*من جميل ما مرّ عليَّ من القصص*
*مواقف وعبر*
طلبَ ملكُ من صائغه ، أن يصنع له إكليلًا من الذهب ، ليُتوجَ به صاحب أعظم عملٍ من رعيته
وبعد أيام كان الإكليل الذهبي بين يدي الملك
عندها طاف المنادون الشوارع يعلنون عن جائزة الملك لأعظم عمل في المملكة
وأن على الراغبين في المنافسة المثول أمام الملك ، لتقديم أعمالهم يوم كذا في باحة القصر وعلى مشهد من الرعية !!
وفي اليوم الموعود توافد جمع من الشعراء والعلماء والحرفيون والمبدعون لعرض أحسن منجزاتهم !!
قام رسامٌ وعرض لوحة فنية وخطاً بديعاً ثم عاد لمكانه
وقام رجل يحمل كتباً علمية وحدَّثَ الملك عن تجاربه واختباراته ، ثم عاد لمكانه
قام رجل ثالث وألقى على مسمع الملك قصيدة رائعة ، وعاد لمكانه
انتبه الملكُ لإمرأة عجوز تجلس بجانب الثلاثة
فظنها من المشتركين في المسابقة
فقال لها : ما لديكِ لتقدميه لنا أيتها المرأة الموقرة ؟
فقالت له : يا عالي المقام ؛ لا شيء لديَّ أقدمه ؛ أنا أمُّ هؤلاء الثلاثة الذين كانوا أول الماثلين بين يديك ، وجئتُ أرى من منهم سيفوز بالإكليل الذهبي ..!!
عندها نهض الملك وقال : لقد انتهت المسابقة ..!
ضعوا الإكليل الذهبي على رأس صانعة الرجال ..!!
*الحكمــــه*
إن أرقى صناعة هي إعداد الإنسان الناجح ولكن
من أين يأتي الولد الصالح ، وأمه شغلها الشاغل الأكل والبيت والنت ووووو؟!
من أين يأتي الولد العالم أو الفقيه أو الحافظ ، وأمه تصبر على الفيس بالساعات ولا تصبر على الجلوس معه ساعة ليحفظ نصف صفحة من القرآن ، ونصف صفحة من العقيدة أو الفقه ؟!
من أين يأتي الولد الصالح ، وأمه لا تفكر أن تجلس معه ساعة تحكي له قصص الصالحين أو يستفيد من وقته ؟!
من أين يأتي الولد القائد ، وأمه تصرف المال على المكياجات وأدوات التجميل ، ولا تفكر أن تستثمر في ولدها فتعلمه ركوب الخيل أو السباحة أو الرماية أو غيرها ؟!
من أين يأتي الولد الرصين العاقل ، وأمه طول الوقت تثرثر في التليفون ومع الجيران ومع الأصدقاء في التفاهات والكلام الفارغ ؟!
من أين يأتي الولد الهادئ وصراخ أمه يسمعه كل الجيران على مدار الوقت؟
من أين يأتي الولد ذو الشخصية القوية المعتز بذاته ، وأمه طول الوقت تسبه وتهينه وتنتقده أمام إخوته وأصدقائه ؟!
الخلاصه
لا تكوني سببًا في فساد الجيل ثم تأتي وتصرخي : ولدي فاسد ولدي عاصي ولدي ما يسمع كلامي ولدي ولدي ......!!
صلاحكِ يعني صلاح جيل ، صلاح أمة، صلاح دولة، صلاح مجتمع، صلاح البيت .