🚩الإعلام الشعبي اليمني

#حسين_بدرالدين_الحوثي
Канал
Логотип телеграм канала 🚩الإعلام الشعبي اليمني
@PopularMediaYEПродвигать
46,96 тыс.
подписчиков
76 тыс.
фото
48,3 тыс.
видео
212 тыс.
ссылок
تابعونا على تويتر: https://x.com/PopularMedia8 الإعلام الشعبي اليمني نافذتك لمتابعة: 📜المقالات والمنشورات النوعية 📹 الفيديوهات المميزة والمشاهد الحربية 🌐 أهم الأخبار 🔊 أقوى الزوامل 😂 الطرائف الشعبية 📄 مقتطفات ثقافية Media Awareness Sha'abi #Yemen
👤 #الشهيد_القائد#حسين_بدرالدين_الحوثي
كان اشجع و اول رجل وقف في وجه امريكا العظمى بعد مسرحية حادثة البرجين التي عملتها امريكا عذرا من اجل احتلال العراق ونهب ثرواته وغيرها من بلاد العرب والمسلمين يومها كان كل زعماء العرب العملاء الخونه منبطحين ملبين خدمة امريكا لتنفيذ مخططاتها

#زكريا_محمد

🔰 #الإعلام_الشعبي_اليمني:‎
🇾🇪 t.center/PopularMediaYE
👥 فرحوا باستشهاد قاسم سليماني واغتياله ولكن اذكرهم واذكركم جميعا...

بأنهم قد فرحوا من قبل باستشهاد واغتيال #عباس_الموسوي الأمين العام لحزب الله وجائهم من هو أشد بأس منه هو السيد #حسن_نصرالله.

وقتلوا السيد #حسين_بدرالدين_الحوثي وجائهم من هو أشد بأس منه وهو #السيد_عبدالملك الحوثي
والآن دعهم يفرحون لفتره وسيرون من هو أشد بأس من قاسم سليماني بل سيولد الف #قاسم_سليماني وستكون دمائه ودماء إخوانه وقود يدفع كل المجاهدين للأمام. ( وإنا من المجرمون لمنتقمون)

✍🏼 #حسام الدين_وجيه الدين

🔰 #الإعلام_الشعبي_اليمني:‎
🇾🇪 t.center/PopularMediaYE
👥 ‏ان المجاهدين العظماء امثال الشهيد القائد ‎#حسين_بدرالدين_الحوثي
والشهيد الرئيس ‎#صالح_الصماد
والشهيد القائد ‎#قاسم_سليماني باعوا انفسهم لله
ولا يليق بهم الا الشهادة
وقد اختاروا طريقهم بمقاومة الطغاةوالمستكبرين على آمل نيلها فهنيئا لهم ما تمنوه

فالشهادة لا تليق الا بالعظماء امثالهم

✍🏻 #واضح_وصريح

🔰 #الإعلام_الشعبي_اليمني:‎
🇾🇪 t.center/PopularMediaYE
🕋 دعاء ((التمجيد)) مقتبس من دعاء #الإمام_زين_العابدين (ع) في يوم عرفة

☆ بصوت/ #الشهيد_القائد السيد #حسين_بدرالدين_الحوثي

🎵#زوامل_وأناشيد🎵
🇾🇪 T.me/Zawamel
ر، ألم يصف الإنسان بهذا؟ {إِنَّ الإِنسانَ لَظَلومٌ كَفّارٌ} (إبراهيم: من الآية34).

وعندما يذكِّرنا بنعمه في القرآن الكريم هو كذلك لننظر إليها من منظار أنها مظهر من مظاهر رحمته بنا أيضًا ألم تتكرر آيات كثيرة يذكرنا الله فيها بنعمته علينا؟ ألم تتكرر آيات كثيرة يقول لنا فيها: {وَما بِكُم مِن نِعمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ} (النحل53) {وَأَسبَغَ عَلَيكُم نِعَمَهُ ظاهِرَةً وَباطِنَةً} (لقمان: من الآية20) {وَإِن تَعُدّوا نِعمَتَ اللَّهِ لا تُحصوها} (إبراهيم: من الآية34) فكون الأشياء كلها بالنسبة لنا نعمة منه أليس ذلك يعني أنها مظهر من مظاهر رحمته بنا؟ أليس يعني ذلك أنه رحيم سبحانه وتعالى بنا؟



دروس من هدي القرآن الكريم

#معرفة الله_عظمة_الله_الدرس_السابع

ألقاها السيد/ #حسين_بدرالدين_الحوثي

بتاريخ: 25/1/2002م

اليمن – صعدة
في كل لحظة وأنت تبحث عن أن تـنصرف بذهنك إلى هذه الجهة أو إلى هذه الجهة، تقول لك: {هُوَ} وحده {اللَّهِ}.

بالإمكان إذا كنت تبحث عن السلام، تبحث عن الأمن، كما هو حال العرب الآن في صراعهم مع أعداء الإسلام والمسلمين يبحثون عن السلام، ويـبحثون عن الأمن، فلم يجدوا أمنًا ولم يجدوا سلامًا وإنما وجدوا ذلًا وقهرًا وإهانة، ودوسًا بالأقدام. لماذا لا تعودون إلى الله هو الذي سيمنحكم السلام. أليست إسرائيل هي في موقع سلام بالنسبة للفلسطينيين؛ لأنها هي المهيمنة عليهم؟ هل هي التي تخافهم أم هم الذين يخافونها؟

نحن لو التجأنا إلى الله سبحانه وتعالى كلنا وتلك الحكومات التي تبحث، وأولئك الكبار الذين يبحثون عن السلام من أمريكا، ويبحثون عن السلام من روسيا، يـبحثون عن السلام من بلدان أوروبا، بل يـبحثون عن السلام من إسرائيل نفسها، عودوا إلى الله هو الذي سيمنحكم القوة، يمنحكم العزة فتكونوا أنتم المهيمنين على الآخرين؛ لأنكم تمسكتم بالسلام المؤمن المهيمن، وهناك من الذي يستطيع أن يضركم؟ من الذي يستطيع أن يؤذيكم؟ من الذي يمكنه أن يقهركم؟ أوليس هذا هو السلام؟

السلام لا يتحقق لك إلا إذا كنت في موقف عزة وقوة ومكانة، أما أن تأتي تبحث عن السلام وأنت تحت، – كما يصنع الفلسطينيون، وكما يصنع العرب الآن – فإنما هو استسلام، هو استسلام، وأنت في الواقع تحت رحمة عدوك، بإمكانه أن يضربك في أي وقت، بإمكانه أن يختلق لك مشكلة ما مع أي بلد آخر فتدخل في حرب مع ذلك البلد كما رأينا.

هل يريد الناس سلامًا بما تعنيه الكلمة، وأمنًا بما تعنيه الكلمة؟ فليعودوا إلى السلام المؤمن المهيمن، مَنْ كتابه مهيمن على الكتب، ومن سيجعلهم مهيمنين على بقية الأمم وحينها سيحظون بالسلام.

والإسلام هو دين السلام، لكن دين السلام بمعناه الصحيح، ما معناه إقفال ملفات الحرب مع الآخرين ليس هذا هو السلام؟ أن نقول: انتهى الأمر نلغي الجهاد، ونلغي الحروب لنعيش مع الآخرين في سلام. هذا هو ما حصل لنا نحن المسلمين، ما عمله كبارنا، ظلوا يلهثون وراء السلام، ويناشدون الآخرين بأننا نريد السلام ويـبحثون عن السلام، بعد أن ألقوا آلة الحرب وألغوا اسم (الجهاد)، فما الذي حصل؟ هل حصل سلام أم حصل دوس بالأقدام؟ وحصل استسلام. أليس هذا هو الذي حصل؟

افهم، إسلامك الذي سيحقق لك السلام هو دين الله السلام، لكن بمعنى آخر، متى ما سرت على نهج هذا الدين، متى ما تمسكت بهذا الدين، متى ما اعتصمت بالله المشرِّع والهادي بهذا الدين ستكون قويًا، ستكون عزيزًا، ستكون الأعلى {فَلا تَهِنوا وَتَدعوا إِلَى السَّلمِ وَأَنتُمُ الأَعلَونَ وَاللَّهُ مَعَكُم وَلَن يَتِرَكُم أَعمالَكُم} (محمد:35).

ألم يستنكر عليهم أن يدعوا إلى السِّلم وهم في موقف يجب أن يكونوا هم الأعلون؟ فكيف تبحث عن السّلم مع الآخرين وأنت من يجب أن تكون أنت من يحاول الآخرون أن يبحثوا عن السِّلم معك، فتقول لهم: ادخلوا في الإسلام لتحظوا بالسِّلم؛ ليكون لكم ما لنا وعليكم ما علينا. ألم يكن هذا ما يعمله الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) في أيام حروبه، عندما يخيرهم بين واحدة من اثنتين: إما الشهادة بأن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، أو الحرب. أنتم تريدون السلام ادخلوا في هذا الإسلام لتحظوا بالسلام، وإلا فليس أمامكم إلا السيف. حينها يصح أن نقول عن أنفسنا بأننا قد حصلنا على السلام، وحينها سنعرف معنى اسم كلمة إسلام الذي شُوِّه معناه، فأصبح يعني الآن استسلام للآخرين.



