💠 عن سدير الصيرفي قال: دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) فقلت له: والله مايسعك القعود، فقال وَلِمَ ياسدير ؟ قلت: لكثرة مواليك وشيعتك وأنصارك،
#والله لو كان لأمير المؤمنين (عليه السلام) مالك من الشيعة والأنصار والموالي ماطمع فيه تيمٌ ولا عديٌّ، فقال: ياسدير وكم عسى أن يكونوا ؟ قلت: مائة ألف قال: مائة ألف ؟ قلت: نعم ومائتي ألف. قال: مائتي ألف ؟ قلت: نعم ونصف الدنيا. قال: فسكت عنّى ثم قال: يخفُّ عليك أن تبلغ معنا إلى يَنْبُع قلت: نعم، فأمر بحمار وبغل أن يسرجا، فبادرت فركبت الحمار فقال: ياسدير أترى أن تؤثرني بالحمار؟ قلت: البغل أزين وأنبل، قال: الحمار أرفق بي. فنزلت، فركب الحمار فركبت البغل فمضينا فحانت الصلاة، فقال: ياسدير انزل بنا نصلّي ثمّ قال: هذه أرض سبخة لا تجوز الصلاة فيها، فسرنا حتى صرنا إلى أرض حمراء ونظر إلى غلام يرعى جداء( اغنام ) فقال. والله ياسدير لو كان لي شيعة بعدد هذه الجداء ماوسعني القعود، ونزلنا وصلّينا، فلّما فرغنا من الصلاة عطفت على الجداء فعددتها فإذا هي سبعة عشر.
......
#فقلت: فكيف أصنع بهذه الشيعة المختلفة الذين يقولون إنهم يتشيعون؟
فقال:
#فيهم التمييز،
#وفيهم التمحيص،
#وفيهم التبديل، يأتي عليهم سنون تفنيهم، وسيف يقتلهم، واختلاف يبددهم.
#إنما شيعتنا من لا يهر هرير الكلب،
#ولا يطمع طمع الغراب،
#ولا يسأل الناس بكفه وإن مات جوعا.
♻️قلت: جعلت فداك، فأين أطلب هؤلاء الموصوفين بهذه الصفة؟
فقال:
#اطلبهم في أطراف الأرض
أولئك الخفيض عيشهم، المنتقلة دارهم،
#الذين إن شهدوا لم يعرفوا،
#وإن غابوا لم يفتقدوا،
#وإن مرضوا لم يعادوا،
#وإن خطبوا لم يزوجوا،
#وإن ماتوا لم يشهدوا،
#أولئك الذين في أموالهم يتواسون،
#وفي قبورهم يتزاورون، ولا تختلف أهواؤهم وإن اختلفت بهم البلدان .
✍السيد حسام أبو قدر