دارالافتاء مجازی دانشگاه مجازی رسولﷲﷺ
🕌*مفتی محمد یاسین حفظه الله*
بعضی معتقد بر این هستند که ذکر کردن با تسبیح بدعت است. آیا این گفته صحت دارد؟
الجواب باسم ملهم الصواب
حمل تسبیح یا ذکرشمار عبادت شمرده نمیشود ولی ذکر کردن با آنها هم بدعت نیست؛ زیرا در چندین بر خوردی که پیامبر خدا ـ صلی الله علیه وسلم ـ با چند صحابیه ـ رضی الله عنهم ـ داشتند و آنها با هستههای خرما ذکر میکردند، مانع آنها نشدند. وهم چنین در مسند احمد بن حنبل در باب زهد منقول است که سیدنا ابوهریرة ـ رضی الله عنه ـ نخی که دارای چندین گره بود داشت و با آن ذکر مینمود. پس ذکر کردن با تسبیح نه تنها فاقد اشکال شرعی میباشد، بلکه یک چیز مرتب و منظم و مشوق إلی الذکر میباشد.
شایان ذکر است: از تسبیح جهت ذکر و نیایش کار بگیرد و مقصد رضا خداوندی باشد نه اینکه آن را برای تماشا و جلوهنگری و ریا به دست بگیرد.
الدلائل:
ـ فی مسند أبي يعلى الموصلی:
حدثنا زهير حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث حدنا هاشم الكوفي حدثنا كنانة قال حدثتني صفية أن رسول الله – صلى الله عليه و سلم – جعل عتقها مهرها وأنه – صلى الله عليه و سلم – دخل عليها وبيدها أربعة آلاف نواة تسبح بها فقال : لقد سبحت منذ قمت عليك أكثر مما سبحت قالت : قلت : علمني يا رسول الله ؟ قال : قولي : سبحان الله عدد ما خلق:([1])
ـ وفی نيل الأوطار:
(والحديثان الآخران) يدلان على جواز عد التسبيح بالنوى والحصى وكذا بالسبحة لعدم الفارق لتقريره صلى الله عليه وآله وسلم للمرأتين على ذلك. وعدم إنكاره والإرشاد إلى ما هو أفضل لا ينافي الجواز وقد وردت بذلك آثار ففي جزء هلال الحفار من طريق معتمر بن سليمان عن أبي صفية مولى النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه كان يوضع له نطع ويجاء بزنبيل فيه حصى فيسبح به إلى نصف النهار ثم يرفع فإذا صلى أتى به فيسبح حتى يمسي وأخرجه الإمام أحمد في الزهد قال حدثنا عبد الواحد ابن زياد عن يونس بن عبيد عن أمه قالت: رأيت أبا صفية رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم وكان خازنا قالت: فكان يسبح بالحصى. وأخرج ابن سعد عن حكيم بن الديلمي أن سعد بن أبي وقاص كان يسبح بالحصى وقال ابن سعد في الطبقات : أخبرنا عبد الله بن موسى أخبرنا إسرائيل عن جابر عن امرأة خدمته عن فاطمة بنت الحسين بن علي بن أبي طالب أنها كانت تسبح بخيط معقود فيها. وأخرج عبد الله بن الإمام أحمد في زوائد الزهد عن أبي هريرة أنه كان له خيط فيه ألفا عقدة فلا ينام حتى يسبح. وأخرج أحمد في الزهد عن القاسم بن عبد الرحمن قال: كان لأبي الدرداء نوى من العجوة في كيس فكان إذا صلى الغداة أخرجها واحدة واحدة يسبح بهن حتى ينفذهن. وأخرج ابن سعد عن أبي هريرة أنه كان يسبح بالنوى المجموع. وأخرج الديلمي في مسند الفردوس من طريق زينب بنت سليمان بن علي عن أم الحسن بنت جعفر عن أبيها عن جدها عن علي رضي الله عنه مرفوعا نعم المذكر السبحة. وقد ساق السيوطي آثارا في الجزء الذي سماه المنحة في السبحة وهو من جملة كتابه المجموع في الفتاوى وقال في آخره: ولم ينقل عن أحد من السلف ولا من الخلف المنع من جواز عد الذكر بالسبحة بل كان أكثرهم يعدونه بها ولا يرون في ذلك مكروها انتهى.
(وفي الحديثين) الآخرين فائدة جليلة وهي أن الذكر يتضاعف ويتعدد بعدد ما أحال الذاكر على عدده وإن لم يتكرر الذكر في نفسه فيحصل مثلا على مقتضى هذين الحديثين لمن قال مرة واحدة سبحان الله عدد كل شيء من التسبيح ما لا يحصل لمن كرر لتسبيح ليالي وأياما بدون الإحالة على عدد وهذا مما يشكل على القائلين إن الثواب على قدر المشقة المنكرين للتفضل الثابت بصرائح الأدلة وقد أجابوا عن هذين الحديثين وما شابههما من نحو قوله صلى الله عليه وآله وسلم: (من فطر صائما كان له مثل أجره). (من عزى مصابا كان له مثل أجره) بأجوبة متعسفة متكلفة.([2])
ـ وفی الدرّالمختار:
لا بأس باتخاذ المسبحة لغير رياء كما بسط في البحر.([3])
([1]) مسند أبي يعلى الموصلی/ج13/ص36/رقم الحدیث: 5- (7118)دارالمأمون للتراث.
([2]) نيل الأوطار من أحاديث سيد الأخيار شرح منتقى الأخبار/ج2/ص114/(رقم الحدیث: 821)/أبواب صفة الصلاة/باب: جواز عقد تسبیح بالید/دمشق: دارالکلم الطّیّب.
([3]) الدرالمختار/ج2/ص508/کتاب الصلاة/دار المعرفة، بیروت.
و الله اعلم بالصّواب
https://t.center/rasulullahvirtual_university