View in Telegram
موعظة علويّة بالغة: قال عليه السلام فيما روي عنه من خطبة عجيبة تسمّى بالغرّاء: «أولستم أبناء القوم والآباء، وإخوانهم والأقرباء، تحتذون أمثلتهم، وتركبون قدّتهم، وتطئون جادّتهم، فالقلوب قاسية عن حظّها، لاهية عن رشدها، سالكة في غير مضمارها، كأنّ المعنيَّ سواها، وكأن الرشد في إحراز دنياها، واعلموا أنّ مجازكم على الصراط ومزالق دحضه، وأهاويل زلله، وتارات أهواله، فاتقوا الله عباد الله، تقيّة ذي لبٍّ شغل التفكّر قلبه، وأنصب الخوف بدنه، وأسهر التهجّد غرار نومه، وأظمأ الرجاء هواجر يومه، وظلف الزهد شهواته، وأوجف الذكر بلسانه، وقدّم الخوف لأمانه، وتنكّب المخالج عن وضح السبيل، وسلك أقصد المسالك إلى النهج المطلوب، ولم تفتله فاتلات الغرور، ولم تعم عليه مشتبهات الأمور، ظافرًا بفرحة البشرى، وراحة النعمى، في أنعم نومه، وآمن يومه. وقد عبر معبر العاجلة حميدًا، وقدّم زاد الأجلة سعيدًا، وبادر عن وجل، وأكمش في مهل، ورغب في طلب، وذهب عن هرب، وراقب في يومه غده، وربما نظر قدمًا أمامه. فكفى بالجنة ثوابًا ونوالًا، وكفى بالنار عقابًا ووبالًا! وكفى بالله منتقمًا ونصيرًا! وكفى بالكتاب حجيجًا وخصيمًا!». نهج البلاغة.
Love Center
Love Center
Find friends or serious relationships easily