دروس من هدي القرآن الكريم

#معرفة الله_عظمة_الله_الدرس_السابع

ألقاها السيد/ #حسين_بدرالدين_الحوثي

بتاريخ: 25/1/2002م

اليمن – صعدة



*#يد_تحمي_ويد_تبني*
*#انفروا_خفافا_وثقالا*

🔰 ​ *ﮩآبو زيـٌـد​*
🚩 *الإعلام الحربي التوعوي:*
؛================
*للإشتراك*/ الأسم والمحافظة
*771227744*🔻 ابو بركـان
https://telegram.me/MediaAwarenessHarbi
🍀القسم الثامن🍀

🔶 أسئلة قبلية:
🔸 – بماذا وعد الله تعالى من ينفقون في سبيله؟
🔸 – لا يمكن أن تخسر حتى نفسك لو قتلت في سبيل الله، فكيف ذلك؟
🔸 – كيف يتهرب الإنسان من الحياة خوفًّا من الموت؟
🔸 – ما هو الإحسان الحقيقي؟ وما هي طريق الحكمة البعيدة عن الجهالات؟

🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀

سلسلة #معرفة_الله (15-15)
دروس من هدي القرآن الكريم
#الدرس_الخامس_عشر
ألقاها السيد/ #حسين_بدرالدين_الحوثي
بتاريخ8/2/2002
اليمن - صعدة

لاحظوا، عندما يدعو الله الناس للإنفاق في سبيله ألم يعدهم بأنه سيخلف عليهم ما أنفقوا؟ ليفهمنا أن العمل في دينه ليس فيه خسارة أبدًا، والنظرة المغلوطة لدينا هي هذه: أن كل من يفكر أن ينطلق في الأعمال في سبيل الله بنفسه وماله يخيل إليه أنه سيقع في الكثير من الخسارة، سيحتاج أن يعطي كذا، سيحتاج أن ناله كذا فيرى نفسه يتعرض للخسارة! إن الله في القرآن الكريم أوضح لنا بأنه ليس في العمل في سبيله أي خسارة أبدًا.
فأنت إن أنفقت يخلف عليك أضعاف ما أنفقت، وأنت عندما تكون تعمل في سبيله فينالك شيء من الألم كله سيكتب لك عملا صالحًا، ذلك الألم الذي قد ينالك على أيدي أعدائك الذين لم تعمل في سبيل ضربهم قد ينالك الكثير من الألم ثم لا يكتب لك شيء. أما إذا كنت في سبيل الله فإن كل حركة من حركاتك، وأي مصيبة تنالك، وأي مشقة مهما كانت بسيطة كلها تكتب لك عمل صالح، وأن يكتب لك عمل صالح مضاعف الأجر حينها ستجد بأن كل ما ينالك ليس وراءه خسارة.
إن الخسارة هي أن يكسر عظام الإنسان على أيدي اليهود وهو بعد لم يعمل ضدهم شيئًا، هذه هي الخسارة. إن الخسارة هي أن يدمر بيتك على أيدي أعداء الله وأنت ممن كنت لا تعمل ضدهم شيئًا، هذه هي الخسارة. حينها سيكون كل ما نالك عقوبة، والعقوبة لا أجر عليها، لا أجر معها. أليست هذه هي الخسارة الحقيقية؟ لكن ليحصل مثل هذا، أو أكثر منه، أو أقل منه في سبيل الله لن يكون خسارة؛ لأنه يكتب لك عمل صالح، مضاعف الأجر عند الله ثم وبناء على هذه القاعدة الإلهية أنه لو وصل الأمر إلى أن تضحي بنفسك ألم تنفق نفسك حينئذ في سبيل الله؟ يقول لك: لن تخسر أبدا حتى روحك وستعود حيا، ألم يقض بهذا للشهداء؟ {وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لا تَشْعُرُونَ} (البقرة:154)، {وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} (آل عمران:169).
لأنك من بذلت نفسك في سبيله، وعلى أنه لا خسارة في التعامل معه سيعيد لك روحك، وتعيش حيًّا ترزق بكامل مشاعرك، وتفرح، وتستبشر بما أنت عليه، وبمسيرة الآخرين ممن يسيرون على نهجك، أنهم يسيرون على طريق حق، وعلى صراط مستقيم، وأن من سيلحق بعدك من إخوانك سينال ما نلته أنت من التعظيم، ومن الحياة في ذلك العالم، حياة مليئة بالفرح والسرور، هل هناك خسارة؟
بل أليس الناس يموتون؟ هذه هي الخسارة أن تموت ثم لا يكون في موتك إيجابية بالنسبة لك، ليس في موتك أي استثمار لك، وهذه هي الخسارة الحقيقية. هكذا يعلمنا الله: بأن كل من ينطلق في سبيله لن يخسر أبدًا، وأن الخسارة هي خسارة أولئك الذين قد يكون واقعهم يؤدي بهم إلى أن يخسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة. ومن يهربون من الموت في الدنيا، هم من يموتون حقيقة، هم من يضيعون في التربة حقيقة، أما الشهداء فإنهم لا يموتون. أوليس كذلك؟
فكل من يخاف من الموت هو الخاسر، هو الذي يريد أن يموت، هو من سيكون موته لا قيمة له، إذا كنت تكره الموت فحاول أن تجاهد في سبيل الله، وأن تقتل شهيدًا في سبيله.
وكلما يقعد الناس عن العمل في سبيل الله إنما هي مفاهيم مغلوطة، كلها وضعية غلط، وكله فهم غلط حتى من يرى أن هناك ما يبرر له قعوده عن أن يجاهد أعداء الله؛ لأنه عالم اكتشف على أساس قواعد [أصول الفقه] أن بإمكاني ألا يجب هذا الواجب عليّ، وأن يكون تعاملي مع الله محدودًا، أستطيع أن أبحث عن الحيل التي تخلصني من أن يجب هذا الواجب عليّ، أليس هو سيموت؟
لماذا تهرب عن هذه الكرامة العظيمة، وربما قد تكون أنت من قد عشت في الدنيا عشرات السنين ومتعت بما متعت في الدنيا، حاول أن تستثمر موتك، لا تبحث عن الحيل، لا تبحث عن المبررات، إنك من يجب لمثله أن ينطلق ليحظى بهذه الكرامة؛ لأن - في العادة - الإنسان لا يبحث عن المبررات وعن الحيل ليقعد، أو لينطلق ليصنف أعمال الآخرين بأنها أعمال حمقاء، أو أنها باطلة كله: الخوف من الموت، هل أنت تخاف من الموت؟ هل أنت تكره الموت؟ حاول أن تعيش حيًا، حاول أن تكون ممن قال الله لنا ومنعنا عن أن نسميهم أمواتًا، الموت ملغي من قائمتهم {وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ} ليسوا أمواتًا إنهم أحياء {بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لا تَشْعُرُونَ} {بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ}.
🍀القسم السابع🍀

🔶 أسئلة قبلية:
🔸 – لماذا تسود الغفلة في واقعنا بدلا من الخوف من العذاب؟
🔸 – ارتباط المؤمن بالحق يعرضه لكثير من المتاعب في نفسه وماله، فهل تعد هذه النواقص خسائر؟ وما هي الخسارة الحقيقة؟

🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀

سلسلة #معرفة_الله (15-15)
دروس من هدي القرآن الكريم
#الدرس_الخامس_عشر
ألقاها السيد/ #حسين_بدرالدين_الحوثي
بتاريخ8/2/2002
اليمن - صعدة

{أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ} (الزمر: من الآية71)؟!! الملائكة أنفسهم يندهشون من أهل جهنم وعندما يرون الملايين تساق إلى جهنم، {أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ} (الزمر: من الآية71) تلك الآيات التي تهديكم، تلك الآيات التي فيها ما يبعدكم عن أن تصلوا إلى جهنم {وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا} (الزمر: من الآية71)؟!
أليس هذا حاصل في القرآن في كثير من الآيات الكريمة، سور بأكملها تتحدث عن اليوم الآخر؟ سور القرآن مليئة بالحديث بالإنذار لعباد الله من اليوم الآخر، بالآيات التي تهدي الناس إلى ما يبعدهم من سوء الحساب ومن عذاب جهنم في اليوم الآخر، أليس هذا في القرآن كثير؟ أليس القرآن في كل بيت؟ فلماذا لا نخاف؟ ولماذا نخاف الآخرين؟ بمجرد ورقة واحدة، أو واحد من زبانيتهم يخيفنا، ولا نخاف من أي شيء من كل ما نسمع الحديث عنه في كتاب الله الكريم، الذي بين أيدينا وفي كل بيت من بيوتنا؟
{قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ} (الزمر: من الآية71) {قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ} (الزمر: من الآية72) ما دام وقد جاءتكم رسل يتلون عليكم آيات ربكم، وقد أنذرتم لقاء يومكم هذا، إذا ًما بقي هناك أي عذر لكم {ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ} (الزمر: من الآية72)
ويقول الله سبحانه وتعالى أيضا: {وَتَرَى الظَّالِمِينَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ يَقُولُونَ هَلْ إِلَى مَرَدٍّ مِنْ سَبِيلٍ} (الشورى: من الآية44)، هل هناك سبيل إلى أن نرجع إلى الدنيا، يبحثون عن الخروج من جهنم بأي وسيلة، ولو بوعد أنهم سيعودون إلى الدنيا ثم ينطلقون في الأعمال الصالحة {هَلْ إِلَى مَرَدٍّ مِنْ سَبِيلٍ} {وَتَرَاهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا خَاشِعِينَ مِنَ الذُّلِّ يَنْظُرُونَ مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍّ} (الشورى: من الآية45)، كأن هذا في القيامة وهم في المحشر؛ ينظرون إلى جهنم؛ لأن جهنم تبرز يوم القيامة كما قال الله: {وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغَاوِينَ} (الشعراء:91) فيرونها وهي تلتهب وتستعر، ويسمعون صوتها، زفيرها، وشهيقها، يتساءلون: {هَلْ إِلَى مَرَدٍّ مِنْ سَبِيلٍ} (الشورى: من الآية44)، هل هناك ما يبعدنا عن هذه النار؟
{وَتَرَاهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا خَاشِعِينَ} مطأطئين رؤوسهم ومستكينين {مِنَ الذُّلِّ يَنْظُرُونَ مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍّ} إلى جهنم {وَقَالَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلا إِنَّ الظَّالِمِينَ فِي عَذَابٍ مُقِيم} (الشورى: من الآية45). المؤمنون وهم يرون أولئك الذين كانوا في الدنيا كبارا، الذين كانوا في الدنيا معرضين عن دين الله ويسخرون من عباد الله سيرون أنهم في خسارة عظيمة، وهم يرونهم في وضع سيء، هكذا خاشعين من الذل ينظرون إلى جهنم نظرات مخيفة، نظرات شزر: لا يحاول أن يملأ عينه من رؤيتها، لا يحاول من شدة الخوف، هناك يتجلى من هو الخاسر، تجلت الخسارة على أفظع ما يمكن أن تتصور: {إِنَّ الْخَاسِرِينَ - حقيقة هم - الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ}، {أَلا إِنَّ الظَّالِمِينَ فِي عَذَابٍ مُقِيمٍ}.
لأنه هنا لاحظوا في الدنيا قد يرى أي شخص من المنافقين إذا ما تعرض الناس لأي شيء فرأوهم مثلا يقادون إلى السجون أليسوا هم من يسخرون؟ أليسوا هم من يرون أولئك المؤمنين خاسرين؟ المنافقون، الجاهلون الذين لا يعرفون من هو الخاسر الحقيقي، يرونك وأنت في السجن، وأنت تعمل في سبيل الله، يرونك وأنت تطارد فيعتبرون أنفسهم أنهم حكماء وأذكياء أنهم هاهم آمنون في بيوتهم، وأن أولئك خاسرون.
وقد يقول للبعض: [ألم نقل لك بأن هذا العمل سيضيعك من بيتك وأهلك؟ كان احسن لك تبطل وتجلس بين مالك وتجلس في بيتك وبين أولادك وما لك حاجة].
🍀القسم السادس🍀

