا أبا حفص ! أخاف وثبة علي، فقلت له : إن عليا عنك مشغول، و أعانني على ذلك أبو عبيدة بن الجراح، كان يمده بيده إلى المنبر، و أنا أزعجه من ورائه كالتيس إلى شفار الجازر، متهوناً.

فقام عليه مدهوشا، فقلت له : اخطب، فأغلق عليه وتثبت، فدهش و تلجلج و غمض، فعضضت على كفي غيظاً، وقلت له : قل ما سنح لك، فلم يأت خيراً ولا معروفاً ، فأردت أن أحطه عن المنبر و أقوم مقامه، فكرهت تکذیب الناس لي بما قلت فيه، و قد سألني الجمهور منهم كيف قلت من فضله ما قلت، ما الذي سمعته من رسول الله في أبي بكر ؟

فقلت لهم: قد قلت : سمعت من فضله على لسان رسول الله ما لو وددت أني شعرة في صدره ولي حكاية، فقلت : قل و إلا فانزل، فتبينها والله في وجهي و علم أنه لو نزل لر قیت و قلت ما لا يهتدي إلى قوله، فقال بصوت ضعیف علیل :
(وليتكم و لست بخيركم و #علي فيكم، #و اعلموا أن لي #شیطانا يعتريني - #و ما أراد به سواي - فإذا زللت فقوموني ، لا أقع في شعوركم وأبشاركم، و أستغفر الله لي ولكم، و نزل، فأخذت بيده .و أعين الناس ترمقه - و غمزت يده غمزاً، ثم أجلسته، و قدمت الناس إلى بيعته، وصحبته لأرهبه و كل من ينكر بيعته ؛
و يقول : ما فعل علي بن أبي طالب ؟
فأقول خلعها من عنقه و جعلها طاعة المسلمين قلة خلاف عليهم في اختيارهم، فصار جليس بيته، فبايعوا و هم کارهون.
فلا فشت بيعته (علمنا أن عليا يحمل فاطمة والحسن والحسين إلى دور المهاجرين و الأنصار يذكرهم بيعته علينا في أربع مواطن، ويستنفرهم فيعدونه النصرة ليلا ، و يقعدون عنه نهارة).

📍فأتیت داره مستیشراً لإخراجه منها، فقالت الأمة فضة . وقد قلت لها : قولي لعلي، يخرج إلى بيعة أبي بكر فقد اجتمع عليه المسلمون، فقالت : - إن أمير المؤمنين عليه السلام مشغول، فقلت : خلي عنك هذا و قولي له يخرج و إلا دخلنا عليه و أخرجناه کرها.

📍فخرجت فاطمة فوقفت من وراء الباب، (فقالت : أيها الضالون المكذبون ! ماذا تقولون ؟ وأي شيء تريدون) ؟ فقلت : يافاطمة ! فقالت فاطمة : ما تشاء ياعمر ؟!

🔶فقلت : ما بال ابن عمك قد أوردك للجواب، و جلس من وراء الحجاب ؟
💠فقالت لي : طغیانك - یا شقي - أخرجني، و ألزمك الحجة، و كل ضال غوي.
🔶فقلت : دعي عنك الأباطيل و أساطير النساء، و قولي لعلي
فقالت : لاحب ولا كرامة، أبحزب الشيطان تخوفني يا عمر؟ وكان حزب الشيطان ضعيفا.
💠فقلت : (إن لم يخرج جئت بالحطب الجزل و أضرمتها نارأ على أهل هذا البيت، و أحرق من فيه، أو يقاد علي إلى البيعة)،

و أخذت سوط قنفذ فضربت، و قلت لخالد بن الوليد: أنت ورجالنا، (هلموا في جمع الحطب ، فقلت : إني مضرمها)؛

💠فقالت : يا عدو الله و عدو رسوله و عدو أمير المؤمنين.

(فضربت فاطمة يديها من الباب تمنعني من فتحه، فرمته،
فتصعب علي، #فضربت فيها بالسوط، #فألمها، #فسمعت لها #زفيراً #و بكاء، فكدت أن ألين و أنقلب عن الباب، فذكرت أحقاد علي و ولوعه في دماء صناديد العرب، و کید محمد و سحره، #فركلت الباب، و قد #ألصقت أحشاءها بالباب تترسه، و سمعتها وقد صرخت صرخة حسبتها قد جعلت أعلى المدينة أسفلها.
💠و قالت : يا أبتاه !
یا رسول الله ! هكذا كان يفعل بحبيبتك و ابنتك،
آه يا فضة ! إليك فخذيني، فقد والله قتل ما في أحشائي من حمل #و سمعتها تمخض و هي مستندة إلى الجدار، #فدفعت الباب #و دخلت، فأقبلت إلي بوجه أغشی بصري، #فصفقت صفقة على خديها من ظاهر الخمار، #فإنقطع قرطها و تناثرت إلى الأرض.

📍و خرج علي فلا أحسست به أسرعت إلى خارج الدار، و قلت لخالد و قنفذ و من معهما : نجوت من أمر عظيم.

وفي رواية أخرى : قد جنیت جناية عظيمة لا آمن على نفسي، و هذا علي قد برز من البيت و مالي و لكم جميعا به طاقة، فخرج علي و قد ضربت يديها إلى ناصيتها لتكشف عنها و تستغيث بالله العظيم مانزل بها، فأسبل علي عليها ملاءتها
💠و قال لها:
يابنت رسول الله! إن الله بعث أباك رحمة للعالمين، و أيم الله لئن كشفت عن ناصيتك سائلة إلى ربك ليهلك هذا الخلق لأجابك، حتى لا يبقى على الأرض منهم بشراً، لأنك و أباك أعظم عند الله من نوح (عليه السلام) الذي غرق من أجله بالطوفان جميع من على وجه الأرض و تحت السماء إلا من كان في السفينة، و أهلك قوم هود بتكذيبهم له، و أهلك عادة بريح صرصر، و أنت و أبوك أعظم قدرة من هود، و عذب - ثمود و هي اثنا عشر ألفة - بعقر الناقة و الفصيل، فكوني - ياسيدة النساء - رحمة على هذا الخلق المنكوس، ولا تكوني عذابا .
و