رَسولُ اللهِ يُحدّثُنا عن سيّد الأوصياء،
وعن غَدْر هَذهِ الأُمّةِ به من بعده..!
:
✦ قال رسول الله "صلَّى اللهُ عليه وآله":
(أمَّا عليُّ بن أبي طالب فإنّهُ أخي وشقيقي وصاحبُ الأمْر بَعْدي، وصاحبُ لوائي في الدُنيا والآخرة، وصاحبُ حوضي وشفاعتي، وهُو مَولى كُلّ مُسْلم وإمامُ كُلّ مُؤمن وقائدُ كُلّ تقيّ، وهُو وصيّي وخَليفتي على أهلي وأُمّتي في حياتي وبعد مَوتي، ومُحبّهُ مُحبّي ومُبغِضُهُ مُبغضي وبولايتهِ صارتْ أُمَّتي مَرحومة، وبعداوتهِ صارتْ المُخالِفةُ لهُ ملعونة،
وإنّي بكيتُ حين أقبلَ لأنّي ذكرتُ غَدْرَ الأُمّةِ بهِ بعدي، حتّى إنّهُ يُزالُ عن مَقعدي وقد جَعَلَهُ اللّهُ لَهُ بعدي، ثُمَّ لا يَزالُ الأمْر بهِ حتّى يُضرَبَ على قَرْنهِ ضربةً تُخَضَّبُ منها لِحيتُهُ في أفضلِ الشُهور شهْر رمضان الذي أُنزلَ فيه القُرآن)
[آمالي الشيخ الصدوق]
✦ وقال رسولُ الله "صلّى اللهُ عليه وآلهِ و سلّم":
(يا عَلي.. أَنتْ المظلوم بعـدي، فَويـلٌ لِمَن ظَلَمَكَ واعتَـدَى علَيك، وطُـوبـى لِمَن تَبِعكَ ولَـم يَخْتَرْ عليك،
يا علي.. أَنتَ المُقاتَلُ بَعـدي، فَويلٌ لِمَن قَاتَلكَ وطُـوبى لِمَن قَاتَل مَعَك.
يــا علـي.. أَنتَ الَّـذي تَنْطـقُ بكـلامـي وتَتَكـلَّـم بلسـاني بَعـدي، فَـويلٌ لِمَـن ردَّ عليكَ وطُـوبـى لِمَن قَبِـلَ كلامك.
يا علي.. أَنتَ سيّدُ هذهِ الأُمة بعدي وأَنتَ إمامُها وخَليفتـي عليهـا، مَن فارقكَ فارقني يـوم القيامــة، ومَن كـان مَعَكَ كان مَعي يـوم القيامـة..)
[عيون أخبار الرضا]
〰〰〰〰〰[[مُلاحظة توضيحيّة]]
حين يتحدّثُ سيّدُ الكائناتِ والعترةُ الطاهرة عن غَدْر هذهِ الأمّةِ بسيّد الأوصياء.. فَهذا الغَدْرُ على درجات.. وهُو يَشملُ الأُمّةَ جميعاً (سُنّةً وشيعة) وليس السُنّة فقط.
• فإنَّ السَقيفةَ بكُلِّ فُروعها واشتقاقاتها إلى يَومنا هذا نَقضوا بَيعةَ الغدير نَقْضاً واضحاً، فكفروا بالعِترة وادَّعوا أنَّهم يتمسّكون بالكتاب فقالوا: (حسبُنا كتاب الله).
• والشيعةُ أيضاً نَقضوا بيعةَ الغدير حِين ادّعوا التمسّكَ بالكتاب والعِترة.. فَهُم لم يَتمسّكوا بالكتاب والعترة فِعْـلاً على وجْه الحقيقة، وإنّما تَمسّكوا بالعِترةِ على مُستوى العاطفةِ القلبيّة فقط، ولكنَّهم كفروا بحَديث العِترة.
