شكراً للأباء العظماء، وللأمهات الخنساوات، الذين ربُّوا قوات النخبة في الكتائب، يا للمجد في أن يصنعُ المرءُ بطلاً ثم يشاهدُ حصاد تربيته! شكراً لزوجاتهم، كُنتُنَّ حماة ظهورهم وخطوطهم الخلفية فما كان لهم أن يكونوا في المقدمة لولا أن بطلاتٍ مثلكُنَّ كُنَّ في الدَّعمِ والإسناد، واللهِ لكأنهُ مشهد نزول النّبيُّ صلى الله عليه وسلم من الغار إلى خديجة قساوة الدنيا كلها يهونها صدر حبيبة!
14. شكراً لأطبائكِ وممرضيكِ كانت تصلهم جثث أحبابهم فلا تلفتهم عن جراح النّاس!
15. شكراً لعائلاتك التي ذهبتْ جميعاً إلى الجّنة، فلم يبكِ أحد على أحدٍ، ولو يستوحش أحدٌ فراق أحد، يأبى الله إلا أن يُدخلَ الأحبة إلى الجنة زُمراً!
16. شكراً لأطفالكِ ما كنا نعرفُ قبل اليوم أن الصّغار يمكن أن يصبحوا رجالاٌ قبل أوانهم، وأنَّ السيوف تصقلها النّار، كيف ربيتموهم بهذه الطَّريقة التي جعلتنا نستصغر أنفسنا أمامهم!
17. شكراً لنسائكِ لقد أَعَدْنَ إلينا بطولات أم عمارة، وصولاتِ رُفيدة، وتضحيات الخنساء تدفنُ أولادها وتسأل الله أن يتقبل منها قربانها!
18. شكراً لعجائزكِ لقد شرحنَ لنا كُتب العقيدة الطوال في مقاطع مصورة لا تتعدى الدقيقة، ما أجمل حين تتحول العقيدة من حبرٍ على الورق إلى دمٍ يجري في العروق!
19. شُكراً لشيوخك يدفنون أولادهم وأحفادهم فلا تكسرهم الجنائز، ولا تثنيهم الأشلاء، لسان حالهم قبل مقالهم: اللهمَّ خُذْ من دمنا حتى ترضى!
20. شكراً غزّة، منكِ تعلَّمنا أن الأزمات تُسقِط الأقنعة، وتكشف الوجوه على حقيقتها، فكم من كتف حسبناه صالحا للاتكاء فإذا هو هشٌّ! وكم من شجاع في كلامه صار جبانا لا فعل له! وكم من عالِم حسبناه ربّانيًّا فإذا هو يُباع ويُشترى! أردتِها أنتِ معركة، وأرادها الله فاضحةً ومنقِّيةً للصفوف، فما هي الآن إلا جولة تساقط فيها كثيرون، وهذا أفضل من أن ينْسلُّوا من بين أظهُرِنا إذا ما حانت المعركة الحاسمة!
منذ سنةٍ، قالتْ لي زوجتي، ونحن نُشاهد تقريراً عن عدد الأطفال الذين تيتَّمُوا في غزَّة: عندما تنتهي الحربُ، سنحضرُ أطفالاً أيتاماً من غزَّة ونُربيهم مع أولادنا! فقلتُ لها: عندما تنتهي الحرب سنُعطيهم أولادنا ليربُّوهم لنا! هذه الحربُ علَّمتنا أنَّ غزَّة لا تُشبه شيئاً في هذا العالم، ولا يُشبهها شيءٌ في هذا العالم، كأنها قطعة صغيرة اُقتطعتْ من الجنَّة، ثمَّ أُهبطتْ إلى الأرض لتُصحِّحَ خطوات البشريَّة العوجاء، ولتدلَّها على الطَّريق بعد أن تاهت خطواتها، فشُكراً غزَّة!
