قد نتوقع ببساطة تفكيرنا أنه إذا سكتنا - أفضل نسكت - قد نتوقع أنهم سيسكتون؟. لا. السكوت سيدفعهم إلى أن يعملوا للحصول على تنازلات كثيرة أخرى، ويعملوا ليصلوا إلى ضرب أشياء أخرى، لن يسكتوا ولن يتوقفوا إلامتى ماتحركنا نحن وصرخنا في وجوههم، سيسكتون وسيتوقفون.
لماذا يعملون اليهود والنصارى على أن تضيع كلمة: [جهاد] من أوساط المسلمين؟.. هم يرون أنه وإن كنت الآن تقرأها ولا تتأثر بها، لكن تكرارها على مسامعك سيترك أثراً ولو كان أثراً لا شعورياً،.. هم لم يكتفوا بأن يقولوا: هاهم الآن يقرؤون القرآن ولم يتأثروا به أو ربما أنت لا تتأثر به، تموت وأنت غير متأثر به، لكن ابنك ما زال وابن ابنك أيضاً سيقرأ القرآن وسيجد فيه الكلمات هذه: [جهاد.. جهاد.. جهاد..] إلخ.
النفسية التي كنت عليها في الدنيا هي هي التي ستبعث عليها يوم القيامة [ما في خلة] [الله غفور رحيم] تأتي الخلة وأنت لم تعد لها عدة فتكون خلة كبيرة جداً، [الله غفور رحيم] سيأتي يوم القيامة وترى بأنه كان موضع الرحمة والغفران هنا في الدنيا أن تتسبب هنا في الدنيا، فيرى الناس أنفسهم بأنه لا كلمة [ما في خلة] ولا كلمة [الله غفور رحيم] هي التي ستنفعهم.
اليهود والنصارى يعتبرون القرآن مشكلة لديهم، الإسلام يعتبرونه مشكلة لديهم، يشكل خطورة بالغة؛ لأنه فيما إذا رجعت هذه الأمة إلى الإسلام تلتزم بدينها، وإلى القرآن تعمل به، وتهتدي به فإنه فعلاً ستصبح هذه الأمة قوية جداً، لا تستطيع تلك الدول مهما كان لديها من أسلحة وإمكانيات أن تقهر هذه الأمة.
وهكذا الآن في جنوب لبنان في أوساط [حزب الله] يصرخون باسم الحسين، بل أصبحوا يتذوقون عاشوراء بشكل آخر يختلف عن ما كانوا عليه يوم كانوا يتحدثون عن عاشوراء من الجانب العاطفي فقط، وأصبحوا يستلهمون من كربلاء ومن عاشوراء، ومن الحسين الأشياء الكثيرة جداً جداً، التي تدفع بهم وبشبابهم إلى ميادين الجهاد.
الربط بالأعلام أيضاً عند اليهود والنصارى قضية خطيرة؛ ولهذا رأينا نحن وأنتم جميعاً أنه كيف غيب الحديث عن الإمام علي وأهل البيت في المناهج الدراسية، وفي وسائل الإعلام، وغيب الحديث عن آثارهم عن طريق الثقافة، ولم تبدِ وزارة الثقافة في أي بلد ..اهتماماً بالآثار آثار أعلام أهل البيت !!
إذا لم يربط القرآن الكريم بواقع الناس، إذا لم يكن الحديث حول آياته واسع، فإنه في الأخير يصبح كتاباً لا أثر له ولا فاعلية له في حياة الناس، ولا في أنفسهم.
قراءة كتاب الله بتأمل، وقراءة أحداث الحياة بتأمل، وقراءة النفوس، وسلوكيات الناس بتأمل هي ما يساعد الإنسان على أن يهتدي، على أن يسترشد، على أن يستفيد من خلال القرآن الكريم.
آيات الله هي: أعلام على حقائق، هي حقائق ثابتة، وسميت آيات: لأنها أعلام على حقائق، حقائق في واقع النفوس، حقائق في الحياة، حقائق في مجالات الهداية كلها، حقائق تتحدث عما سيحدث يوم القيامة، أنها أشياء لا بد أن تحصل, وأن هناك من سيقول: {رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً إِنَّا مُوقِنُونَ}(السجدة)
{رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً إِنَّا مُوقِنُونَ}. أنها تكشف حقيقة نحن عليها في واقعنا في الدنيا هذه أولئك الناس - وهم أكثرنا - الذين لا يؤمنون بالخطورة إلا متى ما دهمتهم، لا يعملون الاحتياطات اللازمة، ويعدون العدة لمواجهة الخطر، وإنما يسوفون ويتناسون حتى يدهمهم الخطر.
🔹أعتقد أن ما نضيعه من الإسلام ونتركه هو أكثر بكثير مما نطبقه - حقيقة - تعال واعمل قائمة [جدولاً] بما تحدث عنه القرآن الكريم ودعا عباد الله إليه ثم انظر كم هي التي نطبقها.
🔹الإسلام دين مترابط، دين متكامـل لا يقبـل منك هذا وأنـت تـارك لهذا ورافض له، يجب أن تتحرك في كل المجـالات، أن تتحرك بكل إمكانياتك في كل المجالات، لأن الله أنزل إلينا ديناً كاملاً فلماذا يكون تطبيقنا له منقوصاً.
الشيطان قد يعمل على أن يصل بالإنسان إلى اليأس، فإذا مـا أتـى إليـك وأنـت تحـدث نفسك بماضيك وبمواقفك وبتقصيرك، فترى أن أعمالك الحسنة قليلة جداً، وأعمالك السيئة كثيرة جداً، فقـد يعمل على أن يوجد لديك حالة من اليأس
مـا يبعد الإنسان عن رحمـة الله هـي: الذنـوب، مـا قـد يجعله يقنط من رحمة الله هـي: الذنوب، فهنا يقول: كـل الذنوب قد جعل لها توبة، من كل الذنوب يمكن أن تتخلص
هو سبحانه وتعالى يغفر لمن أناب إليه، يتوب على من تاب إليه، لأنـه غفـور وهـو رحيـم، بهـذه العبـارة التـي تعني المبالغة - كما يقولون - أي: كثير الغفران، عظيم الرحمة
أيّ ذنب أنـت فيه، أيّ ذنب وقعت فيه بإمكانك أن تتخلص منه وتتوب إلى الله منه، ليس هناك ذنب لا تقبل منه توبـة، ليـس لـه توبة{وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ} (الزمر: من الآية 54). أليس هنا يرشد؟ بعد أن دعا عباده حتى أولئك أو هي دعوة في أساسها موجهة إلى أولئك الذين أسرفوا على أنفسهم، أن يقول لهم: أن بإمكانهم أن يتخلصوا مما هم عليه فلا ييأسوا من رحمته فإنه غفور رحيم.