فقال: خذ هذين #الغلامين إليك، فمن طيب الطعام #فلا تطعمهما، ومن البارد فلا تسقهما، وضيق عليهما سجنهما،
وكان الغلامان يصومان النهار، فإذا جنهما الليل أتيا بقرصين من شعير وكوز من الماء القراح).
فلما طال بالغلامين المكث حتى صارا في السنة،
#قال أحدهما لصاحبه: يا أخي، قد طال بنا مكثنا، ويوشك أن تفنى أعمارنا وتبلى أبداننا، فإذا جاء الشيخ فأعلمه مكاننا، وتقرب إليه #بمحمد (صلى الله عليه وآله) لعله يوسع علينا في طعامنا، ويزيد في شرابنا.
فلما جنهما الليل أقبل الشيخ إليهما بقرصين من شعير وكوز من الماء القراح،
قال: وكيف لا أعرف عليا، وهو ابن عم نبيي وأخو نبيي!
#قال له: يا شيخ، #فنحن من #عترة#نبيك محمد (صلى الله عليه وآله)، #ونحن من ولد مسلم بن عقيل بن أبي طالب، بيدك #أسارى، نسألك من طيب الطعام فلا تطعمنا، ومن بارد الشراب فلا تسقينا، وقد ضيقت علينا سجننا،
فانكب الشيخ على أقدامهما يقبلهما #ويقول: نفسي لنفسكما الفداء، ووجهي لوجهكما الوقاء، يا عترة نبي الله المصطفى، هذا باب السجن بين يديكما مفتوح، فخذا أي طريق شئتما، فلما جنهما الليل أتاهما بقرصين من شعير وكوز من الماء القراح ووقفهما على الطريق، وقال لهما: سيرا - يا حبيبي - الليل، واكمنا النهار حتى يجعل الله عز وجل لكما من أمركما فرجا ومخرجا. ففعل الغلامان ذلك).
ولما عرف #ابن_زياد [عليه لعائن الله] #بهروب طفلي مسلم #أمر#بمكافئة لكل من يأتيه #براس هذين #الغلامين الصغيرين لذا هب الطامعين للبحث عن الصبيين حتى نالهم ذلك الفاسق.
فلما جنهما الليل، انتهيا إلى عجوز على باب،
#فقالا لها: يا عجوز ، إنا غلامان صغيران غريبان حدثان غير خبيرين بالطريق، وهذا الليل قد جننا أضيفينا سواد ليلتنا هذه، فإذا أصبحنا لزمنا الطريق،
فقالت لهما: فمن أنتما يا حبيبي، فقد شممت الروائح كلها، فما شممت رائحة أطيب من رائحتكما،
#فقالا لها: يا عجوز، نحن من عترة نبيك محمد ( صلى الله عليه وآله ) ، هربنا من #سجن عبيد الله بن زياد من القتل
قالت العجوز: يا حبيبي، إن لي ختنا فاسقا، قد شهد الواقعة مع عبيد الله بن زياد، أتخوف أن يصيبكما هاهنا فيقتلكما،
فقالت: سآتيكما بطعام ، ثم أتتهما بطعام فأكلا وشربا.
فلما ولجا الفراش قال الصغير للكبير: يا أخي ، إنا نرجو أن نكون قد أمنا ليلتنا هذه، فتعال حتى #أعانقك#وتعانقني وأشم رائحتك وتشم رائحتي قبل أن يفرق #الموت بيننا، ففعل الغلامان ذلك، واعتنقا وناما.
فلما كان في بعض الليل أقبل ختن العجوز الفاسق حتى قرع الباب قرعا خفيفا، فقالت العجوز: من هذا؟ قال: أنا فلان، قالت: ما الذي أطرقك هذه الساعة، وليس هذا لك بوقت؟
قال: ويحك افتحي الباب قبل أن يطير عقلي وتنشق مرارتي في جوفي، جهد البلاء قد نزل بي. قالت: ويحك ما الذي نزل بك ؟
قال: هرب غلامان صغيران من عسكر عبيد الله بن زياد، فنادى الأمير في معسكره: من جاء برأس واحد منهما فله ألف درهم، ومن جاء برأسيهما فله ألفا درهم ، فقد أتعبت وتعبت ولم يصل في يدي شيء.
