👤 الإمام زيد ثورة ومنهج
✍🏻 #أميرة السلطانمرت بنا في هذا الشهر (شهر المحرم) ذكرى استشهاد الإمام الحسين عليه السلام، وها هي في نفس هذا الشهر وبالتحديد في يوم الخامس والعشرين منه تمر بنا ذكرى أليمة أخرى وفاجعة كبرى تدل على وحشية الطغيان الأموي، وهي استشهاد الإمام الأعظم زيد بن علي- عليهما السلام-
▪ نشأته عليه السلام
نشأ الإمام زيد وتربى في ظل الإمام زين العابدين وسيد الساجدين الذي أولى الإمام زيد كل الرعاية والاهتمام، فكان الإمام زيد نعم الطالب النجيب، فأخذ العلوم عن والده بحنكة وذكاء وأدب قل له نظير، حتى قال عن نفسه (والله ما كذبت كذبة منذ عرفتُ يميني من شمالي، ولا انتهكت لله محرماً منذ عرفت أن الله يؤاخذني على ذلك).
اهتم الإمام زيد-عليه السلام -بالقرآن الكريم تلاوةً وحفظًا وعملًا فلُقبَ ب (حليف القرآن).
▪ تحرك الإمام زيد عليه السلام
كان الإمام زيد -عليه السلام- أحد الآل الطاهرين الذين رفضوا الظلم ولم يسكتوا يومًا عنه، فكان يرى ظلم بني أمية وما فعلوه في دين الله وما عبثوا فيه فأصبحت المحرمات شيئاً عادياً كشرب الخمر والزنا.
ومما حصل للأمة أيضا في عهد الطغيان الأموي، هو أن مستشاريها قد أصبحوا من اليهود يُعينون ويعزلون من يريدون، حتى وصل الحال بمستشار هشام بن عبدالملك (اليهودي) أن يسب النبي محمد صلوات الله عليه وآله في حضرة الإمام زيد، فقام الإمام زيد من ساعته مدافعًا عن النبي فما كان من هشام إلا أن زجر الإمام زيد قائلاً (مهٍ يا زيد لا تؤذِ جليسنا)
ذلك من حكام الأمة في عهد الإمام زيد وهذا واقعه لدرجة أنه قال:(والله لا يأمرني أحد بتقوى الله إلاّ ضربت عنقه)
فكان لابد لمن كان من سليل النبوة والبقية الباقية ممن نجا من كربلاء ومن كان جده الحسين الذي رفض الظلم وقام بتلك الثورة العظيمة، إلاّ أن يثور ضد الحكام المنتهكين لحرم الله بعد أن أرسل رسالة عظيمة للعلماء مبلغًا إياهم الحجة.
لكنهم للأسف سكتوا وخنعوا لحكام الجور والظلال فتركوه في الساحة وحيدًا
▪ ثورته عليه السلام
كانت ثورة الإمام زيد عليه السلام ضرورة حتمية لتصحيح المسار وتقويم الاعوجاج الذي وصلت إليه الأمة، فكان دائمًا يردد الحديث الذي رواه هو عن رسول الله صلوات الله عليه وآله قائلاً (لا قدست أمة لا تأمر بمعروف ولا تنهى عن منكر، ولا تأخذ على يد الظالم، ولا تعين المحسن، ولا ترد المسيء عن إساءته)
فحرك الإمام زيد من الأمة من كان فيهم بعضٌ من إيمانٍ للنهوض بالمسؤولية الكبرى وانتشال الأمة مما هي فيه فقام بثورته العظيمة
في بداية ثورته بايعه الآلاف من الناس، ولكن للأسف لم يثبت معه إلاّ مائتان وثمانية عشر مجاهدًا، وعلى الرغم من قلة العدد إلاّ أنه قال (فوالله لو لم إلاّ أنا وابني يحيى لخرجت عليه وجاهدته حتى أفنى)
وكان مما قاله لأصحابه مؤكدًا على ضرورة الوعي العالي (عباد الله لا تقتلوا عدوكم على الشك فتضلوا عن سبيل الله، ولكن البصيرة البصيرة ثم القتال، فإن الله يجازي عن اليقين أفضل جزاء يجزي به على حق، أنه من قتل نفساً يشك في ضلالتها كمن قتل نفساً بغير حق، عباد الله البصيرة البصيرة)
▪ شهادته عليه السلام
بدأت المعركة بنصر ساحق لجيش الإمام زيد عليه السلام فقتل من جيش الطغاة ألفا مقاتل، ولكن ما إن وصل إلى الكوفة حتى بدأ الجيش يتناقص، فقال عليه السلام لنصر بن خزيمة (يا نصر إني أخاف أهل الكوفة أن قد جعلوها حسينية؟!)
وفي أثناء المعركة أصيب عليه السلام بسهم في جبهته فنال الشهادة فرحًا بها قائلاً (الشهادة الشهادة الحمد لله الذي رزقنيها)
نال وسام الشهادة عليه السلام بعد أن أدى واجبه تجاه أمة جده رسول الله، ارتقى وهو مرتاح الضمير بعد أن جاهد في الله حق الجهاد ولم يتوانَ عن نصرة المظلومين والدفاع عنهم.
رحل الإمام زيد -عليه السلام -وقد أثرى مكتبة الأمة بالعديد من المؤلفات التي تدل على فكره النيّر، فما زالت الأمة إلى اليوم تستفيد من هذا الفكر العظيم.
إن منهج الإمام زيد -عليه السلام -منهج القرآن الكريم، والإمام زيد- عليه السلام هو فكرٌ وليس مذهبًا وليس حكراً على أحد، فالأمة تنهل من فكره الكثير وتستلهم من ثورته معاني القيم والأخلاق والشجاعة والبطولة والإقدام.
فسلام سلام.
🔰 #الإعلام_الشعبي_اليمني:
🇾🇪 t.center/PopularMediaYE