View in Telegram
الخطأ الذي وقعَ فيه أحمد محجوب أنَّه انتظر مِنْ عليَّة توفيق أن تخبرَه كيف يعاملها.. لم يفطن للحقيقة أنَّ اللحظةَ التي تطلبُ فيها المرأةَ كيف تعامَلُ هي اللحظةُ التي تغادرُ فيها، كأنها توصيكَ بالمرأةِ التي ستليها في قصَّتِك. واحدةٌ من كثيرٍ لم يفطنْ له محجوب عن عليَّة، عن المرأة؛ إذْ كانت هي التعريف.. لم يفطن مثلًا أنَّ المرأةَ تغادرُ حينَ تَشُكُّ لا حين تتيقَّن، وتموتُ حينَ تنتظرُ لا حين تيأس، وغريزتها حرِّيفةٌ في التفريقِ بين الملامةِ والاستجواب. ولم يفطنْ أنَّ علامة اطمئنان المرأةِ يكمنُ ثالوث التعبير؛ أنْ تجلجلَ ضحكتُها، وأنْ تطلِعَكَ على سِرّ، وأنْ تنهار بلا مخافة. فإنْ أدَّبَتْ الضحكةَ وأخفَتْ السرَّ وأخافَها الانهيار؛ فقد أعطتْكَ الإذنَ بأنْ تغادِر. ولم يفطنْ أنَّ الصمتَ أشدُّ في الخصومةِ مِن الصراخ، والعشواءُ أوقعُ في الغرامِ مِن الترتيب.. وصراحةُ الغَزَلِ أنبلُ من عِفَّتِه. كثيرٌ لم يعرفه بالتجربة، ولن يعرفه بكثرةِ الضحايا.. نهايته، أكثر ما فتَّتَ أحمد محجوب في الآخر أنه لم يعلم مَنْ كان عليه أنْ يلوم؛ جهلَه أم غريزتها.. - أحمد إبراهيم إسماعيل. - سيرة نسوان القاهرة.
Telegram Center
Telegram Center
Channel