- مبارك عليكم الشهر، و الله يجعلنا من صوامه و قوامه و يتقبل منا و منكم صالح الأعمال، اللهم أعده علينا أعوامًا مديدة بالصحة و العافية و الخير و الرخاء يا رب العالمين🤍🤍🌙:
سأقول لك شيئًا في غاية الغرابة : هل تعرف رُغم كل الذين أحبونني وأحببتهم، كنتُ أنا دائمًا الطرف الأكثر حبًا لهم، أقصد أن ورغم قدرتي الضعيفة على التعبير لكنني أُقدم أشياء صادقة، أُقدم أشياء رُبما لا يعرفون قيمتها إلا بعد نهاية علاقتنا، هم رائعون في البداية كالجميع، كلهم رائعون في البدايات، الوَنس، الأمان، الردود الطيبة والشغف، أما عني فكنت دائمًا أبحث عن ما هو بعد هذةِ الخطوة، تمنيت لو أنني التقيت بشخص لا يمل مني، شخص يُجيد التعبير عن مشاعره أفضل مني، بالكلمات، بالأفعال، بالأشياء البسيطة التي أحبها، فقط البدايات رائعة في كل شيء، لكن الوقت يُبّرد مشاعرهم، الوقت يكشف أن إقترابهم مني كان بدافع الفضول أو مُجرد نوبات إحتياج فتعثروا بي لأعوضهم عن الفراغات التي يشعرون بها، لم يحدث يومًا ووجدت من تغير لأجلي، من حاول وضحى ليبقى بجانبي، لم يتشبث بي أحد كما ينبغي، لم يُشعرني أحد أنني الأهم في حياته، لم يتحمّلني أحد كما أتحمل أنا، دائمًا أنا الطرف الأقوى الذي ينبغي علية أن يبقى قويًا طوال الوقت، لم أجد من أستطيع الإنهيار أمامه في أوقات ضعفي، لم أجد من يُفكر طوال الوقت في سعادتي كما أُفكر أنا في سعادته، كان حُبهم عاديًا، لا يختلف كثيرًا عما أسمع قصصه وأقرأ عنه، كان حُبهم أقل من العادي، حتى آمنت أنني السبب في هذهِ العادية، حتى آمنت أن الحب الذي أبحث عنه لا يخرج عن خيالي وأفكاري، ربما أحببني الكثير لكن بالتأكيد لم يُحبنني أحد أكثر مما أحببته .
يكسرُك ميلان السطور رُغم حرصك على استقامتها، تزعجك نُقط الحروف وهي تخرج عن سيطرة احتضانك لزمام الأمور بالإجمال، تُلهيك الحركات وهي تُحاول الرقص على الأحزان التي تحيط هالتها بك، مرةً كسرة مرة فتحة ومرات كُثر سكونٌ لا مثيلَ له إلا صمت طويل ينتهي بساعات متتالية من النحيب الذي لا يُسمع له صوت ولا يُرى منه دمّع، تخبُط يُحاوطك من كل مكان، يُكبِّل حتى أصابع روحك، لا يجعلك تستنشِق هواءًا نديًا يُعيدك للحياة التي من المفترض أنكَ خُلِقتَ لتعيشها، ولكن هيهات.
كنت أمدك بالأمان وأنا خائف ، أشعرك بالدفء وداخلي يرتجف ، أرسم على وجهك إبتسامات وضحكات و انا أمسح بطرف كمي دمعات قد سقطت سهوًا من عيني ، وفي ظل هذه الوحدة التي تملأ أيامي كنت ألازمك في كل الظروف حتى لا تشعر بالفراغ وهو يتربص بك ، هكذا كنت أحبك دون أن تعي .
لا بأس بإمكانِي أن أنتظرك في نهاية يومك، لتخبرني ماذا حدث، وتفصّل لي الأحداث ولا تصمت أبدًا، أنا لن أطالب بكل وقتك، أنا فقط أُريد جزءًا منه يجعلني أدفن بعضًا من هذا الشوق الذي لا يتوقّف عن البحث عنك بفزع .