يا صاحبي،
إنَّ من أشدَّ أنواع الابتلاء شخص يعيشُ في داخلكَ وهو ليس لكَ،
وأنتَ عالقٌ في المنتصف لا تستطيعُ أن تستمر ولا تستطيعُ أن تتوقف..
تتمسكُ به أحياناً بكل ما فيك من قوة، كأنكَ غريقٌ مُدَّتْ إليه يدٌ وهو في الرمقِ الأخير،
وتقرر أن تُفلتَ يدكَ أحياناً لأنكَ تعرفُ أن الذين عليه انتشالهم يأتون قبلكَ،
فلا أنتَ بالممسكِ ولا بالمُفلتِ، عالقٌ في المنتصف، تخشى على نفسكَ من الاستمرار معه، وتخشى على نفسك أكثر من الاستمرار بدونه..
تمرُّ بكَ لحظاتٌ تعرفُ أنه أقرب إليك من جلدكَ،
وتمرُّ لحظات أخرى تشعرُ أنكَ في كوكبٍ وهو في كوكب آخر لكثرة ما بينكما من عبادٍ وبلاد..