«.. أمَّا #الحسنُ فإنَّه ابنِي وَوَلدي، وَمنِّي، وقُرَّة عَيني، وضِياء قَلْبي، وثمرَةُ فُؤادي، وهو سيِّد شبَابِ أهلِ الجنَّة، وحُجَّة الله على الأمَّة،أمرُهُ أمري، وقولُه قولي، من تبِعَه فإنَّه منِّي، ومن عصاهُ فليْس منِّي،
وإنِّي لما نظَرتُ إليه تذكَّرتُ ما يجرى عليه من الذُّلِّ بعدي، فلا يزال الأمرُ به حتَّى يُقتل #بالسمِّ ظُلمًا وعدوانًا،
فعند ذلك #تبكي الملائكةُ والسَّبع الشِّداد لموتِهِ، ويبكيه كلُّ شيءٍ حتَّى الطَّير في جوِّ السَّماء، والحيتانُ في جوفِ الماء،
فمن بكاهُ لَم تعم عينه يومَ تعمى العُيون، ومن حزِن عليهِ لم يحزَن قلبُه يوم تحزن القُلوب، ومن #زارَه في بقيعِه ثبتَتْ قدمُهُ على الصِّراط يومَ تزلُّ فيه الأقدامُ...»
ألا فمن #زارني في #غربتي كتب الله عز وجل له أجر مائة ألف شهيد, ومائة ألف صديق, ومائة ألف حاج ومعتمر, ومائة ألف مجاهد, وحشر في زمرتنا, وجعل في الدرجات العلى من الجنة رفيقنا.
كان الإمام يتمتع بشعبية هائلة، فقد تحدث الناس - بإعجاب - عن علمه وفقهه وعبادته، وعجبت الأندية بالتحدث عن صبره، وسائر ملكاته، وقد احتل قلوب الناس وعواطفهم، فكان السعيد من يحظى برؤيته، والسعيد من يتشرف بمقابلته والاستماع إلى حديثه، وقد شق ذلك على الأمويين، وأقضّ مضاجعهم وكان من أعظم الحاقدين عليه الوليد بن عبد الملك، فقد روى الزهري أنه قال: (لا راحة لي، وعلي بن الحسين موجود في دار الدنيا)(1) وأجمع رأي هذا الخبيث الدنس على اغتيال الإمام حينما آل إليه الملك والسلطان، فبعث سماً قاتلاً إلى عامله على يثرب، وأمره أن يدسه للإمام(2) ونفذ عامله ذلك، وقد تفاعل السم في بدن الإمام، فأخذ يعاني أشد الآلام وأقساها، وبقي حفنة من الأيام على فراش المرض يبث شكواه إلى الله تعالى، ويدعو لنفسه بالمغفرة والرضوان، وقد تزاحم الناس على عيادته، وهو (عليه السلام) يحمد الله، ويثني عليه أحسن الثناء على ما رزقه من الشهادة على يد شر البرية.