..
برمجة عواطفنا وسلوكنا مهدويا
❤️ المطلوب من المنتظر هو العمل باوامر الله تعالى واجتناب نواهيه وذلك عبر الولاء لاهل بيت العصمة والطهارة صلوات الله عليهم والبراءة من اعدائهم والتعلق بالامام المنتظر روحي له الفدا لانه هو من ننتظره، ولانه هو المصداق الذي يجسد هذا الولاء وبه يتم تحقيق البراءة.
وفي كل ذلك تجري هذه الامور بطريقة يتم التعامل اليومي فيها مع المشاعر والاحاسيس في اطار من عملية الضبط والتطويع لهذه المشاعر كي تكون طوع منهج الانتظار وميزة مدرسة اهل البيت عليهم السلام انها لم تكتف باصدار الاوامر والنواهي بطريقة اشبه بالجامدة والجافة كما نلاحظها في المدارس المخالفة والتي تؤدي في الغالب الى
كبت محتقن للعاطفة، او توجيهها بشكل سلبي يتسم بالقسوة والغلظة، وانما جاءت هذه الاوامر والنواهي ميسرة وسط زخم عاطفي يروي احاسيس الانسان وينمي مشاعره بشكل سليم باتجاه التراحم والصد عن الانانية وباتجاه بدائل لا تؤدي به الى الكبت العاطفي وانما تسمح له بالرواء العاطفي السليم لكل مكامن الرحمة وعدم التعاطف مع الظلم، وذلك عبر منظومة البلاء والبراءة، ولم تكتف بالجانب العاطفي والجانب التشريعي وانما وضعت تجسيدا اجتماعيا كقدوة وكقائد للانسان المنتظر واعني بذلك امام الزمان صلوات الله عليه
وهذا القدوة هو جمال لا يوصف وبكل الاتجاهات، وهذا القائد هو رؤوف رحيم ودود يفيض بالكرم والجود والحلم والعفو، ولكنه في نفس الوقت يراقب ايضا، وتعرض عليه الاعمال في كل ليلة جمعة، وفي بعض الروايات في كل اثنين وخميس، وفي بعضها في يوم الجمعة والغرض ان الرقابة مستمرة في كل الاسبوع فان اصاب المنتظر ظلم او ناله حيف له ان يطمئن ان هناك من يعلم بحاله لان القائد يرى ويطلع وهذا الشعور بطبيعته له ابلغ الاثر في ادامة الصبر والتصابر في مواجهة الظلم الذي يحيق به، وان اقترف معصية فان الولاء يدفعه للخجل والاسراع للتوبة والاستغفار.
وقد تم تزويد هذا النظام بنظام لتوليد الزخم وادامة الطاقة بشكل فريد جدا، اذ وضعت ماسي اهل البيت عليهم السلام وظلاماتهم والثار من قاتليهم والبراءة من اعدائهم لتشحذ همم الموالين لهم في كل ذكرياتهم باتجاه الانتظام السلوكي والتهذيب العاطفي، فيما وضع الامام المنتظر روحي فداه وقضيته في اقامة القسط والعدل كموضع في المستقبل ليشحذ همم السائرين وامالهم بان اليوم الموعود ات لا محالة، فهذا يشده اليه وتلك الظلامات تدفع به.
وما بين الدفع الى الامام، والشد من الامام الى الامام ما اسرع اللحاق والالتقاء بالموعود.
#اللهم_عجل_لوليك_الفرج_والنصر_والعافية