🔶 أسئلة قبلية:
🔸 – لماذا كان الكثير من الآيات القرآنية التي تصف عذاب جهنم تتناول الحديث عن العذاب بالطعام والشراب؟
🔸 – كيف تمثل مشاهد العذاب التي يذكرها القرآن الكريم لونًا من ألوان الرحمة الإلهية بنا؟
🔸 – لماذا يستغرب خزنة جهنم حين يرون المجرمين يتوافدون زمرًا إلى النار؟

🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀

سلسلة #معرفة_الله (15-15)
دروس من هدي القرآن الكريم
#الدرس_الخامس_عشر
ألقاها السيد/ #حسين_بدرالدين_الحوثي
بتاريخ8/2/2002
اليمن - صعدة

{فَإِنَّهُمْ لَآكِلُونَ مِنْهَا فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ} من شدة الجوع يأكل رغما عنه من هذه الشجرة الشديدة المرارة التي يقال كما روي في الأثر: أنه لو أن قطرة واحدة من هذه الشجرة شجرة الزقوم وقعت في الأرض لأمرت على أهل الأرض معائشهم! شديدة المرارة جدًا، وهي أيضا نار هي تغلي في البطن، {فَإِنَّهُمْ لَآكِلُونَ مِنْهَا فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا لَشَوْبًا مِنْ حَمِيمٍ} الإنسان هنا في الدنيا أليس يتعود على أن يشرب أثناء الطعام؟ يأكل زقوم ثم يشرب حميما بعده. كما قال أيضا في آية أخرى يذكر فيها هذه الشجرة أنها نار أيضا ثمرها نار: {إِنَّ شَجَرَتَ الزَّقُّومِ طَعَامُ الْأَثِيمِ كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ} (الدخان:45) - كالزيت المحترق تغلي في البطن - {كَغَلْيِ الْحَمِيمِ} (الدخان:46). كغلي الماء الساخن جدا.
لأنه هنا في الدنيا عادة ما يضل الإنسان، وما يصرفه عن طاعة الله، ويصرفه عن مواقف الحق، هو ما يقدم إليه من إغراءات من قبل الآخرين، والإغراءات طبعا قد يكون كثير منها متعلق بقضية الأكل والشراب، وعندما يكون الإنسان نفسه يريد أن يتوفر له الطعام الجيد والشراب الجيد والسكن الجيد ولو كان على حساب دينه فليعرف أنه سيرى تلك متعة قصيرة تنسى، عارضة في حياته ثم نُسِيت ثم سيكون له طعام من هذا النوع.
عندما يأتي حاكم من الحكام يحكم بالباطل عندما تقدم له[جالونا] من العسل عندما تقدم له خروفا، عندما تنقله إلى بيتك وتقدم له غداء دسمًا فيتعاطف معك فيضيع حق الآخرين مقابل ما أعطيته، نقول له هنا: أنت أضعت الدين، أضعت الحق مقابل طعام وشراب، أنت ستلقى طعاما وشرابا سيئا، وإذا كانت تلك وجبة واحدة فإنك ستأكل من ذلك الطعام البشع في اسمه، البشع في منظره، الذي هو يحرق البطن، ستأكله دائما، دائما، وجبة واحدة تبيع بها الحق، وجبة واحدة دسمة تبيع بها دينك، وجبة واحدة تدخل في موقف باطل؛ لأنه هنا قدم لك غداء دسما وقدم لك عسلا. هناك في جهنم ما يجب أن تتأمله، هناك زقوم، وهناك صديد، وهناك حميم.
كأن الله يقول لنا: إذا آثرتم هذا الطعام في الدنيا، وبعتم به دينكم، فإنكم ستجدون طعاما سيئا تأكلون منه دائما، دائما لا ينقطع أكلكم منه، حينئذ يخاف الإنسان.
لأن الله لرحمته عندما يذكر هذه التفاصيل هو من أجل أن نقارن نحن في الدنيا فنخاف؛ لأنه لا يريد أن ندخل جهنم إلا إذا فرضنا أنفسنا على جهنم رغما عنها، الله لا يريد لعباده أن يدخلوا جهنم، يهديهم، يذكرهم، يخوفهم يعرض تفاصيل هذه النار لأجل أن تقارن بينما تسمع من تفاصيلها وبين ما يعرض لك في الدنيا، طعام وشراب هنا، هناك طعام وشراب، فقارن بينهما، حينئذ تجد بأن هذا الطعام والشراب الذي يقدم لك في الدنيا ليس أهلا لأن تبيع دينك به ثم يكون جزاؤك طعام وشراب من هذا الطعام والشراب السيئ في نار جهنم.
هو لا يذكر هذه الأشياء لمجرد حكاية مشاهد، قصة [حزية أو وسيلة] كما نقول، بل لأن الله سبحانه وتعالى يعلم أن في ذكر هذه التفاصيل إذا ما تأملناها ما يخيفنا وما يردعنا، وسنجدها تفاصيل ماثلة أمام أعيننا كلما عرض علينا شيء من حطام الدنيا.
نقول: لا، هذا الطعام لا أقبله لأن وراءه طعام الزقوم، هذا الشراب لا أقبله وإن كان عسلا مصفى لأن وراءه الصديد والحميم، هذا الثوب، هذه البذلة لا أقبلها لأن وراءها ثياب من نار، وراءها سرابيل من قطران، وهكذا تجد في تفاصيل جهنم إذا كنت واعيًا ما يجعلك تقارن في كل مسيرة حياتك عندما تتعرض للإغراءات من قبل الآخرين التي هي عادة تتعلق بقضية الشراب والطعام.
🍀القسم الخامس🍀

🔶 أسئلة قبلية:
🔸 – هل يميز الله بين من يدخل جهنم من المجرمين لاعتبارات أخرى طائفية أو مناطقية، أو فئوية،... إلخ، غير إجرامهم؟
🔸 – ما التوبة؟ وما معنى فرضها علينا ونحن مسلمون؟
🔸 – شجرة الزقوم، لمن خلقت؟ ومن يزرعها؟ وما ثمارها؟

🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀

سلسلة #معرفة_الله (15-15)
دروس من هدي القرآن الكريم
#الدرس_الخامس_عشر
ألقاها السيد/ #حسين_بدرالدين_الحوثي
بتاريخ8/2/2002
اليمن - صعدة

إذًا فكل من صد عن سبيل الله، كل من ابتعد عن دين الله، كل من أعرض عن هدي الله، وإن كان يحمل اسم مسلم، حكمه حكم أولئك. وهذه قضية مفروغ منها في القرآن الكريم؛ مفروغ منها؛ لأنه من غير الطبيعي، ومن غير المقبول أن تفترض أن المسألة إنما هي مجرد تغيير اسم، فتقول: أولئك فقط لأن اسمهم [كافرين] أما نحن فلو انطلقنا في نفس الأعمال التي تصدر منهم فإننا قد أصبحنا مؤمّنين من عذاب الله، هذا شيء غير طبيعي.
الله البشر كلهم عبيده، وهو رب العالمين جميعًا، ولن يكيل بمكيالين معهم، لن يعذب هذا المجرم على أعمال هي نفسها التي لا يعذب عليها شخصا آخر صدرت منه، وحالته وموقفه حالة هذا الشخص الآخر. لا يمكن، إلا إذا كان هناك توبة.
والتوبة ألم يتوجه الأمر بالتوبة إلى المسلمين؟ لماذا التوبة؟ لو أن المسألة هكذا مفروغ منها أن الكلام كله حول الكافرين حول المشركين أما نحن فقد أسلمنا لما كنا بحاجة إلى توبة إذًا فلماذا التوبة؟ التوبة لا بد منها؛ لأنك أنت أيها المسلم فيما لو اقترفت عملا من أعمال أولئك ستعذب فهذه هي التوبة تب.
والتوبة معناها: الإقلاع عن المعصية، الرجوع إلى الله، الندم على ما صدر من الإنسان من تقصير، من تفريط في جنب الله، من تقصير في الأعمال التي ترضي الله سبحانه وتعالى، ما حدث منه من معاصي لا بد أن يتوب منها، وإذا لم يتب فلا فرق بينه وبين ذلك الشخص الآخر.
ألم يقل عن المنافقين: أنهم في الدرك الأسفل من النار؟ ولا تصدقوا أن المنافقين هم كلهم من يبطن الكفر ويظهر الإسلام. بل إن في المنافقين من ذكر الله عنهم بأنهم في واقعهم معترفون، مؤمنون كإيمان أي واحد منا بأن الله هو رب العالمين، وهو الإله وحده، وأن القرآن من عنده، وأن محمدا رسوله (صلوات الله عليه وعلى آله) ألم يقل هو: {يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَنْ تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِمْ} (التوبة: من الآية64) ألم يقل هكذا؟ يعلمون أن القرآن منزل من عند الله بل هم يخافون؛ لأنهم يعلمون أن الله عليم بذات الصدور، فهو يعلم ما يسرونه في أنفسهم فيخافون أن تتنزل سورة تفضحهم، أي هم مؤمنون بالقرآن أنه من عند الله، ومؤمنون بأن هذا الرجل هو رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله)، الذي يتنزل عليه القرآن، ومع هذا قال الله عنهم: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ} (النساء: من الآية145).
قد يكون هناك فئة، فئة قليلة من المنافقين هم من قد يقال عنهم أنهم في واقعهم مبطنون للكفر، أي هم غير مؤمنين بالله، ولا مؤمنين بكتابه، ولا مؤمنين برسوله، إنما ألجأتهم الظروف إلى أن يتلونوا خوفا على أنفسهم، هذه النوعية من المنافقين إنما تكون في فترات محدودة، في الفترة التي تكون الغلبة فيها لجانب الإسلام، لجانب الحق فيرى الكفار أنفسهم مضطرين إلى أن يتمظهروا بالإسلام من أجل أن يأمنوا على أنفسهم وأموالهم.
لكن تجد المنافقين هم من كانوا كثيرين في المدينة، وهم من أهل المدينة، ومن غير أهل المدينة، وهم من قال عنهم أنهم مذبذبين لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء، فلا هم مع المؤمنين ولا هم كفار مع الكافرين. هم يتلونون يظهر نفسه للكافرين وكأنه معهم، ومتى ما كانت الغلبة للمسلمين أظهر نفسه أنه معهم وتملق لهم، وأظهر أنه واحد منهم، يقول عنهم: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ} (النساء: من الآية145) بل وجدنا القرآن الكريم يتوعد بالعذاب الشديد، بالعذاب العظيم لمن قتل مؤمنًا متعمدًا، يتوعد بالخلود في النار لمن لم يلتزم بحدود الله في المواريث في [سورة النساء] يتوعد، والمواريث تخاطب من؟ أليست خطابًا للمسلمين؟ يتوعد بالعذاب، والخلود في جهنم لمن لا يقف عند حدود الله ويلتزم بما حدده الله سبحانه وتعالى في قضية المواريث وحدها خلي عنك أشياء كثيرة أخرى.
هل من المعقول أن يكون الصد عن دين الله مسموح للإنسان الذي يحمل اسم إسلام؟ وهل معقول أن يكون الإعراض عن هدي الله مسموح لمن يحمل اسم إسلام؟ ستصبح كلمة: [لا إله إلا الله محمد رسول الله] عبارة عن بطاقة تضعها في جيبك، ثم تنطلق إلى أسوأ مما كان عليه المشركون والكافرون في أعمالهم.
🍀القسم الرابع🍀

