فلو قارنّا بين منهج #أمير_المؤمنين سلام الله عليه ومناهج كلّ #الحكام عبر #التاريخ ـ ما خلا #الأنبياء ومن سار على نهجهم ـ لبان لنا البون الشاسع بين المنهجين، وانكشفت #عظمة#علي سلام الله عليه وأهداف #الغدير؛ قال عليه السلام: ألا وإنّ إمامَكُم قدِ اكْتَفَى مِنْ دُنياهُ بِطِمْرَيْهِ ومِنْ طُعْمِهِ بِقُرْصَيْه). يقال: يوزن #الرئيس أو #الحاكم في بعض الدول في عالمنا المعاصر قبل وصوله للحكم وبعده لئلاّ يكون قد زاد وزنه خلال مدّة رئاسته وحكومته، لكن أين يمكن أن تجد مسؤولاً يرحل عن #الدنيا وهو مدين؟ إنّ #الإمام لم يكن ليقترض #المال لنفسه ولمصاريفه الشخصية. فإذا كان غذاء الإمام سلام الله عليه حتى أيّام حكومته الظاهرية يتكوّن من #خبز شعير يابس ـ لم يكن غيره يستطيع كسره بسهولة ـ وحليب يشمّ الحاضرون رائحة حموضته، فلا شكّ أنّ المال الذي كان يقترضه لم يكن لنفسه بل لخدمة المسلمين وتأمين معاش فقرائهم. وهذا يعني أنّ على رئيس #المسلمين أن يخدمهم ويؤمّن احتياجهم ولا سيّما #اليتامى و #الأرامل و #البؤساء والمعدمين منهم، وإن اضطرّ للقرض من أجل ذلك. فتعظيم يوم الغدير تعظيم لهذه #القيم و #الفضائل وجعل هذه #التعاليم الأصيلة هي المحور والأساس. إنّ #إحياء الغدير إحياء لهذه القيم، والتي منها أنّ على #والي المسلمين أن يعمل كلّ ما من شأنه أن يحقّق راحة رعيّته ولو بالقرض وما أشبه. من كتاب: مواهب الغدير لسماحة المرجع الشيرازي دام ظله