#شرح_دعاء_الافتتاح #الشيخ_حبيب_الكاظمي #شهر_رمضان_المبارك الحلقة :
#الرابعه - (اَلْحَمْدُ للهِ الَّذي لَمْ يَتَّخِذْ صاحِبَةً وَلا وَلَداً ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَريكٌ في الْمُلْكِ ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِىٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبيراً..)..إن دعاء الافتتاح دعاء مليء بالمعاني التوحيدية ، والذي يراد منه أن يربطنا بحالة الأنس بواجب الوجود ، والإحساس بأن الله عزوجل هو المهيمن ، وهو المسيطر ، الذي أزمة الأمور طراً بيده ، والكل مستمدة من مدده..
ومن المناسب لو نترجم هذه المعاني ، إلى واقع معاش في حياتنا السياسية ، وفي تعاملنا مع الأعداء ، ومع القوى الكبرى.. فالإنسان المؤمن عندما يعيش هذه الحقيقة ، بأن الله عزوجل هو مالك الملك ، وليس هنالك شريك له في هذا الملك ، ولا يضاده في ملكه أحد ، ويعيش حقيقة الهيمنة الإلهية والسيطرة الإلهية على عالم الوجود ؛ فإن هذا الإحساس يوجد في العبد حالة من حالات الاستعلاء والاستغناء.
ومن المعلوم أن النبي الأكرم (ص) عندما واجه كفار قريش - بجبروتها وقوتها ، القوة الكبرى في ذلك العصر- ، في أول معركة من معارك الإسلام الخالدة ، والتي كانت في هذا الشهر المبارك ، خاطب ربه قائلاً :
يا رب !.. إنتَهلك هذه
العصابة لا تُعبد.. الملاحظ أن النبي الأكرم (ص) جعل الأمر بيد الله عزوجل ، وأنه هو الذي يقرر في عباده ما يشاء ، وكيف يشاء.. وإذا بالمدد الإلهي ينزل بالملائكة المسومة ، والتي كانت -في جوار جهود المسلمين في معركة بدر- من موجبات نصر المسلمين.
بالإضافة إلى أن الذي يعيش هذه الحقيقة ، أنه لا مؤثر في الوجود إلا الله سبحانه وتعالى ، وأن بيده مقاليد الأمور ، فإنه سيصل إلى جوهر كلام علي (ع) -الشهيد في هذا الشهر المبارك- ، حيث يقول (ع) : (
عظم الخالق في أنفسهم ، فصغر ما دونه في أعينهم).. فإذن، الذي يعيش حقيقة مالكية وملكية الله عزوجل لهذا الوجود ، سوف يرى كل شيء في عالم الوجود صغيراً وحقيراً.. ومن هنا نلاحظ العزة الإيمانية التي يعيشها المؤمن في مواجهة قوى الشر في الوجود ، فهذه الحقيقة لا تغيب عن بالهم أبداً.. ثم إن رب العالمين فوض الأمور إلى عبده ، إلا أن يذل نفسه ؛ لأنه مرتبط بعزة الله عزوجل.. ورد في الحديث القدسي : (
أنا العزيز.. فمن أراد عزّ الدارين ،فليطع العزيز ).وفقنا الله تعالى وإياكم ، لأن نكون من عباده الصالحين !.. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
https://t.me/shathrat14/21624