🔶 أسئلة قبلية:
🔸 – عندما يقول الله تعالى: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا} وكأنه فقط أولئك الكافرون أما نحن من قد أسلمنا - ولو انطلقنا في أعمال كأعمال الكافرين - فهل هذا صحيح أم لا؟
🔸 – كيف يمكن أن يصبح الإسلام وسيلة أمن للمجرمين، وبطاقة ترخيص لهم؟ وكيف صار الإسلام يكيل بمكيالين في قضية الثواب والعقاب لدى بعض المسلمين؟
🔸 – بمَ فسّر القرآن الكريم تجرؤ بني إسرائيل على ارتكاب الجرائم العديدة ومنها قتل الأنبياء؟
🔸 – جاءت عقيدة الشفاعة لدى بعض الفرق الإسلامية أسوأ بكثير من عقيدة اليهود في الخروج من النار؟

🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀

سلسلة #معرفة_الله (15-15)
دروس من هدي القرآن الكريم
#الدرس_الخامس_عشر
ألقاها السيد/ #حسين_بدرالدين_الحوثي
بتاريخ8/2/2002
اليمن - صعدة

نحن هنا نسمع في هـذه الآيات {وَالَّذِينَ كَفَرُوا} (فاطر: من الآية36) وكأنه فقط أولئك الكافرون أما نحن من قد أسلمنا - ولو انطلقنا في أعمال كأعمال الكافرين - فإننا بعيدون عن هذا التهديد، وعن هذا الوعيد. هل هذا صحيح أم لا؟ ليس صحيحا أنه فقط من يحملون اسم كافر هم وحدهم من سيعذبون؛ لأن الكافر لا يعذب على اسمه، لأن اسمه كافر! يعذب على أعماله أعمال يعملها: إعراض عن دين الله، صد عن سبيل الله، عمل في سبيل الطاغوت.
أو لم يكن في المسلمين من كانت أعمالهم أسوأ من أعمال أولئك الكافرين؟ بلى هناك في المسلمين من يظلم، في المسلمين من يصد عن سبيل الله، في المسلمين من يقتل القائمين بالقسط من عباد الله. فهل أن الله سبحانه وتعالى إنما يعذب أولئك على أعمالهم لأن اسمهم كافرين؟!
أما أنت متى حملت اسم إسلام فلن تعذب؟ سيصبح الحال حينئذ يصبح الإسلام عبارة عن رخصة للمجرمين، أنت تريد أن تحصل على ترخيص لترتكب كل الجرائم ثم لا تعذب؟ إذًا قل: [لا إله إلا الله محمد رسول الله]. يصبح الإسلام هكذا، ويصبح الكافرون كل واحد منهم أحمق. أنت لم تسلم لأنك لا تريد أن تبتعد عن هذه الأعمال التي أنت عليها. أسلم إذًا وبإمكانك أن تستمر عليها، ثم عندما تقدم في يوم القيامة سيشفع لك محمد، وتدخل الجنة! يصبح الإسلام حينئذ وسيلة أمن للمجرمين، وبطاقة ترخيص للمجرمين.
فبدلا من أن تكون مجرما، تتهدد بهذا التهديد الشديد، ويواجهك المسلمون بالاحتقار، ويواجهونك بسيوفهم في الدنيا، كن مجرما محترما، أسلم لتكن مجرما محترما.
أليس هذا هو إسلام من يقولون بأن الشفاعة لأهل الكبائر؟! الإنسان هو الإنسان، رغباته، شهواته، مطامعه، هو هو، سواء كان يهوديًا، أو نصرانيًا، أو وثنيًا كافرًا، أو مسلمًا.
أنظر إلى واقع الناس في هذه الدنيا الآن، في هذا الزمان، أليس البشر فيها من طوائف كثيرة؟ اليهودي والنصراني، والوثني، والمسلم، والمسلمون باختلاف طوائفهم؟ انظر إلى واقعهم كناس رغباتهم واحدة، شهواتهم واحدة، مطامعهم واحدة، الإنسان هو الإنسان، الجرائم التي تنطلق منك وأنت كافر هي نفسها إذا ما سرت وراء شهواتك هي نفسها التي ستنطلق منك وأنت مسلم، تنطلق من اليهودي، والنصراني بشكل واحد سواء.
إذًا فلماذا مجرمون يعذبون، ومجرمون لا يعذبون؛ لأنهم يحملون أسماء مختلفة! هل هناك بين الله وبين أحد قرابة؟ أو الله سبحانه وتعالى يداهن أحدا، أو يكيل بمكيالين، كما نقول عن أمريكا؟ الناس هنا يقولون عن أمريكا: أنها تكيل بمكيالين.
إذا ما انطلق الإسرائيلي ليقتل الفلسطيني لا تلتفت إليه، ولا تدينه، وإذا ما اتجه الفلسطيني ليقاوم ويدافع عن نفسه المحتل لأرضه قالوا: إرهابي. قالوا: هذا كيل بمكيالين. لماذا لا تعاملهم سواء على الأقل؟ فتقول: هذا عنف، وهذا عنف، وهذا إرهاب، وهذا إرهاب.
حينئذ ستصبح القضية هكذا: أن الله سيكيل مع الناس بمكيالين، فمجرمون ينطلقون في شتى الجرائم، وكبارها، يظلمون عباد الله، ويصدون عن سبيل الله، ويحرفون دينه، وينشرون الفساد في أرضه، ويهتكون أعراض عباده ثم سيشفع لهم محمد.
الكافر ماذا يعمل إذًا؟! هل هناك نوع آخر لدى الكافر؟ إنما يعمل هكذا عندما نقول: إن الزنا محرم، هو محرم، لكن لماذا يعذب عليه الكافر ولا يعذب عليه من اقترفه ممن يحمل اسم إسلام؟ أليست عملية واحدة؟ وجريمة واحدة عند اليهودي، والنصراني، والكافر والمسلم؟ هي فاحشة. الظلم هو نفسه. ليس هناك نوع من الظلم لا يمكن أن يصدر من الكافر، أو لا يمكن أن يصدر من المسلم، الأعمال واحدة التي نريد أن نفهمها: أن الناس كل الناس على اختلاف العناوين اتجاهاتهم واحدة، وجرائمهم، ومطامعهم، وشهواتهم، ومقاصدهم واحدة، فلماذا ناس يعذبون وناس لا يعذبون على جرائمهم؟ يصبح الدين حينئذ بدلًا من أن يكون دينا للحياة، بدلًا من أن يكون دينًا لمكافحة الجريمة، بدلًا من أن يكون دينًا كما قال الله عنه: ليزكي النفوس، ليطهرها يصبح عبارة عن رخصة لكل من يريد أن يستمر في إجرامه.
🍀القسم الثالث🍀

🔶 أسئلة قبلية:
🔸 – لماذا حاولت معظم الفرق الإسلامية أن تبحث عن أي مخلص، أو مخرج من الخلود في جهنم؟
🔸 – من الذي سيكون أكثر اندفاعا نحو الجهاد والحركة؟ الذين يعتقدون بالخلود في جهنم، أم الآخرون؟ ولماذا يحصل العكس في بعض الأوقات؟
🔸 – القرآن يعالج قضية الخوف من الموت التي تعوق الانطلاقة الجهادية؟ فكيف كان ذلك؟

🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀

سلسلة #معرفة_الله (15-15)
دروس من هدي القرآن الكريم
#الدرس_الخامس_عشر
ألقاها السيد/ #حسين_بدرالدين_الحوثي
بتاريخ8/2/2002
اليمن - صعدة

