أحسن الحسنات حبنا أهل البيت

#العاشرة
Канал
Логотип телеграм канала أحسن الحسنات حبنا أهل البيت
@Shathrat14Продвигать
829
подписчиков
10,5 тыс.
фото
579
видео
4,81 тыс.
ссылок
#شرح_دعاء_ابي_حمزة_الثمالي
#الشيخ_حبيب_الكاظمي
#شهر_رمضان_المبارك
شرح دعاء أبي حمزة الثمالي
الحلقة: #العاشرة :
#دور_المراقبة_في_السير_التكاملي

- إن الإمام (ع) عندما يناجي ربه ويتذكر ذنوبه وخطاياه السابقة يقول : (لاَ لأَنَّكَ أَهْوَنُ النَّاظِرِينَ إِلَيَّ، وَأَخَفُّ الْمُطَّلِعِينَ عَلَيَّ، بَلْ لأَنَّكَ يَا رَبِّ خَيْرُ السَّاتِرِينَ، وَأَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ، وَأَكْرَمُ الأَكْرَمِينَ..).. وكأنه (ع) يقول : أنا يا رب عندما عصيتك ، لا لأنك أهون الناظرين ، وأخف المطلعين علي ، بل لأنك يا رب خير الساترين ، وأحكم الحاكمين ، وأكرم الأكرمين.. يا رب، أنا عندما عصيتك لم أكن في موقف المواجهة ، ولست في موقف المحادة ، والوقوف أمامك ، فمن أنا لأقف أمام رب العالمين ؟!.. وإنما جرأني على المعصية ، سترك المرخى علي ، لا اعتقادي بأنك لا تراني ، فلا تجعل هذه المعصية بمثابة موقف اعتقادي.. لو أن الإنسان وصل إلى درجة عالية من اليقين ، بأن الله عزوجل مطلع عليه في كل الأحوال ؛ لكفاه ذلك رادعاً عن أي معصية.. ولو أن أي زوجين استحضرا هذه الآية ، في قوله تعالى : {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ} ، فهل يمكن أن تحدث أي مشادة بينهما في جوف الليل ، حيث لا رقيب ولا عتيد ولا أقارب ولا حاكم شرعي ؟!..
ومن هنا فإن الإنسان يلزمه أن يعمق حالة المراقبة لديه ؛ حتى لا يتورط في المعصية.. وتحسن هذه المقولة لعلمائنا الأجلاء : (بأن ترك الحرام بشكل مطلق لا يكون إلا بالمراقبة المتصلة).. إذ أن دعامة الأخلاق ، ودعامة السير إلى الله ، هي المراقبة المتصلة ؛ لا مراقبة الجوارح فحسب ، وإنما مراقبة الجوانح الباطنية.
 
ويقسم العلماء المراقبة إلى شقين :
شق مع الرب : وهي النظر إلى مقام الربوبية في النفس ، وتوقيره الله تعالى في حركة الحياة.. فبقدر ما لله في النفس ، ينظر الله عزوجل لها بعين اللطف والرحمة.
وشق مع النفس : وهي النظر إلى الهواجس والأفكار.. فمن المعلوم بأن عالم الأوهام مقدمة للتصديقات ، والتصديقات مقدمة للحركة الخارجية نحو المعصية.. فإذن ، الذي يراقب الخلجانات الباطنية ، ويراقب الأوهام والخواطر ، فقد اجتاز مرحلة عالية من حركة المراقبة والدقة ، في سير النفس وحركتها التكاملية إلى الله.
 
ويا ليت أحدنا يتأسى بالله عزوجل في صفة الستر والغفارية !.. فلا يتباطأ في قبول عذر من أساء إليه - كما يفعل بعض الناس- ، وخاصة إذا كانت الإساءة بغير قصد ، أو سهو ، أو جهالة.. فإن الله تعالى كم يحلم عن عباده !.. وإذا به تعالى بجلسة واحدة في جوف الليل يتجاوز عن تاريخ من المعاصي والذنوب !..
ومن هنا فإن العلماء يوصون بأن من يريد أن يفتح صفحة جديدة مع ربه : أن يغتسل غسل التوبة ، ويصلي ركعتين لا يحدث فيهما نفسه ، ثم يستغفر سبعين مرة في السجود ؛ ليجد الله تعالى بعدها تواباً رحيما.. ومن أراد أن يعلم علامة الاستجابة في التوبة ، فلينظر إلى سلوكه بعد ذلك ، فإن رأى في نفسه عزوفاً عن المنكر ، وزهداً في المعاصي ؛ فليعلم أنه على خير ، وقد قبل الله تعالى توبته.

https://t.me/shathrat14/21847
#شرح_دعاء_الافتتاح
#الشيخ_حبيب_الكاظمي
#شهر_رمضان_المبارك
شرح دعاء الافتتاح
الحلقة: #العاشرة

حقيقة إن حلاوة هذا الدعاء الذي نترنم به في ليالي شهر رمضان المبارك ، يفوق كل حلاوة مادية في هذا الشهر.. ومن المعلوم أن البعض يحاول أن يعتني بمطعمه وبمشربه في هذا الشهر الكريم ، ولكن البعض يبحث عن هذه الكنوز التي أودعها الله عزوجل في هذا الشهر الكريم ، شهر القرب والمصالحة والتودد إلى رب العالمين.
 
