فهذا العُنوانُ عُنوانٌ لأمير المُؤمنين، لا نستطيعُ أن نُنكرَهُ بأيّ وجْهٍ مِن الوجوه.
الاستعمالُ هُنا ناظرٌ إلى جهةٍ مِن الجهات ، فمِثلما (
#النحلُ ) أُطلِق على مُحمّدٍ وآل مُحمّد "صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليهم" فإنّنا حين نستعملُ هذا العُنوان ننظرُ إلى جهةٍ مِن الجهات، وهكذا هُو التعبيرُ الأدبيُّ في لُغةِ العرب وفي سائر لُغاتِ العالم.
🔍 وقفة عند عبائر مُقتطفة مِن زيارات سيّد الأوصياء في كتاب [
📚بحار الأنوار: ج97]
✦ في صفحة 303 مِن العباراتِ الواردة في زيارة سيّد الأوصياء "صلوات الله عليه" :
(السلامُ على يعسوب الدين) اليعسوب هو ملكُ
النحل، أميرُ
النحل.
🔍 وقفة توضيحيّة سريعة لهذهِ النقطة مِن وجهة نظر عِلْم الحيوان.
↩️ وهذا التعبير (
#يعسوب ) هُو تعبيرٌ مجازي، يُنظرُ فيه إلى جهةٍ مِن الجهات، ويُنظَرُ فيه إلى خاصيّةٍ مِن الخواص.. فحينما يُطلَقُ لفْظُ اليعسوب على أمير المُؤمنين فلا وجْه للمُشابهةِ بين الإنسانِ وبين
النحل ، هذهِ قضيّةٌ رمزيّةُ، هذهِ العناوين عناوين تُثير المعاني في الأذهان لِصناعةِ صُوَرِ ذهنيّةٍ نستطيعُ مِن خلالها أن نتواصلَ بشكلٍ جميلٍ وأنيقٍ مع الواقع الخارجي، وإلّا ما هو وجْه الشبه بين النحلةِ والإنسان؟!
ليس هُناك مِن وجْه شبهٍ مُطلقاً بين النحلة والإنسان ، النحلةُ كائنٌ لهُ خُصوصيّاته والإنسانُ كائنٌ لهُ خُصوصيّاته.
✦ وفي زيارةٍ أخرى أيضاً لسيّد الأوصياء في كتاب [
📚بحار الأنوار: ج97] في صفحة 307 في أوصاف أمير المُؤمنين "صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه" تقول الزيارة:
( وعمادُ الأصفياء، أميرُ المُؤمنين، ويعسوبُ الدين، وقدوةُ الصالحين ) هذا العُنوان يتكرّر كثيراً.
✦ وفي صفحة 322 جاءتْ هذهِ العبارات:
( كُنتَ للدين يعسوباً: أولاً حينَ تفرَّق الناس، وأخيراً حين فشلوا ) والمعنى هُو هو يتكرّرُ في صفحة 338 في زيارةٍ أُخرى ، زياراتُ الأمير مليئة بهذا العنوان..
ففي صفحة 342 جاءتْ هذهِ العبارة:
( السلامُ عليكَ يا يعسوب المُؤمنين ).
👆🏻هذا الوصْف وردَ في زياراتهِ الشريفة بأنّهُ يعسوبُ المُؤمنين، يعسوب المُتّقين، بأنهُ يعسوبُ الدين.. مِثلما جاء وصْفهُ بأنّه :
#أمير_النحل ، فأميرُ
النحل هو اليعسوب ، فهل هُناك مِن مُشابهةٍ بين أمير المؤمنين وبين هذهِ الحشرة؟! هذهِ قضايا أدبيّةٌ رمزيّة، وهذا موجودٌ في لُغةِ العرب وفي كُلّ الّلغات.
🔍 وقفة عند عبارات مُقتطفة مِن خُطبة إمامنا السجّاد "صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه" في قَصْر يزيد.