وتكرر الحديث عن الخلود فيها: {خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا} (النساء: من الآية169) {خَالِدِينَ فِيهَا} تكرر كثيرًا. والخلود في جهنم، الزيدية هم الطائفة - أعتقد - الوحيدة الذين يؤمنون بما نص عليه القرآن الكريم من خلود أهل النار في النار، أما الآخرون فهم من حاولوا - لأن القضية مزعجة جدًا - من حاولوا أن يبحثوا عن أي مخلص، عن أي مخرج من الخلود في جهنم ليطمئنوا أنفسهم نوعا ما.
فإذا كان الزيدية هم أصحاب هذه العقيدة المنسجمة مع القرآن الكريم، مع تصريحات آيات القرآن الكريم بالخلود في جهنم، وهم من يجادلون الآخرين. ألسنا نحن من نجادل الآخرين، نقول: أبدًا، لا، ليس هناك شفاعة للمجرمين، أبدًا ليس هناك أحد سيخرج من جهنم. ألسنا من نجادل الآخرين؟ ولكننا لو رأينا أنفسنا وواقعنا لرأينا أنفسنا أحوج الناس إلى جزء من هذه العقيدة لو كانت صحيحة، ولوجدنا أنفسنا نحن من يجب أن نخاف، ومن نكون أكثر الطوائف الإسلامية جهادا في سبيل الله خوفا من جهنم، وعملا على إعلاء كلمة الله، ووقوفا في وجوه أعداء الله.
لأننا من نقول لأنفسنا ونعتقد - وهي العقيدة الصحيحة - أن جهنم لا أحد يخرج منها، وأن المجرم لا يمكن أن يشفع له الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله). فما بالنا نحن نرى أنفسنا أقل الطوائف اهتماما؟! أضعف الطوائف أثرًا؟! أبعد الطوائف عن أي عمل فيه لله رضا؟
الآخرون نراهم يجاهدون، الإخوة الشيعة من الاثني عشرية، يقاتلون، يجاهدون، ويفجرون أنفسهم في عمليات استشهادية، وهم من في عقائدهم هم قضية الشفاعة، هم مَن ضمن عقائدهم، أو عند الكثير منهم القول بالشفاعة للمجرمين، ليست عقيدتهم كعقيدتنا. إذًا فما بالهم هم يجاهدون، يقاتلون، يضحون، يستبسلون، ونحن من كأن معنا من الله عهد، كما قال لليهود عندما قالوا: {لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدًا فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ} (البقرة: من الآية80)، هل عندكم عهد؟ هل عندكم ضمانة أن النار لن تمسكم إلا أياما معدودة؟ {أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ} (البقرة: من الآية80). بل أنتم تقولون على الله قولًا افتراء عليه. {بَلَىَ} يؤكد من جديد أن هذه العقيدة باطلة {بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} (البقرة:81).
هل نحن الزيدية لدينا عهد من الله؟ فما بالنا، كلنا، علماؤنا، عبادنا، وجهاؤنا، أفرادنا، طلابنا. كلنا قاعدون وكلنا نرى أنفسنا أنه لا أثر لنا في هذه الحياة، وليس لنا عمل في مجال نصر دين الله، في مجال إعلاء كلمته، في إصلاح عباده، في محاربة المفسدين في أرضه. هل هناك عمل يذكر؟ كأننا نمتلك عقيدة أنه لا موت، ولا بعث، ولا حساب، ولا جنة ولا نار {بَلْ كَذَّبُوا بِالسَّاعَةِ} (الفرقان: من الآية11) الساعة القيامة البعث {وَأَعْتَدْنَا لِمَن كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيرًا} (الفرقان: من الآية11) نارا تستعر تتلهب، تتوقد، {إِذَا رَأَتْهُمْ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ} (الفرقان: من الآية12) تبدو هي مشتاقة لأعداء الله، تلتهمهم.
{إِذَا رَأَتْهُمْ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ} هل لجهنم أعين ترى بها أولئك، أم أنه تصوير؟ أنها لما كانت هي محط غضب الله فإنها هي من تتلهف شوقا إلى أن تلتهم أعداء الله فكأنها هي التي تبحث عنهم {إِذَا رَأَتْهُمْ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا} (الفرقان:12)، تستعر، تلتهب لشدة تغيظها وغيظها على أعداء الله. {تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا} صوت هو صوت المتغيظ الذي يمتلئ غيظا على الطرف الآخر، وزفيرا، الزفير: هو صوت الإنسان عندما يخرج الهواء من فمه قويا، والشهيق هو عودة النفس بقوة إلى الداخل.
{وَإِذَا أُلْقُوا مِنْهَا مَكَانًا ضَيِّقًا مُقَرَّنِينَ} (الفرقان: من الآية13) مصفدين بالقيود، هناك العذاب، هناك الحسرات {دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُورًا} (الفرقان: من الآية13) وا ثبوراه، واهلاكاه، معناه دعوا بالهلاك. يرون أنفسهم في أماكن مضيقة من جهنم وهم مقيدون تتحول قيودهم إلى نار، وأجسادهم إلى نار، وعن أيمانهم، وعن شمائلهم، ومن فوقهم، ومن تحتهم طبقات من النار، يدعون هنالك بالثبور [وا ثبوراه] معناها: واهلاكاه. يعني: ما أسوأ ما نحن فيه. نعوذ
🍀القسم الثاني🍀

🔶 أسئلة قبلية:
🔸 – لجهنم سبعة أبواب، فلماذا؟
🔸 – أين منزلة المنافقين من المسلمين في جهنم؟ وعلام يدل ذلك؟
🔸 – ما هي ثياب أهل النار؟
🔸 – كيف يبدو خزنة جهنم؟ وهل هناك مجال لمقارنتهم بجنود العمليات الخاصة من الكومندوز وما شابههم من أتباع الظلمة؟
🔸 – ما ثمرة المقارنة بين الخلود في جهنم والعذاب المتواصل فيها وبين سجون الظلمة التي يهددون بها أهل الحق ليصرفوهم عن منهجهم؟
🔸 – ما هو الأسوأ في جهنم من العذاب على أيدي زبانيتها؟

🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀

سلسلة #معرفة_الله (15-15)
دروس من هدي القرآن الكريم
#الدرس_الخامس_عشر
ألقاها السيد/ #حسين_بدرالدين_الحوثي
بتاريخ8/2/2002
اليمن - صعدة

{لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ} وكأن هذه الأبواب هي أبواب لدركاتها أيضًا، كل طبقة أو كل مقام في جهنم له فئة من الناس، وله باب {لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ} يدخل منه من هو من أهل ذلك الدرك، سبعة أبواب سواء اعتبرتها في سور واحد وكل باب ينفذ إلى درك من دركات جهنم، وكلها سيئة، وكلها ورطة عظيمة أن تدخل من باب جهنم ثم يوصد عليك، ثم إذا حاولت أن تخرج يتلقاك زبانيتها بمقامع من حديد يضربونك فتعود، سبعة أبواب لسبعة دركات.
ووجدنا القرآن الكريم ينص على أن فئة هي محسوبة ضمن المسلمين هم سيكونون في الدرك الأسفل من النار، هم المنافقون، في الدرك الأسفل من النار؛ لأنهم أخبث عباد الله، لأنهم أسوأ البشر، لأنهم أرجس وألعن البشر جميعًا، قال الله عنهم لرسوله (صلوات الله عليه وعلى آله): {هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ} (المنافقون: من الآية4).
المنافقون هم فئة تعمل في أوساط المسلمين تثبطهم عن نصر دين الله، تخوفهم، ترعبهم، ترجف قلوبهم، تشيع الشائعات التي تقلق نفوسهم، تشيع الشائعات التي ترعب قلوبهم. المنافقون في كتاب الله الكريم تحدث عنهم أسوأ مما تحدث عن اليهود، والنصارى، والمجوس، والكافرين، إذا كانت جهنم لها سبعة أبواب، ودركاتها متفاوتة في الشدة، فإن المنافقين في الدرك الأسفل من النار.
يقول الله سبحانه وتعالى: {هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُؤُوسِهِمُ الْحَمِيمُ} (الحج:19) ألم يتحدث أيضا عن الترويشة في جهنم؟ شراب جهنم ثم أيضا يصب من فوق رؤوسهم الحميم، يكونون نظيفين من كل شيء فوق أجسامهم، لكنها ترويشة خطيرة جدًا ليس معها [شامبو] ولا معها صابون [لوكس] ولا أي شيء من أدوات التجميل.
ثوب المجرم فيها كما قال الله في آية أخرى: {سَرَابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمُ النَّارُ} (إبراهيم:50) وهنا يصب من فوق رأس المجرم الحميم {يُصْهَرُ بِهِ} (الحج: من الآية20) يذاب {مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ} (الحج: من الآية20) إذا واحد منا متروش بماء ساخن وغلِط يبقي في [المغراف] قليل ساخن وصبه فوق ظهره كيف يكون ألمه؟ يقوم من مكانه من حرارة بسيطة، أما هذه ترويشة خطيرة: {يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ} إذا أنت في الدنيا هنا تغتسل بالماء الساخن يتحمله جسمك من أجل أن تزيل الوسخ عن جسمك، أما تلك الترويشة في جهنم، فإنها تذيب الجلد كله، تذيب الجلد كله، {يُصْهَرُ بِه} يذاب به {مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ وَلَهُمْ مَقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ} (الحج:22). ثيابهم من نار [تفصيل] قطعت لهم ثياب تفصيل، هنا ثياب التفصيل بثلاثة ألف ونحوها [نجوم] هناك ليس الثوب من نوع [نجوم] بل نار.
كأنه يقول للشباب، طبعا الشباب يكونون حريصين جدا على ثياب التفصيل من أجل أن يبدو جميلا أمام الآخرين، يعرض عن ذكر الله، وهو يعرض عن مجالس الإرشاد، عن مجالس الهداية، يعرض عن كتاب الله، يعيش في أجواء من العشق، والحب، واتباع الشهوات، فهو من يبحث عن ثياب تفصيل ليبدو شكله جميلا، فيعرف أنه قد يكون من أولئك الذين تفصل لهم ثياب في جهنم {قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ} ما هذا يعني تفصيل؟ في موضع آخر قال: {سَرَابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمُ النَّارُ} لم ينس القرآن الكريم أن يتحدث حتى ثياب أهل النار، كل شيء ذكره.
هذه التفاصيل قارن بينها وبين أن تطلِّع على تقرير عن مختلف الأسلحة التي تمتلكها أمريكا مثلا، أو إسرائيل [صواريخ بعيدة المدى] [صواريخ تحمل رؤوسا نووية] قنابل [هيدروجينية] [قنابل ذرية] قنابل كذا، وأسلحة متعددة. أليست كلها من تفاصيل ما يمتلكون من وسائل التعذيب للآخرين؟
🍀القسم الأول🍀

