منظومة في أبي الفضل العباس عليه السلام
كيفَ يُجلّي شاعرٌ للناسِ
بشعرِهِ بطولةَ العباسِ
فوصفُها يعجزُ عنهُ الشعرُ
وفي معانيها يحارُ الفكرُ
لكنني سأكتفي ببعضِ ما
يمكنني في وصفِها أنْ أنظما:
جيوشُهُمْ قد زُلزلتْ زلزالا
لمّا أبو الفضلِ عليهمْ صالا
تغيرتْ من بأسِهِ ألوانُهم
وارتجفتْ من فزعٍ أبدانُهم
صبَّ على الأعداءِ بركانَ الغضبْ
فما رأوا من حيلةٍ سوى الهربْ
ومن توانى في الهروبِ أو وقفْ
بسيفهِ العباسُ رأسَهُ قطفْ
يشدُّ في صفوفهم مدمِّرا
وصوتُهُ دوّى بهم مزمجِرا
كأنَّهُ صاعقةٌ قد نزلتْ
جموعهم من هولِها قد أعولتْ
يغوصُ في الأوساطِ مثلَ حيدرةْ
ميمنة يقلّبُ فوقَ ميسرةْ
يجرفهمْ كالسيلِ أينما نَحا
يطحنُهمْ بسيفِهِ طحنَ الرحا
لم تثنهِ عن قصدِهِ الألوفُ
فانفرجت أمامَهُ الصفوفُ
وانكشفوا عن ضفّةِ الفراتِ
من خوفِهِ حرصاً على الحياةِ
فأقحمَ الجوادَ في قلبِ النَهَرْ
وقلبُهُ من الظما قد انصَهَرْ
ومذْ رأى المياهَ تجري عذبةْ
أراد أنْ يشربَ منها شربةْ
فنفسُهُ في تلكم الصحراءِ
ظمئآنةٌ تهفو لرشفِ الماءِ
لمّا انحنى ليغرفَ القليلا
بِكفِّهِ ليُطفئ الغليلا
تذكَّرَ الحسينَ والأطفالا
فعافَهُ والدمعُ منهُ سالا
لم يشربْ الماءَ على ظماهُ
حبّاً بمولاهُ فما أوفاهُ
✍🏻السيد محمد الشوكي
https://t.center/alshwki4