فقالت #العجوز: يا ختني، احذر أن يكون محمد خصمك في يوم القيامة،
قال لها : ويحك إن الدنيا محرص عليها، فقالت: وما تصنع بالدنيا، وليس معها آخرة ؟
قال: إني لأراك تحامين عنهما، كأن عندك من طلب الأمير شيئا ، فقومي فإن الأمير يدعوك.
قالت: وما يصنع الأمير بي، وإنما أنا عجوز في هذه البرية ؟
قال: إنما لي طلب، افتحي لي الباب حتى أريح وأستريح، فإذا أصبحت بكرت في أي الطريق آخذ في طلبهما. ففتحت له الباب، وأتته بطعام وشراب فأكل وشرب.
فلما كان في بعض الليل #سمع غطيط الغلامين في جوف البيت، فأقبل يهيج كما يهيج البعير الهائج، ويخور كما يخور الثور، ويلمس بكفه جدار البيت حتى وقعت يده على جنب الغلام الصغير،
فقال له: من هذا ؟ قال: أما أنا فصاحب المنزل، فمن أنتما؟
فأقبل الصغير يحرك الكبير ويقول: قم يا حبيبي، فقد والله #وقعنا فيما كنا نحاذره.
قال لهما: من أنتما؟
#قالا له: يا شيخ، إن نحن صدقناك فلنا الأمان؟ قال: نعم.
#قالا : أمان الله وأمان رسوله، وذمة الله وذمة رسوله ؟ قال : نعم،
#قالا: ومحمد بن عبد الله على ذلك من الشاهدين؟ قال: نعم،
فقال: خذ هذين #الغلامين إليك، فمن طيب الطعام #فلا تطعمهما، ومن البارد فلا تسقهما، وضيق عليهما سجنهما،
وكان الغلامان يصومان النهار، فإذا جنهما الليل أتيا بقرصين من شعير وكوز من الماء القراح).
فلما طال بالغلامين المكث حتى صارا في السنة،
#قال أحدهما لصاحبه: يا أخي، قد طال بنا مكثنا، ويوشك أن تفنى أعمارنا وتبلى أبداننا، فإذا جاء الشيخ فأعلمه مكاننا، وتقرب إليه #بمحمد (صلى الله عليه وآله) لعله يوسع علينا في طعامنا، ويزيد في شرابنا.
فلما جنهما الليل أقبل الشيخ إليهما بقرصين من شعير وكوز من الماء القراح،
قال: وكيف لا أعرف عليا، وهو ابن عم نبيي وأخو نبيي!
#قال له: يا شيخ، #فنحن من #عترة#نبيك محمد (صلى الله عليه وآله)، #ونحن من ولد مسلم بن عقيل بن أبي طالب، بيدك #أسارى، نسألك من طيب الطعام فلا تطعمنا، ومن بارد الشراب فلا تسقينا، وقد ضيقت علينا سجننا،
فانكب الشيخ على أقدامهما يقبلهما #ويقول: نفسي لنفسكما الفداء، ووجهي لوجهكما الوقاء، يا عترة نبي الله المصطفى، هذا باب السجن بين يديكما مفتوح، فخذا أي طريق شئتما، فلما جنهما الليل أتاهما بقرصين من شعير وكوز من الماء القراح ووقفهما على الطريق، وقال لهما: سيرا - يا حبيبي - الليل، واكمنا النهار حتى يجعل الله عز وجل لكما من أمركما فرجا ومخرجا. ففعل الغلامان ذلك).