🔶 أسئلة قبلية:
🔸 – لماذا لا تساوي كل أسلحة العالم الفتاكة يوما واحدا من العذاب في جهنم؟
🔸 – ما الفائدة العملية التي تعود علينا حين نتأمل جيدا الآيات التي توعد الله بها من عصاه؟
🔸 – أين محل الاستجابة لله؟ وبماذا يفتدي الإنسان نفسه من عذاب الله يوم القيامة؟ وما الذي يمنع الناس عن أن يستجيبوا لدعوة الله في هذه الدنيا؟
🔸 – لماذا لا تساوي الدنيا وما فيها موضع سوط في الجنة؟ وماذا يعني ذلك؟
🔸 – قد يحصل في الدنيا لك الكثير من وسائل الترف، فما الفارق بينها وبين ما يحصل للمؤمنين في الجنة؟
🔸 – ما الصديد الذي يسقى من أهل النار؟
🔸 – من الأولى بأن يكون أشد وأعظم في مقام الاستجابة لله أكثر من غيره؟
🔸 – هل الخوف من مواجهة الباطل لها مبرر مقبول في أي ظرف، سواء العالم أو غيره؟

🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀

سلسلة #معرفة_الله (15-15)
دروس من هدي القرآن الكريم
#الدرس_الخامس_عشر
ألقاها السيد/ #حسين_بدرالدين_الحوثي
بتاريخ8/2/2002
اليمن - صعدة

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين.
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله الطاهرين.
في دعاء زين العابدين علي بن الحسين -سلام الله عليه- وهو يستعيذ بالله من نار جهنم، في دعاء يصف فيه نار جهنم، ويعلمنا كيف نستعيذ نحن بالله من نار جهنم.
قال عليه السلام: ((اللَهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِكَ مَنْ نَار تَغَلَّظْتَ بِهَا عَلَى مَنْ عَصَاكَ، وَتَوَعَّدْتَ بِهَا مَنْ صَدَفَ عَنْ رِضَاكَ، وَمِنْ نَار نورُهَا ظُلْمَة وَهَيِّنُهَا أَلِيمٌ، وَبَعِيدُهَا قَرِيبٌ، وَمِنْ نَار يَأْكُلُ بَعْضَهَا بَعْضٌ، وَيَصُولُ بَعْضُهَا عَلَى بَعْض، وَمِنْ نَار تَذَرُ الْعِظَامَ رَمِيمًا، وَتَسْقِي أَهْلَهَا حَمِيمًا، وَمِنْ نَار لاَ تُبْقِي عَلَى مَنْ تَضَرَّعَ إلَيْهَا، وَلاَ تَرْحَمُ مَنِ اسْتَعْطَفَهَا، وَلاَ تَقْدِرُ عَلَى التَّخْفِيفِ عَمَّنْ خَشَعَ لَهَا وَاسْتَسْلَمَ إلَيْهَا، تَلْقَى سُكَّانَهَا بِأَحَرِّ مَا لَدَيْهَا مِنْ أَلِيْمِ النَّكَالِ وَشَدِيدِ الْوَبَالِ، وَأَعُوذُ بـكَ مِنْ عَقَارِبِهَا الْفَاغِرَةِ أَفْوَاهَهَا، وَحَيّاتِهَا الصَّالِقَةِ بِأَنْيَابِهَا، وَشَرَابِهَا الَّذِي يُقَطِّعُ أَمْعَاءَ وَأَفْئِدَةَ سُكَّانِهَا، وَيَنْزِعُ قُلُوبَهُمْ، وَأَسْتَهْدِيْكَ لِمَا باعَدَ مِنْهَا وَأَخَّرَ عَنْهَا)).
جهنم كما وصفها الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم في آيات كثيرة هي أشد من أي عذاب يتوعدنا به أي أحد من الجن أو الإنس، هي نار كما قال عليه السلام: ((تغلظ الله بها على من عصاه وتوعد بها من صدف عن رضاه)).
الكل هنا في الدنيا يخضع لأمريكا، ويخضع للدول الكبرى في بلدان أوروبا، والكل هنا في المنطقة العربية خضعوا لإسرائيل خوفًا من أن تلك الدول تمتلك [قنابل ذرية]، وتمتلك [صواريخ بعيدة المدى تحمل رؤوسا نووية]، كل ما لديهم لا يساوي يومًا واحدًا في جهنم.
لو صب الأمريكيون كل ما لديهم من قوة عليك وحدك أنت لما ساوى ذلك كله يومًا واحدًا في نار جهنم؛ لأنك هنا بأول ضربة، بأول شظية ستموت، ثم لا تحس بأي شيء بعد ذلك، ولو صبوا عليك كل أسلحتهم، ولو افترضنا أيضا أنك ستبقى حيًا وصواريخهم توجه إليك، وقنابلهم توجه إليك أيضًا حتى آخر قطعة يمتلكونها لكان ذلك أيضًا لا يساوي ساعة واحدة في قعر جهنم.
التخويف بنار جهنم في القرآن الكريم، التخويف بنار جهنم الذي تكرر كثيرًا في آيات الله في القرآن الكريم، هو جدير بأن نتأمله جيدا كلنا، وأن نتدبر تلك الآيات. حينئذ سيجد كل من تأملها، ومن تدبرها بأن كل شيء في هذه الدنيا من مصائبها، من شدائدها، وكل شيء مما يتوعدك به الآخرون، وكل ما تراه عندما يستعرضون أسلحتهم في الأيام الوطنية، ستراه كله ليس بشيء، ليس شيئا بمعنى الكلمة فعلا أمام هذه النار التي تغلظ الله بها على من عصاه، وتوعد بها من صدف عن رضاه. حينئذ تجد نفسك أنه ليس هناك ما يجب أن يخيفك، ليس في هذه الدنيا ما ينبغي أن تخاف منه أبدا، فلا الموت، ولا [قنابل]، ولا [صواريخ]، مهما كانت فتاكة، مهما كانت عظيمة الدمار.
المؤمنون بحاجة ماسة إلى أن يتدبروا كتاب الله، نتدبره بشكل جيد، وبفهم صحيح، ووعي، نتدبر الآية ونلحظ ونحن نتدبرها ما لدى الآخرين كلهم ممن نخافهم في هذه الدنيا، أو يريدون أن نخافهم، حينئذ سينطلق المؤمن، ينطلق وهو يرى أن كل عمل يعمله في هذه الدنيا أمام كل التهديدات إنما هو عمل يحقق لنفسه به الأمن من هذه النار العظيمة، من نار جهنم.
نار جهنم أكد القرآن على أنها حقيقة، وتناول الحديث عنها وصفَها كاملا: وصف شدة تسعرها، والتهابها، وصف وقودها، وطعامها، وشرابها، ولباس أهلها فيها؛ بل نقل كثيرًا من الكلمات التي يقولها أولئك الذين يتقلبون بين طبقاتها: تحسرهم، صراخهم تألمهم، تأسفهم على تفريطهم في هذه الدنيا.
🍀القسم الأول🍀

🔶 أسئلة قبلية:
🔸 – كيف ينبغي أن نتناول القضايا؟
🔸 – ما القاعدة المهمة والمنهجية التي قدمها الشهيد القائد لنسير عليها؟
🔸 – ما معنى "فاتبعوه واتقوا؟
🔸 – كيف نحصل على رحمة الله؟

🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀
دروس من هدي القرآن الكريم
#اشتروا_بآيات_الله_ثمنا_قليلا
ألقاها السيد/ #حسين_بدرالدين_الحوثي
بتاريخ: 24/1/2002م
اليمن - صعدة

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
{بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِين َالرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيم َصِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ}.
والصلاة والسلام على سيدنا محمد، نبي الأمة، رسول القرآن، الذي بعثه الله رحمة للعالمين ليخرجهم من الظلمات إلى النور، ليتلو عليهم آياته، ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين.
والصلاة والسلام على أهل بيت رسول الله الذين ساروا بسيرته، وتمسكوا بالثقلين من بعده، ونهجوا نهجه، فوقفوا في وجه الظالمين والكافرين والمستكبرين في كل العصور.
السلام عليكم - أيها الإخوة - ورحمة الله وبركاته
هذه هي الجلسة الثالثة، وفي البداية نقدر لكم حضوركم الكبير، ونبارك لكم الأجر الكبير من الله سبحانه وتعالى على مشاركتكم في اجتماعات نتناول فيها جميعًا ما يهمنا كمسلمين، نتناول فيها جميعًا ما يهمنا كمؤمنين من أتباع الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) والقرآن الكريم، وعترة المصطفى (صلوات الله عليه وعليهم).
وكما أسلفنا في الجلسة السابقة ما تمتاز به مثل هذه الاجتماعات هو: أن نتناول فيها القضايا من واقع الشعور بالمسئولية بجدية واهتمام وعمل؛ إن كنا صادقين في التمسك بالقرآن الكريم والرسول وأهل بيته (صلوات الله عليه وعليهم). فالقرآن الكريم كتاب عملي، كتاب يتحرك، كتاب يواكب كل الأحداث، والمتغيرات في هذه الدنيا.
والرسول (صلوات الله عليه وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين) كان كذلك نبيًا عظيمًا يتحرك بحركة القرآن، يتحرك بحركة الوحي الذي يتنزل عليه بين حين وآخر، يتحرك والوحي بعد لم يكتمل إنزاله إليه، فإن كنا من أتباع أهل البيت الذين رأسهم الإمام علي (عليه السلام) الذي قال له الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله): ((ستقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله)). من قال فيه: ((علي مع القرآن والقرآن مع علي)). فكان علي يتحرك بحركة القرآن، بل كان في حياته قرآنا ناطقًا، وكذلك الأئمة الصادقون من أولاده ممن ساروا بسيرته.
لنقل لأنفسنا وللناس جميعًا من حولنا: يجب أن نستشعر أن علينا أن نستأنف حياة جديدة، وأن نقول لزمن اللا مبالاة، زمن اللا اهتمام، اللا شعور بمسئولية: يجب أن يولي.
نحن - أيها الإخوة - لو سألنا أنفسنا، وسألنا كل واحد منا: هل أنت مسلم؟ هل أنت مؤمن؟ هل أنت مؤمن بالله وبرسوله وبكتابه؟ هل أنت مؤمن بهذا القرآن العظيم؟ لأجاب كل واحد منا: نعم. ولما رضي أي واحد منا لنفسه أن يقال بأنه غير مؤمن بهذا كله.
فإذا كانت هذه حقيقة نحن نقر بها فإنها ميثاق بيننا وبين الله سبحانه وتعالى: {وَمِيثَاقَهُ الَّذِي وَاثَقَكُمْ بِهِ إِذْ قُلْتُمْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا} (المائدة: من الآية7) هل أحد منا يمكن أن يقول: سمعنا وعصينا؟ لا. كلنا نقول، وكلنا نشهد على أنفسنا بأننا لا نستطيع أن نقول إلا سمعنا وأطعنا.
إذًا بين أيدينا الكتاب الكريم، القرآن الكريم، وبين أيدينا في واقع الحياة أحداث كثيرة، هذا الكتاب الكريم يكشف عن حقائقها، ويكشف عن واقعها؛ لأنه كما قال الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) فيه: ((فيه نبأ ما قبلكم، وخبر ما بعدكم)).
ونحن عندما نجلس في مثل هذا الاجتماع لنتحدث عن أحداث كثيرة من حولنا في هذا العالم إنما لنناقشها على ضوء القرآن الكريم، بعد أن نكون قد قطعنا على أنفسنا عهدًا بأن نلتزم به، وأن نثق به ككتاب من عند الله سبحانه وتعالى، من عند الله {الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} (الفرقان: من الآية6) الذي يعلم ما بين أيدينا وما خلفنا، الذي يعلم الغيب والشهادة، أنه كتاب هدى، أنه نور، أنه بيان، أنه شفاء لما في الصدور.
لنعود بجدية إلى التمسك بالقرآن الكريم كما يريد الله سبحانه وتعالى منا إذ يقول: {وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} (الأنعام:155) لننظر هل القرآن الكريم له نظرة حول ما يحدث؟ هل له موقف حول ما يجري في هذا العالم؟ هل يريد منا أن نتحمل مسئولية ما؟ هل يريد منا أن نعمل عملًا ما؟ هل يريد أن يكون لنا موقف من كل ما يجري؟ من كل ما يحدث؟
🍀القسم الخامس🍀

