💡ورد عن الإمام (عليه السلام) : ( ما نودي بشيء مثل مانودي بالولاية ) النبي (صلى الله عليه واله) من اليوم الأول .. وهو يؤكد على هذه النقطة المصيرية في حياة الأمة الإسلامية ، ونفهم ذلك جليا من خلال ملابسات مسألة الغدير .
إن قضية غدير خم تختلف عن المسائل الأخرى في فضائل الإمام علي (عليه السلام) .
النبي (صلى الله عليه واله) ماترك من مناسبة أو فرصة إلا وذكر عليا بما يفهم منه كل صحابي .. وكل مُراقب للأحداث .. أن لعلي شأن عظيم ،
من طرق الباب عليهم وندائهم بأهل البيت ..
و استخلاف الإمام علي (عليه السلام) عندما ذهب إلى غزوة تبوك على المدينة ..
مبيته على فراشه ..
قضائه لدينه بعد هجرته ..
أداء أماناته ..
والنبي يريد أن يُكرس هذا الامتداد بعد وفاته (صلى الله عليه واله) .
لماذا هذا التغييب لهذه المناسبة العظيمة، ولماذا لم تكن خطابات النبي وتوصياته حجة قوية على البعض؟!..
عدم التزام المسلمين الذين شهدوا الغدير، يذكرنا بما وقع في التاريخ، في قضية موسى (عليه السلام) مع قومه، لما رجع من لقاء ربه..
وهو كان قد ترك فيهم أخوه هارون، والذي كان نبياً وشريكاً له في تبليغ الدعوة الإلهية.. وإذا بهم قد انحرفوا عن المسير، واستبدلوا رب موسى بالعجل!.. وكذلك الأمر بالنسبة للأمة الخاتمة..
ومن المعلوم أن في روايات العامة عن النبي (صلى الله عليه وآله): (ألا وإنه يجاء برجال من أمتي، فيؤخذ بهم ذات الشمال، فأقول: يا ربِّ أصحابي. فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك).. ثم أن القرآن الكريم يبين مبدأ أن الأغلبية: أنها لا تشكر، ولا تعقل، ولا تتبع الحق.. وعليه، فإنا نقول: {أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ}؟!..
وكما قال الإمام علي(عليه السلام): (لا تستوحشوا طريق الهدى لقلة سالكيه).