1. شكراً غزّة، منكِ تعلّمنا أن الجنود الحقيقيين يتخرجون من سورة الأنفال، ومن حلقات تحفيظ القرآن الكريم، لا من الكليات الحربية! رأينا جنودكِ بلا بدلات أنيقة، ولا نجوم على الأكتاف، ولا نياشين على الصدور، ولكنهم جنرالات! شُكراً لأنكِ أذلَّيْتِ جيشاً قالوا لنا عنه إنه لا يُهزم! لقد هدمتِ صنماً من خوفٍ نحتوه في قلوبنا بإتقان فرأينا أن هذا الجيش نَمِرٌ من ورقٍ، يُقتَلُ ويُؤسَرُ!
2. شُكراً غزَّة، لكتائبِ العزِّ فيكِ أعادتْ إلينا أمجاد الأبطال الأوائل، شكراً للقلة المؤمنة تُذكرنا بدراً، وللنفير رغم القرحِ تُذكِّرُنا حمراءَ الأسد، وللقتالِ من مسافةِ صفرٍ تُذكرنا يوم اليمامة، وللشهادة تُذكرنا بيعة عكرمةَ على الموت في اليرموك، وللثبات يُذكرنا الصّحابة يوم القادسيّة!
3. شكراً غزّة، منكِ تعلّمنا أن في صدور الرجال أُسوداً رابضة، وأنه متى ما تهيأت لها الظروف أعادت إلينا أمجاد الصحابة.. فشكرا لسْعدٍ عند الراجمة، أبدع في رميه -بأبي هو وأمي- وشكرا لقوات النُّخبة على ما رأينا من بسالتها، ذكّرتْنا -والله- بيوم أُحد إذ قال النبي صلى الله عليه وسلم: مَنْ رجلٌ يبيع لنا نفسه؟ فوثب زياد بن السَّكن فباعها!
4. شكراً غزَّة إذ تشرحين لنا سورة الأنفال على طريقتكِ، فعرفْنَا أنَّ ترتيلَ الآياتِ شيءٌ والعملُ بها شيءٌ أخر!
5. شكراً غزّة، منكِ تعلّمنا أن المجاهدين متى ما كانوا للناس كان الناس لهم، قُتل أطفالكِ فصبرَ أهلهم وقالوا: إنَّا للمقاومة فدى! وهُدمتْ بيوتهم فقالوا: إن للعزَّة ثمنا باهظا! أُوذوا لكي ينفَضُّوا عن مجاهديكِ، فإذا بهم في الحرب -كما كانوا في السِّلم- يضعون المجاهدين تيجانا على رؤوسهم.. وإنها لرؤوس تستحقّ القُبَل!
6. شكراً غزّة، منكِ تعلّمنا أن من يُرِد يستطِع، وأن الأمر لا يتعلق بالإمكانيّات وإنما بالإرادة، فمتى ما وُجِدتْ تحققت المعجزات، وإنكِ والله معجزة من هذا الزمان!
7. شكراً غزَة، منكِ تعلَّمنا أن هذه الأمّة تحيا بالدماء.. كنّا ننظر في هذه الملايين الفقيرة تروح وتجيء ولكن ثمّة روح تنقصها، ثم جاء دمُكِ فنفخ فيها الروح! من وراءكِ أمّة تغلي، ومارد مقيَّد آنَ أوان انبعاثه!
8. شكراً غزّة، منكِ تعلّمنا أن الشدَّة تُربِّي، والأيام الصعبة تصقُل، أطفالكِ كبروا قبل أوانهم، سمعنا منهم أقوال الرجال، ونساؤكِ خنساواتٌ يُشبهنَ الصحابيات صبراً وفداءً وتقديماً لله، ورجالكِ جبال.. من ذا يستطيع أن يهدم جبلا!
9. شكراً غزّة، منكِ تعلّمنا أن هذا العالم غابة، وأنه لا يُحترم فيه إلا القوي، فلم يوقفهم على أعتابكِ مجلس الأمن، ولا هيئة الأمم، ولا ميثاق حقوق الإنسان، لقد أوقفتهم قذائف الياسين!