🔶 أسئلة قبلية:
🔸 – هناك من يتحجج بعدم السعي إلى تبليغ هدى الله للناس بأنه ليس مؤهلا، وأنه بحاجة إلى إصلاح نفسه، فينأى بنفسه عن كل عمل إرشادي، فكيف رأي الشهيد القائد هذه القضية؟
🔸 – كيف نسعى إلى أن نجعل المضلين تحت أقدامنا؟
🔸 – هل يكفي أن تنأى بنفسك عن الضلال ولا تشارك في إرشاد الآخرين؟
🔸 – كيف كانت روحية الأنبياء ومشاعرهم تجاه الناس حتى من أعدائهم؟

🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀

دروس من هدي القرآن الكريم
#معرفة_الله_وعده_ووعيده_الدرس_العاشر
{رَبَّنَا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلاَّنَا مِنَ الْجِنِّ وَالإِنْسِ}
ألقاها السيد/ #حسين_بدرالدين_الحوثي
بتاريخ: 5 من ذي القعدة 1422هـ
الموافق: 29/1/2002م
اليمن - صعدة

فالذي ينبغي علينا هو أن نهتم بهذا الجانب، أن ننشر فكلنا في هذا [المجلس]، نحن نبحث عن الهدى أليس كذلك؟ ونحن نتعرف على المضلين، ونتعرف على من أضلانا هنا في الدنيا. أليس كذلك؟
إذًا من واجبنا وفضيلة عظيمة لنا أن نكون سبّاقين إلى أن نعمل أيضًا في إيصال ما عرفناه من الهدى، إيصال ما فيه إنقاذ الآخرين من الضلال، أن نعمل بجد على إيصاله إليهم، نجمع كم ما أمكن من الأشخاص الذين يهتمون بالنشر نشر الأشرطة [الفيديو] أو [الكاسيت] تنشر.
وأعتقد باعتبار أنها طائفة واحدة [زيدية] يتقبلون من بعضهم بعض فيكون لكل واحد منا فضيلة أن يهدي الله على يديه ولو شخصًا واحدًا من الناس، هذه فضيلة عظيمة، ويكون الناس هنا في هذه المنطقة هم السبّاقين في مجال توعية الآخرين، وهدايتهم وإنقاذهم من الضلال.
ولأننا نجد فعلًا وليس ادعاء شيء لأنفسنا لا نجد في الساحة عملًا بالشكل المطلوب لإنقاذ الناس من الضلال، هل تسمعون من التلفزيون شيئًا؟ أو تسمعون من الإذاعات شيئًا، أو حركة أخرى؟
هناك حركات أخرى إما حركة علمية منزوية على نفسها داخل مركز، أو مسجد فقط، أو حركة علمية تعمل في جانب وتخرب في جانب آخر، ممن ينطلقون لتحذير الناس من الشباب المؤمن والكلام فيهم وفي العلماء الذين ينتمون إليهم، وهذا نفسه جزء من الإضلال.
نحن بحمد الله ـ ربما ـ قد تأهلنا إلى أن يكون لنا عمل يكون له أثره في مجال هداية الناس، وإنقاذ الناس، ولن ننطلق في حديثنا إلى التحامل على أحد من الآخرين من أبناء هذه الطائفة لا عالم ولا متعلم ولا مدرسة، ولا شيء.
همنا هو: أن نعمل في إصلاح الناس، ولا نبالي إذا كان هناك من يعارض؛ لأننا كما عودنا أنفسنا على ألا نبالي بمن يعارضنا، فكم قد حصل في الماضي وإلى الآن معارضة طويلة ومستمرة لم نكن نكترث بها. هذا شيء طبيعي قد يحصل لأي إنسان ينطلق في عمل أن يلقى من يعارضه سواء وأنت في طريق الحق أو في طريق الباطل ستلقى من يعارضك، تلقى من يشاققك، تلقى من يتكلم عليك، تلقى من يشوه عملك، من يعمل على الحط من مقدار عملك، بل قد تلقى من يكفرك أو يفسقك، أو.. كم من العبارات تنطلق!
لنصل إلى اهتمام يكون أكثر من اهتمام الكافرين بالنسبة للمضلين، أليس هؤلاء الكافرون حكى الله عنهم بأنهم أصبح لديهم اهتمام بأن يجعلوا المضلين تحت أقدامهم؟
فنحن من يجب أن نسعى إلى أن نجعل المضلين تحت أقدامنا، وإن لم يكن بمعنى الكلمة حقيقة؛ فليكونوا منبوذين هم وضلالهم، وكل ما يأتي من لديهم لا قيمة له عندنا، أي ولو مجازًا تحت أقدامنا أي: لا قيمة له ولا اعتبار له، ولا نتأثر به ولا نلتفت إليه، ولا نتركه أيضًا يؤثر في الآخرين، وأن يكون كل شخص منا إذا ما سمع من آخر تنبيها له على أن يبتعد عن فئة ضالة فيقال له: هذه الفئة ستضلك، أو شخص سيضلك أن يهتم بالمسألة.
ولاحظ هنا هم كيف حكى الله عنهم أن اهتمامهم وصل إلى درجة أنهم يريدون أن يعرفوا حتى من أضلهم من الجن وليس من الإنس {رَبَّنَا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلَّانَا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ نَجْعَلْهُمَا تَحْتَ أَقْدَامِنَا لِيَكُونَا مِنَ الْأَسْفَلِينَ} (فصلت: من الآية29).
هذا ما أردت إكمالًا للحديث حول هذا الموضوع، وأننا لا نستطيع أن نجعلهم تحت أقدامنا ولو مجازًا إلا بعمل.
وإذا كنت ترى نفسك في نعمة أنك تسير على طريق هداية، أنك تتعرف على المضلين، وتعرف إضلالهم، وترى نفسك بأنك بحمد الله أصبحت في طريق الابتعاد عنهم، فإن من واجبك أن تهتم بالآخرين، وهذه هي روحية الأنبياء، وروحية النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، الذي كان حريصًا على هداية الآخرين، حريصًا جدًا ومهتما جدًا.
يجب أن نتأسى به، وأن نقتبس من روحيته هذه الروحية العالية، أن يكون لديك اهتمام بالآخرين، الآخرون هم مثلنا قد يكون الضلال انطلى عليهم؛ لأنهم لم يعرفوا، ولم يأت أحد يعرفهم، ولم يأت أحد يبين لهم.
🍀القسم الرابع🍀

🔶 أسئلة قبلية:
🔸 – الناس بطبيعتهم، بفطرتهم مجبولون على قبول دين الله، على الاهتداء بهدي الله، فمن أين جاء الضلال؟
🔸 – كيف يهتم الناس اليوم بمعرفة من أضلوهم، وكيف سيكون هذا الاهتمام يوم القيامة؟
🔸 – من هم الذين يريدون أن يحولونا بعد إيماننا إلى كافرين؟ وما هي وسائلهم؟

🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀

دروس من هدي القرآن الكريم
#معرفة_الله_وعده_ووعيده_الدرس_العاشر
{رَبَّنَا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلاَّنَا مِنَ الْجِنِّ وَالإِنْسِ}
ألقاها السيد/ #حسين_بدرالدين_الحوثي
بتاريخ: 5 من ذي القعدة 1422هـ
الموافق: 29/1/2002م
اليمن - صعدة