ولما عرف #ابن_زياد [عليه لعائن الله] #بهروب طفلي مسلم #أمر#بمكافئة لكل من يأتيه #براس هذين #الغلامين الصغيرين لذا هب الطامعين للبحث عن الصبيين حتى نالهم ذلك الفاسق.
فلما جنهما الليل، انتهيا إلى عجوز على باب،
#فقالا لها: يا عجوز ، إنا غلامان صغيران غريبان حدثان غير خبيرين بالطريق، وهذا الليل قد جننا أضيفينا سواد ليلتنا هذه، فإذا أصبحنا لزمنا الطريق،
فقالت لهما: فمن أنتما يا حبيبي، فقد شممت الروائح كلها، فما شممت رائحة أطيب من رائحتكما،
#فقالا لها: يا عجوز، نحن من عترة نبيك محمد ( صلى الله عليه وآله ) ، هربنا من #سجن عبيد الله بن زياد من القتل
قالت العجوز: يا حبيبي، إن لي ختنا فاسقا، قد شهد الواقعة مع عبيد الله بن زياد، أتخوف أن يصيبكما هاهنا فيقتلكما،
فقالت: سآتيكما بطعام ، ثم أتتهما بطعام فأكلا وشربا.
فلما ولجا الفراش قال الصغير للكبير: يا أخي ، إنا نرجو أن نكون قد أمنا ليلتنا هذه، فتعال حتى #أعانقك#وتعانقني وأشم رائحتك وتشم رائحتي قبل أن يفرق #الموت بيننا، ففعل الغلامان ذلك، واعتنقا وناما.
فلما كان في بعض الليل أقبل ختن العجوز الفاسق حتى قرع الباب قرعا خفيفا، فقالت العجوز: من هذا؟ قال: أنا فلان، قالت: ما الذي أطرقك هذه الساعة، وليس هذا لك بوقت؟
قال: ويحك افتحي الباب قبل أن يطير عقلي وتنشق مرارتي في جوفي، جهد البلاء قد نزل بي. قالت: ويحك ما الذي نزل بك ؟
قال: هرب غلامان صغيران من عسكر عبيد الله بن زياد، فنادى الأمير في معسكره: من جاء برأس واحد منهما فله ألف درهم، ومن جاء برأسيهما فله ألفا درهم ، فقد أتعبت وتعبت ولم يصل في يدي شيء.
فقالت #العجوز: يا ختني، احذر أن يكون محمد خصمك في يوم القيامة،
قال لها : ويحك إن الدنيا محرص عليها، فقالت: وما تصنع بالدنيا، وليس معها آخرة ؟
قال: إني لأراك تحامين عنهما، كأن عندك من طلب الأمير شيئا ، فقومي فإن الأمير يدعوك.
قالت: وما يصنع الأمير بي، وإنما أنا عجوز في هذه البرية ؟
قال: إنما لي طلب، افتحي لي الباب حتى أريح وأستريح، فإذا أصبحت بكرت في أي الطريق آخذ في طلبهما. ففتحت له الباب، وأتته بطعام وشراب فأكل وشرب.
فلما كان في بعض الليل #سمع غطيط الغلامين في جوف البيت، فأقبل يهيج كما يهيج البعير الهائج، ويخور كما يخور الثور، ويلمس بكفه جدار البيت حتى وقعت يده على جنب الغلام الصغير،
فقال له: من هذا ؟ قال: أما أنا فصاحب المنزل، فمن أنتما؟
فأقبل الصغير يحرك الكبير ويقول: قم يا حبيبي، فقد والله #وقعنا فيما كنا نحاذره.
قال لهما: من أنتما؟
#قالا له: يا شيخ، إن نحن صدقناك فلنا الأمان؟ قال: نعم.
#قالا : أمان الله وأمان رسوله، وذمة الله وذمة رسوله ؟ قال : نعم،
#قالا: ومحمد بن عبد الله على ذلك من الشاهدين؟ قال: نعم،