-أمامَ مشاهد الدّمار في قطاع غزّة المحاصر، وأساليب الوحشيّة الّتي يستخدمها الكيانَ المحتلّ بأسلحته المتعدّدة، من التّجويع إلى القصف والدّهس بالدّبّابات على جثث الشّهداء، يقف الشّباب الفلسطينيّ المقاوم، مُنعتقًا من نَير الاحتلال، حاملًا وصيّة من سبقه من الشّهداء، لينتزع حرّيّته من بين براثن جنديّ إسرائيليّ جاوز طورَه في الوحشيّة.
في هذا السّياق، أتت عمليّة إطلاق نارٍ في مستوطنة عيلي جنوب مدينة نابلس في الضفة الغربية، حيثُ قُتل مستوطنان إسرائيليّان، وأصيبَ مستوطنون آخرون، هذا وكانت قد شهدت كريات ملاخي شرق أسدود عملية إطلاق نارٍ في فبراير/شباط الفائت، استشهد على إثرها المنفذ فادي جمجوم بنيران الاحتلال، وفي بلدة دير شرف شمال غربي مدينة نابلس بالضفة، استشهد المنفّذ كذلك.
"لا أمان للمستوطنين"، هو شعارُ اليوم وكلّ يوم، مع اقترابِ دخول الحرب يومها ال150 في قطاع غزّة، تمتدّ عمليّاتُ المقاومة أكثر، وتُري العدوّ كيفَ يستميتُ الشّعب الفلسطينيّ في انتزاع حقّه، حين يحفظ وصايا من سبقه من الشّهداء في العمليّات البطوليّة، وحين يدرك جيّدًا أنّ سبيل المقاومة واحد، وأنّ دحرَ المحتلّ واجبٌ مطبوعٌ على جبهات العالم أجمع، حتّى التّحرير القريب.
-تشير عملية القدس النوعية، البارحة الخميس، والتي نفذها ثلاثةُ فلسطينيّين، استُشهد على إثرها الشّقيقان المشتبكان محمد وكاظم عيسى زواهرة، عند حاجز عسكري قرب مستوطنة معاليه أدوميم شرق القدس المحتلّة، إلى التوتر الذي يُصيب المحتلّ كلّما نفّذ فلسطينيٌّ عمليّةً ضدّ مُستوطنيه، إذ قُتل في العمليّة "جنديّ" إسرائيلي وأصيب 9 آخرون بجروح متفاوتة، بينهم 3 بجروح خطيرة.
-كما أنّ الحاجز الّذي شهد على العمليّة، يستخدمه مستوطنو معاليه أدوميم القريبة من المكان، للدخول والخروج من القدس، فاستغلّ المنفذون الأزمة المرورية صباح البارحة لتنفيذ عمليتهم.
-هذه العمليّة تأتي في سياق عمليّاتٍ أخرى كثيرة منذُ بداية الطّوفان، كدليلٍ جليٍّ أمام العقل الصّهيونيّ المتحجّر، أنّ الفلسطينيّ المُقاوم سيظلّ يقف أمامه، يقاتله بكلّ ما أوتِيَ من قدرةٍ على ذلك، ولو بالحجر.
🔰العملية الأكبر منذ 7 أكتوبر! "لا أمان للمستوطنين" -ما وراء عمليّة الفدائيّ فادي جمجوم الّذي نفّذ عملية مدوّية هزّت الكيان ومنظومته الأمنية، وهو ابن مخيم شعفاط في مدينة القدس؛ والّتي نفّذها على أنقاض قرية القسطينة المهجّرة التي كانت تتبع لقضاء غزة قبل الاحتلال الإسرائيلي، الّذي بنى فيها مستوطنة "كريات ملاخي"؛ تجيء العملية في ذروة استنفار أمني غير مسبوق منذ 4 أشهر، جرّاء العدوان على غزة، لتؤكد من جديد "فشل المُحتلّ في تحقيق الأمن لمستوطنيه".
-فقد تسبّبت العمليّة بمقتل مستوطنَين وإصابة 4 آخرين بجروح وصفت بعضها بالخطيرة، وقد طُلب من المستوطنين في المستوطنات القريبة ملازمة منازلهم.
-عند كلّ عمليّةٍ يقومُ بها المُواطن الفدائيّ الفلسطينيّ، تتجدّد الصّورة في عقل المُحتلّ، صورةٌ تُظهر فشله من جهة، وصورةٌ تُبلور قوّة وشجاعة الفلسطينيّ المُكافح والفدائيّ المُدافع عن أرضه ووطنه بكلّ السّبل المتاحة، ولو بالحجر!