• مافيه من امتثال الأمر الشرعي ، فطاعة الله تعالى هي امتثال أمره ، واجتناب نهيه .
• ومن بركته : أن الأكل للتقوي على الصيام ، وطاعة لله تعالى ، وعبادته .
• ومن بركته : أن السحور يعطي الصائم قوة لا يمل معها الصيام بخلاف من لا يتسحر ، فإنه يجد مشقة تثقل عليه الصيام والعبادة .
• ومن بركة السحور : أنه يكون سبباً للانتباه من النوم في وقت السحر ، الذي هو وقت الاستغفار والدعاء ، وفيه ينزل الرب جل وعلا إلى السماء الدنيا ، ينادي عباده ليسألوه مطالبهم ورغباتهم .
• ومن بركة السحور : صلاة الفجر مع الجماعة ، وفي وقتها الفاضل ، ولذا تجد المصلين في صلاة الفجر في رمضان أكثر منهم في غيره من الشهور ؛ لأنهم قاموا من أجل السحور ».
هذا الحديث دليل على أنه يستحب تأخير السحور إلى قبيلالفجر ، فقد كان بين فراغ النبي صلى الله عليه وسلم ومعه زيد رضي الله عنه من سحورهما ، ودخولهما في الصلاة قدر ما يقرأ الرجل خمسين آية من القرآن ، قراءة متوسطة لا سريعة ولا بطيئة ، وهذا يدل على أن وقت الصلاة قريب من وقت الإمساك .
والمراد بالأذان هنا الإقامة ، سميت أذاناً لأنها إعلام بالقيام إلىالصلاة ، وقد ورد في صحيح البخاري(576) أنه قيل لأنس – راوي الحديث - : " كَمْ كَانَ بَيْنَ فَرَاغِهِمَا مِنْ سَحُورِهِمَا وَدُخُولِهِمَا فِي الصَّلاةِ قَالَ قَدْرُ مَا يَقْرَأُ الرَّجُلُ خَمْسِينَ آيَةً "
وتعجيل السحور من منتصف الليل جائز لكنه خلاف السنة ، فإن السحور سمي بذلك لأنه يقع في وقت السحر وهو آخر الليل .
والإنسان إذا تسحر نصف الليل قد تفوته صلاة الفجر لغلبة النوم ، ثم إن تأخير السحور أرفق بالصائم وأدعى إلى النشاط ؛ لأن من مقاصد السحور تقوية البدن على الصيام ، وحفظ نشاطه ، فكان من الحكمة تأخيره .
فينبغي للصائم أن يتقيد بهذا الأدب النبوي ، ولا يتعجل بالسحور .
ومن آداب الصيام التي نصَّ عليها أهل العلم ألا يسرف الصائم في وجبة السحور ، فيملأ بطنه بالطعام ، بل يأكل بمقدار ، فإنه ما ملأ آدمي وعاءً شراً من بطن .
ومتى شبع وقت السحر لم ينتفع بنفسه إلى قريب الظهر ، لأن كثرة الأكل تورث الكسل والفتور ، وفي قوله صلى الله عليه وسلم : " نعم سحور المؤمن التمر " إشارة إلى هذا المعنى ، فإن التمر بالإضافة إلى قيمته الغذائية العالية فهو خفيف على المعدة سهل الهضم ، والشبع إذا قارنه سهر بالليل ونوم بالنهار فقد فات به المقصود من الصيام والله المستعان .