10. شكراً غزّة، منكِ تعلّمنا أن السُمَّ يمكن دسُّه في العسل، أولئك الذين أساؤوا لنبيّنا صلى الله عليه وسلم بحجة حرية التعبير قيدوا حساباتنا، وحذفوا منشوراتنا حين عبَّرنا عن آرائنا ونحن ندافع عنكِ! وأولئك الذين دعونا إلى دين واحد إنساني شفيق ورحيم، لمَّا رأوكِ تُذبحين خلعوا إنسانيتهم، واستدلوا على ضرورة قتلكِ بالتلمود ومُحرَّف الإنجيل! فصرنا الآن نردِّد بصوت أعلى: لكم دينكم ولي دين.
11. شكراً غزّة، منكِ تعلَّمنا أن لا ننخدع بعد اليوم بحقوق الطفل وقد صفّقوا لقتل أطفالكِ، ولن يدخلوا بيوتنا بحقوق المرأة فقد سكتوا عن قتل نسائكِ.. كانت كل هذه أقنعة ليهدموا الأُسرة عندنا، فهي آخر القلاع.
12. شكراً للرِّجالِ الحقيقيين الذين صَنعوا هذا المشهد، شكراً لأبي خالدٍ الذي أعدَّ الكتائب، ولأبي البراء الذي هيَّأ الركائب، ولأبي إبراهيم الذي عقدَ خُضْرَ العصائب! شكراً لأبي العبد وأبي الوليد وأبي محمد وأبي أسامة في دهاء السّياسة! شكراً للمُلثَّمِ صوتٌ من نارٍ وبارود! شكراً لسعدٍ عند الرَّاجمة، ولحذيفة أمين السِّرِّ، ولجعفرَ الطّيار إذ يأتيهم من الأعلى بغتةً، وللضَّفادع البشريَّة تُصبِّحُ عسقلانَ مع الموج! شكراً للحمام الزَّاجلِ في سلاح الإشارة، ولأُسْدِ كتائب المشاة تنتظرُ حمقاً برِّياً لتبدأ الإغارة!
. أن حصول النصر وغيره من أنواع النعيم لطائفة أو شخص لا ينافي ما يقع في خلال ذلك من قتل بعضهم وجرحه ومن أنواع الأذى، وذلك أن الخلق كلهم يموتون، فليس في قتل الشهداء مصيبة زائدة على ما هو معتاد لبني آدم، فمن عد القتل في سبيل الله مصيبة مختصة بالجهاد كان من أجهل الناس، بل الفتن التي تكون بين الكفار وتكون بين المختلفين من أهل القبلة ليس مما يختص بالقتال، فإن الموت يعرض لبني آدم، بأسباب عامة وهي المصائب التي تعرض لبني آدم من مرض بطاعون وغيره ومن جوع وغيره، وبأسباب خاصة. فالذين يعتادون القتال لا يصيبهم أكثر مما يصيب من لا يقاتل بل الأمر بالعكس كما قد جربه الناس، ثم موت الشهيد من أيسر الميتات.
الله اكبر ، الله أكبر ، لا اله إلا الله ، الله أكبر ، الله أكبر ولله الحمد , الله أكبر كبيراً ، والحمد لله كثيراً ، وسبحان الله بكرة وأصيلاً ، لا اله إلا الله وحده ، صدق وعده ، ونصر عبده ، وأعز جنده ، وهزم الأحزاب وحده ، لا اله إلا الله ولا نعبد إلا إياه مخلصين له الدين ولو كره الكافرون
شهدت في حياتي أعياداً لا تُحصى، لكن عيداً كهذا لم أشاهد، وفرحاً كهذا لم أفرح، كيف لا أفرح وقد سلم الله من تبقى منا، وحقن دماءنا، وحفظ أطفالنا، ورد كيد عـدونا عنا !!
مشاهد جديدة توثق انتشار كتائب القسام بحضور جماهيري حاشد، خلال عملية تسليم المقاومة لـ3 أسيرات إسرائيليات لتنفيذ الدفعة الأولى من المرحلة الأولى لصفقة تبادل الأسرى.