⭕ يقولُ إمامنا السجّاد في خُطبته الشريفة في كتاب [
📚بحار الأنوار: ج45] وهو يتحدّثُ عن أمير المُؤمنين في مكانٍ حسّاسٍ جدّاً [ الأحداث بعد مقتل الحُسين، وفي عاصمة الأمويّين الذين يبحثون عن أيّ لونٍ مِن ألوان الانتقاص مِن مُحمّدٍ وآل مُحمّد خُصوصاً مِن أمير المُؤمنين ] ،، يقول الإمام السجّاد وهو يصِفُ سيّد الأوصياء:
(أسدٌ باسل يطحنُهم في الحُروب إذا ازدلفتْ الأسنّة وقرُبتْ الأعنّة طحْن الرحى، ويذرُوهم فيها ذَرْو الريح الهشيم، ليثُ الحِجاز –الّليثُ هو الأسد المِقدام – وكبْشُ العراق..)
وقد استُعملتْ كُلُّ أسماءِ الأسد في وصْف أمير المؤمنين، ما بين خُطَبهم وزياراتهم "صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليهم"، وما بينَ أشعار شُعرائهم وهُم الشُعراء الذين تبنّى الأئمةُ أشعارهم.
↩️ فحين يقول الإمام: (ليثُ الحِجاز وكبْشُ العراق..) ما هُو وجْه المُشابهة بين الكبش الذي هو كبيرُ الخِراف وبين الإنسان؟!
لا وجْه للمُشابهة.. إنّها قضيّةٌ رمزيّة، يُنظَرُ إلى جهةٍ مُعيّنةٍ هذهِ الجهةُ المُعيّنةُ موجودةٌ في سياق المُفرداتِ الثقافيّةِ التي تعلقُ في ذهْن الإنسان مِن خلال مُعايشة الواقع، يستعملُها الإنسانُ في صياغاتهِ التعبيريّة ، فإذا ما كان ذلكَ المُعبّرُ أديباً ويَحملُ بين جوانحهِ ذَوقاً أدبيّاً رفيعاً فإنّهُ يَستطيعُ أن يأخذَ مِن هذهِ المُفردات كي يرسمَ لوحةً جميلةً مُناسبة تعكسُ المعاني بصُورةٍ لائقةٍ لدى المُتلقّي.
↩️ و هُناكَ وصْفٌ يتردّدُ في الأشعارِ وعلى الألسنةِ للعبّاس، مِن أنّهُ "صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه" :
#كبشُ_الكتيبة ، ربّما وردَ في بعض الكلماتِ أنَّ العبّاس قال للحُسين أنّني كبشُ كتيبتك حينما أرادَ سيّدُ الشُهداء أن ينقلَهُ بعد استشهادهِ، ولا أُريد أن أخوضَ في هذهِ التفاصيل ، ولكن في ثقافتنا الشيعيّة إنّنا نُطلِقُ هذا العنوان :
#كبشُ_الكتيبة على أبي الفضل، فهو كبشُ الكتيبة عند سيّد الشُهداء.
↩️ أيضاً مِن ألقاب أبي الفضل العبّاس الشائعةِ في أوساطنا الشيعيّةِ أنّهُ :
#سبْعُ_القنطرة ، ولها حكايةٌ وقصّةٌ يتناقلها الشيعةُ في مجالسهم.
↩️ أيضاً وصْفُ رسول الله "صلّى اللهُ عليه وآلهِ" للحمزة بأنّهُ أسدُ اللهِ وأسدُ رسوله، فهل كان الحمْزةُ أسداً كما هُو الأسدُ الحيوان؟! أيُّ منطقٍ هذا..؟!
⚠️
هذهِ تعابير أدبيّة، ولكن أنا قُلت ماذا نَصنعُ للسُطول الفارغةِ التي لا تَملكُ ذوقاً أدبياً؟! وماذا نَصنعُ للأمراضِ النفس