تكملة للموضوع السابق
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين.
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله.
مناسب أن نستكمل الحديث حول قول الله تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا رَبَّنَا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلَّانَا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ نَجْعَلْهُمَا تَحْتَ أَقْدَامِنَا لِيَكُونَا مِنَ الْأَسْفَلِينَ} (فصلت:29).
لأن هذه الآية تكشف اهتمامًا كبيرًا وندامة شديدة، وحسرة عظيمة عند أهل النار؛ لأن كل من يدخل النار لا يدخل إلا بسبب آخرين، مضلين يضلونه عن دين الله، عن هدي الله؛ ولهذا وجدنا في عدة آيات على مستوى الأمم، وعلى مستوى الأفراد كل يتحسر، ويتندم، ويتحول إلى عدو يبحث عمن أضله، ويطلب من الله المزيد من العذاب لمن أضله.
لأن الناس بطبيعتهم، بفطرتهم مجبولون على قبول دين الله، على الاهتداء بهدي الله، وإنما يأتي الضلال من قبل أطراف أخرى، أمة تضل أمة، أو فرد يضل أمة، أو شخص يضل شخصًا من شياطين الجن والإنس.
فبالتأكيد أن هذه الآية تدل على أنه تجلى للناس جميعًا وهم في جهنم، وهم في ساحة المحشر أن من أوصلهم إلى الهاوية إلى المصيبة العظمى هم أطراف أخرى أضلوهم.
وإذا كررنا الحديث حول هذا الموضوع فلأنه موضوع مهم؛ لأنه الشيء الذي نلمسه لسنوات عديدة، ونحن كنا نتحرك في مجال محاربة ضلال الوهابيين، نتحدث مع الناس حول المضلين، وحول ضلال الوهابيين وغيرهم من اليهود والنصارى، وغيرهم من المضلين.
كنا نلمس بأن هذا هو الموضوع الذي لا يحظى باهتمام كبير، ولا يستثير مشاعر الناس، ولا يستثير غضبهم، ولا يثير اهتمامهم.
وهذه الآية الكريمة تخبرنا بأن الكافرين، كل من دخلوا النار ـ النار ليست خاصة بالكافرين بالمعنى الذي نعرفه؛ لأن ما أكثر الكافرين بمعنى الرافضين لدين الله، أو الرافضين لمبادئ مهمة من دين الله، أو الرافضين لجملة من هدي الله وأحكامه، كلهم يشملهم اسم الكفر ـ هؤلاء أصبحوا يبحثون بكل جد واهتمام عمن أضلهم وليس فقط من الإنس بل يريدون من الجن والإنس {أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلَّانَا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ}، هذا يدل على اهتمام، ليس فقط من أضلوهم من الإنس حتى من الجن فين هم؟ هاتهم {نَجْعَلْهُمَا تَحْتَ أَقْدَامِنَا لِيَكُونَا مِنَ الْأَسْفَلِينَ}.
وقلنا أكثر من مرة: أن الوقت المناسب للبحث عن المضلين، لمعرفة المضلين، هو هنا في الدنيا، فلماذا نجد أنفسنا لا نكترث إذا ما قلنا لفلان لا تجالس فلانا قد يضلك، هذا إنسان مضل، لا يهتم ولا يبالي ولا يكترث بالمسألة.
إذا قلنا الطائفة الفلانية قد تضلك، إذا قلنا اليهود والنصارى الله أخبرنا بأنهم يعملون على أن يردونا بعد إيماننا كافرين، على أن يحولونا إلى أولياء لهم. كذلك لا تلمس اهتماما بالشكل المطلوب، واكتراثا بالقضية بالشكل المطلوب.
فكل واحد منا، كل واحد منا يجب عليه أن يرجع إلى هذه الآية لتعرف كيف وصل الأمر بهؤلاء إلى أنهم يريدون أن يتعرفوا على من أضلهم من الجن وليس فقط من الإنس، وأي طرف أضلهم حتى وإن لم يكونوا يعرفون اسمه أو يعرفون عنوان الطائفة التي ينتمي إليها، هم يريدون من الله أو يطلبون من الله بأن يريهم.
أما نحن هنا في الدنيا فنحن نقول للناس ونقول لأنفسنا: الوهابيون يريدون أن يضلونا، اليهود والنصارى يريدون أن يضلونا، بالاسم نُعرِّف، قد نقول، وقد يقول غيرنا لشخص أو لفئة معينة: فلان يريد أن يضلكم، فلان قرين سوء قد يضلكم، فلا يكترث الكل بكلام من هذا!
نحن في هذه الأيام نتحدث حول قضية: اليهود والنصارى وما حكى الله سبحانه وتعالى عنهم من أنهم يريدون أن يحولونا بعد إيماننا إلى كافرين، وأنهم يريدون أن نتخذهم أولياء، أليس هذا هو ما يدور في هذه الأيام؟ ثم إذا رجعنا إلى هؤلاء المضلين نجدهم كلهم أصحاب إمكانيات هائلة، اليهود، النصارى، الوهابيون كلهم أصحاب إمكانيات هائلة، ولديهم وسائل متعددة: وسائل إعلام، وسائل نشر، دعاة، مروجون، كتَّاب، إمكانيات هائلة، لديهم محطات فضائية توصل البث إلى كل منطقة.
🍀القسم الثالث🍀

🔶 أسئلة قبلية:
🔸 – عبارات مثل: (هناك دعاة للضلال، وهناك مضلون يريدون أن يضلوكم)، لماذا يكون وقعها باردا على كثير من الناس؟
🔸 – تقديس بعض الأشخاص قد يذهب بنا في سياق الخصام يوم القيامة بين الاتباع ورؤسائهم، فكيف ذلك؟
🔸 – كيف تكون خطورة التأثير السلبي من الأشخاص الذين يحسنون إلينا في جوانب كثيرة؟

🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀

دروس من هدي القرآن الكريم
#معرفة_الله_وعده_ووعيده_الدرس_العاشر
{رَبَّنَا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلاَّنَا مِنَ الْجِنِّ وَالإِنْسِ}
ألقاها السيد/ #حسين_بدرالدين_الحوثي
بتاريخ: 5 من ذي القعدة 1422هـ
الموافق: 29/1/2002م
اليمن - صعدة

كثير من الناس ـ وهذا الشيء الملموس فعلًا ـ عندما تقول: هناك دعاة للضلال، وهناك مضلون يريدون أن يضلوكم، وهناك كذا وهناك كذا، ترى هذا المنطق باردا عند الناس، باردا لا يحرك فيهم شيئًا، لتعرف أنها قضية خطيرة أنظر ماذا يقول هؤلاء؟ {رَبَّنَا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلَّانَا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ نَجْعَلْهُمَا تَحْتَ أَقْدَامِنَا لِيَكُونَا مِنَ الْأَسْفَلِينَ} (فصلت:29).
لاحظ أن يقولوا هذا الكلام على الرغم من شدة الأهوال، على الرغم من يقينهم بأنهم هم أصبحوا من أهل النار، أليست هذه قضية مخيفة جدًا؟ قد تنسيك أي شيء آخر، قد تنسيك عدوك، قد تنسيك وليك، قد تنسيك كل شيء؟ لكن على الرغم من ذلك لا تزال هذه القضية هي أبرز ما يتجلى أمامهم؛ لأنهم سيقولون [كل ما وقعنا فيه هو من هذا، من أجل هذا الطرف] فكل غضبهم، كل أسفهم يتحول إلى كتلة من الحقد على أولئك الذين أضلوهم، أين هم؟ أرنا؛ لنجعلهم تحت أقدامنا، أليسوا تذكروا هناك أن يقولوا هكذا؟ مما يدل على شدة الحسرة والندامة.
تتحدث هنا مع الناس وتقول لهم: الوهابيون يضلون الناس، يجب أن نتعاون في أن نحافظ على عقائدنا، كلمة [عقائدنا] كلمة ليست مهمة جدًا مثل أن نقول نحافظ على أموالنا، أو نحافظ على مصالحنا، وأشياء من هذه، يتحرك الناس وسيبذلون أموالًا كثيرة إذا ما تشاجروا على شيء لا يساوي نصف ما يبذلونه من مال، فيبذلون أموالا كثيرة، ويتعادون، ويعادي بعضهم بعضا وإن كانوا أسرة واحدة، لكن أن يقفوا بنصف هذا الشعور أو بربع هذا الشعور مع أعداء الله المضلين، أبدًا، لا.. لا يحصل هذا.
قد يكون مستعدًا أن يعطي مئة ألف وخصمه يعطي مئة ألف ريال للحاكم الفلاني، أو للمقوَّل الفلاني، لكن هات ألف ريال نشتري به أشرطة ننشرها في سبيل الله لنبين للناس العقائد الصحيحة، الألف هذا هو غير مستعد أن يعطيه حتى وإن كان هو في الأخير من سيكون ضحية لضلال أولئك، الذين تريد أنت من خلال طلبك إياه أن يعطيك ألف ريال تنشر أشرطة فيها كلام جيد، أجوبة على من يضلون الناس بعقائد باطلة، لا يهمه ذلك! مع أنك ستبدو في مصلحته هو، سيكون عملك مما يحافظ على سلامة دينه هو، وسلامة أولاده، وسلامة أسرته، فتكون قضية لا يهتم بها، هو مشغول [تشغلونا بعد الوهابيين ونحن مشغولين بين حقنا]!
ما هو حقه؟ سيقول لك: حقي قطعة من محجر، لا تساوي نصف ما يبذله من خسارة. أليس الناس يبدون مهتمين بهذا جدًا، لكن هناك مضلون هناك دعاة ضلال هناك كذا، كله كلام بارد، بارد، إلى آخره.
ارجع إلى الآيات هذه وسترى كيف أنه يجب أن يكون هذا الموضوع هو ما يسيطر على كل اهتمامك ومشاعرك، وإلا فقد تكون ممن يقول: [أين هم؟ أرنا الذين أضلانا؟ أين هو المطوع الفلاني فلان أو فلان؟ الزعيم الفلاني المسؤول الفلاني، نجعلهم تحت أقدامنا؟] لا ينفع.
أكرر بأن هذه الآيات يجب أن ننطلق منها لنبحث عن أي شخص نقارنه ما مواقفه؟ ما اعتقاداته؟ هل سيكون من ذلك النوع الذي سأقول: {يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ}، أرفضه الآن، وأجعل بيني وبينه بعد المشرقين الآن.
أولئك الذين نقدسهم تحت عناوين الصحابة.. ونحوها، إذا ما اكتشفت بأن ما صدر منهم هو مما أضل الأمة؛ فتبرأ الآن.. تقدسهم، تنزههم، تدافع عنهم، بمنطق باهت لا تملك حجة، وهدي الله يحجك أيضًا، متمسك بهم، متمسك بهم، [مرفِد] للصحابة لا يسقط أبو بكر، في يوم القيامة في الآخرة قد تكون ممن يقول هذا.
فلاحظ كيف عرض القرآن الكريم: بشكل أمم، وبشكل كبار زعماء ووجهاء، وبشكل جلساء قرناء، أليست كل الفئات؟ يقول لك: ابحث قبل أن تربط نفسك بهذا الشخص، بهذا الزعيم، بهذا الكبير، بهذا الوجيه، بتلك الأمة، بتلك الفئة، انظر قبل، لا تربط نفسك بهم قبل أن تتأكد بأنهم ليسوا من هذه الفئات التي سيندم من ارتبط بها يوم القيامة حيث لا ينفع الندم.
Ещё