- (اَلْحَمْدُ للهِ عَلى حِلْمِهِ بَعْدَ عِلمِهِ ، وَالْحَمْدُ للهِ عَلى عَفْوِهِ بَعْدَ قُدْرَتِهِ ، وَالْحَمْدُ للهِ عَلى طُولِ أَناتِهِ في غَضَبِهِ ، وَهُوَ قادِرٌ عَلى ما يُريدُ..)..
في هذه الفقرة نتعلم درس الصفح والعفو بعد المقدرة.. إن رب العالمين هو أقدر القادرين ، إذ كلنا نواصينا بيد الله عزوجل ، والوجود في قبضته ، والسماوات مطويات بيمينه.. ولكن في نفس الوقت رب العالمين يرى عباده وهم منغمسون في معصيته ومخالفته - من منا لم يعص ربه !- والكثيرون من الصائمين هم أهل الكبائر في أيام سنتهم ، ولكن الله عزوجل يتودد إليهم في شهر رمضان المبارك ، ويدعوهم إلى طاعته.. إن رب العالمين يتأنى وهو مليء بالمبادرة ، ويصبر وهو القادر على الانتقام.. فهلا تعلمنا درس العفو والصفح !.. وخاصة بين ذوي الحقوق.. إنسان له زوجة صالحة إجمالاً ، ربت له الأولاد ، وتعبت في منزله ، وأمضت ريعان شبابها في خدمته وراحته ، ولكنها زلت زلة في يوم من الأيام ، أو في ساعة من الساعات ، نرى أنه ينتقم منها ، متناسياً كل هذا التأريخ الطويل !.. أين العفو بعد المقدرة ؟!.. أين التأسي بهذه الصفة الإلهية ؟!.. ومن المعلوم أن من يريد أن يصل إلى ملكوت الأسماء الحسنى ، وأن يصبح مرآة عاكسة لصفات الله وجلاله وجماله ، فإن عليه أن يتأدب بهذه الآداب.
 
ومن منن الله على عبده هو أن يشرح صدره ، لأن هذا مما يعينه في أموره الحياتية كثيراً ، فليسأل الإنسان ربه في ليالي شهر رمضان المبارك شرح الصدر.. فهذا نبي الله موسى (ع) أراد أن يذهب إلى طاغوت زمانه ، وإذا به يدعو ربه قائلاً : {قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي  * وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي}.. وكم من الجميل أن تتحقق هذه الصفة في الإنسان !.. أن يكون على مستوى بحيث تكون له القدرة على أن يستوعب الصدمات ، وأن يستوعب إساءة الخلق ، وأن يكون صبوراً حليماً ، متأسياً بأئمة أهل البيت (ع) ، كالإمام المجتبى (ص) المعروف بحلمه.. بل إن خريجواهذه المدرسة لهم مواقف رائعة في هذا المجال ، ويحسن بنا أن نقتدي بهم في تعاملهم مع الناس.. كمالك الأشترالذي يعد القائد العام لقوات على (ع) العسكرية ، فلننظر كيف هو تعامل مع ذلك الذي تجاسر عليه وأهانه ، حيث لم يحلم عنه فحسب ، بل أنه ذهب إلى مسجد ليدعو لمن أهانه.. يا لها من عظمة !.. فهلا تأسينا بهؤلاء العظماء!.. فهذه هي صفة الحلم والعفو بعد المقدرة التي كانت فيهم (ص).
 
- (الَّذي بَعُدَ فَلا يُرى ، وقَرُبَ فَشَهِدَ النَّجْوى تَبارَكَ وَتَعالى..)..
هنيئاً لمن اتخذ الله جليساً !.. فكان في أسحار شهر رمضان المبارك يجالس ربه ، ويناجيه ، ويأنس برفقته ، وقد أشار علي (ع) إلى هذه الحقيقة في قوله : (لم تره العيون بمشاهدة العيان ، ولكن رأته القلوب بحقائق الإيمان)..وفي قوله (ع) رداً على من يسأله هل رأيت ربك : (وكيف أعبد رباً لم أره).. فالذي يناجي ربه في خلوات الليل ، فإن الله تعالى جليسه ، كما ورد في الحديث القدسي : (أنا جليس من ذكرني).. وطوبى لمن كان جليسه رب العالمين !..
اللهم اجعلنا ممن أذقته حلاوة حبك وذكرك في هذا الشهر !.. لا تغلق علينا أبواب لطفك ورحمتك ، إنك على كل شيء قدير !

https://t.me/shathrat14/21797