وليس هُناك مِن مَعنىً حين نُحبُّ العِترة وَنَدَّعي أنَّنا شيعةٌ لهم ولكنَّنا في الوقتِ نفسهِ نَضْربُ بحَديثهم وبثقافتهم وبفِكْرهم عَرضَ الجدار.. فهَذا نَقْضٌ أيضاً لبيعة الغدير.. لأنَّ أهمَّ شرطٍ أشترطهُ رسولُ الله على هـذهِ الأُمّة في نَصّ البيعة الغديريّة هي أن لا يأخذوا تَفسير القُرآن وفَهْم القُرآن ومَعالم الدين إلّا مِن عليٍّ وآل عليٍّ فقط وفقط.. هذا أهمُّ شروط بيعة الغدير
ولكنَّ الأُمّة سُنّةً وشيعة لم تلتزمْ بهذا الشرط، وحديثنا هُنا عن الشيعة ولا شأن لنا بالمُخالفين..
فهذهِ كُتُبُ تفسيرِ القُرآن لِعُلمائنا ومَراجعنا شاهـدةٌ على هذا النَقْض الصريح الواضح لبيعة الغدير.
راجعوا كُتُبَ التَفسير المَشهورة التي كَتَبها عُلماؤنا في تَفسير القُرآن وأدرجوا فيها آراءهم وتَفاسيرهم للقُرآن مِثل (تَفسير التبيان، وتَفسير مَجمع البيان، وتَفسير المِيزان..) وأضراب هذهِ التفاسير التي كَتبها العُلماء وِفقاً لآرائهم.. ستَجدونَ بأنفسكم أنّهم فسّروا الآيات بشكلٍ مُخالفٍ تَماماً لِمنطقِ عليٍّ وآلِ عليّ ومُوافقٍ تَماماً لذوقِ المُخالفين ولمَنهجهم ولقواعدهِم التفسيريّة لِفَهْم القرآن.. (هذا هُـو الواقعُ المرير لِمَن راجعَ هَـذهِ التفاسير بنفسهِ وتأكّد مِن هـذه الحقيقة).
بل حتّى الكثير مِن (مَنابرنا الحُسينيّة) ومَنابر الجُمعات في وَسَطنا الشيعي هي أيضاً تُفسّرُ آياتِ القُرآن بشكلٍ مُخالف لِمنطق العترة ومنهج العترة الطاهرة؛ لأنَّ أكثرَ المُتحدّثين لا يَرجعون لأحاديثِ العِترة، وإنّما يَرجعون إلى كُتُب المُخالفين وإلى آراءِ العُلماءِ التي هي آراءُ غير مَعصومة (يَكثرُ فيها الخطأ والاشتباه..).
في حِين أنَّ النبيَّ الأعظم "صلّى الله عليه وآله" في بيعةِ الغَدير وجَّهنا بشكلٍ واضح إلى عليّ وآل عليّ فقط وفقط.. فقال: (هذا عليٌّ يُفهّمكم بعدي)
:
الَّلهُمَّ صَلّ على أميرِ المُؤمنين عليِّ بن أبي طالب أخي نَبيّكَ وَوليّهِ وَصفيّهِ وَوزيرهِ، ومُستودعِ عِلْمهِ، ومَوضِع سرّه، وباب حكمتهِ، والناطقِ بحُجّته، والداعي إلى شريعته، وخَليفتهِ في أُمّتهِ، ومُفرّجِ الكَرَب عن وجههِ، قاصِمِ الكَفَرة ومُرغم الفَجَرة الذي جَعَلْتَهُ مِن نبيّكَ بمنزلةِ هارونَ مِن مُوسى،
الَّلهُمّ والِ مَن والاهُ وعادِ مَن عاداهُ، وانْصُرْ مَن نَصَره، واخذُلْ مَن خَذَله، والعنْ مَن نَصَبَ لهُ مِن الأوَّلين والآخرين، وصلِّ عليه أفضلَ ما صلَّيتَ على أحدٍ مِن أوصياء أنبيائكَ يا ربَّ العالمين..
:
#يا_علي#النبأ_العظيم#الثقافة_الزهرائية