#الخلفاء_الراشدون_إيمان_شلبي
#سيرة_أبي_بكر_وعمر
#الحلقة_الثلاثون
#جمع_القرآن_من_البداية_إلى_النهاية_الجزء_الأول
قلنا المرة إللي فاتت إن عدد كبير من حفظة القرآن استشهدوا في حروب الردة وخصوصا في معركة اليمامة،
وحفظة القرآن كاملا في الصحابة كانوا معدودين، يعني مكنش كل الصحابة حافظين للقرآن كله،
فكون إن عدد كبير من الحفظة يُقتل في يوم واحد فدي مشكلة كبيرة، وأول واحد انتبه للمشكلة دي وشاف إن لازم يكون في حل هو المُلهَم عمر بن الخطاب رضي الله عنه👌
فكان الحل إللي وصل إليه عمر إن يتم جمع القرآن في كتاب واحد👌
خلونا نوضح الموضوع من البداية خالص عشان نكون فاهمين💁
القرآن الكريم هو كلام الله عز وجل، أنزله على رسوله محمد ﷺ عن طريق جبريل عليه السلام لهداية الخلق في الدنيا ولنجاتهم في الآخرة من النار،
والقرآن هو آخر الكتب المُنزلة من عنده سبحانه، عشان كده ربنا تكفّل بحفظه من التحريف والتبديل عشان تكون حُجة الله قائمة على البشر حتى قيام الساعة👌
والقرآن لم ينزل مرة واحدة، لكنه نزل مُنَجّمًا يعني نزل مُفرّق على حسب الأحداث على مدار ثلاثة وعشرين سنة؛
ثلاثة عشرة سنة في مكة وعشر سنوات في المدينة، فالقرآن إللي نزل في مكة يسمى مكي وإللي نزل في المدينة يُسمى مدني،
فلما كان يحصل حدث معين كانت تنزل الآيات تتكلم عن الحدث ده،
أو كانت تنزل آيات للتعريف بالله أو بالجنة أو بالنار أو بالأحكام الشرعية💁
فلما كانت الآيات تنزل متفرقة؛ كان رسول الله ﷺ يأمر ناس معينة من الصحابة إنهم يكتبوا الآيات دي ويعرفهم الآية دي تتحط في سورة إيه وترتيب الآيات إيه في السورة الواحدة،
وكان بيعرّفهم ترتيب بعض السور دي فين في القرآن ويعرّفهم بعض أسماء السور.
☆ملحوظة:
¤ترتيب الآيات داخل السورة الواحدة كان بأمر من رسول الله ﷺ لم يتدخل فيه أحد من الصحابة.
¤ترتيب السور كما هو معروف الآن بعضه كان من رسول الله ﷺ أما الأغلب فهو كان من اجتهاد الصحابة رضي الله عنهم.
¤تسمية سور القرآن كان بعضها بأمر من رسول الله ﷺ زي سورة البقرة وآل عمران وغيرهما، أما أغلب سور القرآن فالصحابة هم إللي اجتهدوا وقاموا بتسمية سور القرآن.
الصحابة إللي كانوا بيكتبوا آيات القرآن إللي بتنزل بأمر من رسول الله ﷺ وتحت إشرافه كان اسمهم كَتَبة الوحي،
وهم كانوا حوالي من ثلاثة عشر إلى ثلاثة وعشرين كاتب بحسب اختلاف الروايات👌
وكان منهم:
أبو بكر وعمر وعثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب وزيد بن ثابت، وثابت بن قيس والزبير بن العوام والعلاء بن الحضرمي ومعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهم أجمعين،
وكانوا بيكتبوا آيات القرآن إللي بتنزل على الرّقاع جَمْعُ رُقْعة مِن جِلدٍ أو وَرَقٍ أو ما يشبهها، أو بيكتبوا على أغصان النخيل أو الأحجار أو ما تيسر من وسائل الكتابة في عصرهم،
فأصبح القرآن متفرق هنا وهناك غير مجموع في كتاب واحد، لكنه كان مجموع في صدور الصحابة، فكان أول جمع للقرآن هو جمعه في صدور الصحابة عن طريق حفظه في عهد رسول الله ﷺ،
ولكن الخطر هنا إن لو واحد من الصحابة الحَفظة مات فاحنا كده فقدنا نسخة من القرآن،
فجاء الجمع الثاني وهو جمعه في كتاب واحد يكون بين أيدي المسلمين إلى قيام الساعة👌
وهي دي الفكرة إللي ذهب بها عمر لأبي بكر عشان يخبره بها، قال له:
"إنَّ القَتْلَ قَدِ اسْتَحَرَّ يَومَ اليَمَامَةِ بقُرَّاءِ القُرْآنِ،
وإنِّي أخْشَى أنْ يَسْتَحِرَّ القَتْلُ بالقُرَّاءِ بالمَوَاطِنِ، فَيَذْهَبَ كَثِيرٌ مِنَ القُرْآنِ، وإنِّي أرَى أنْ تَأْمُرَ بجَمْعِ القُرْآنِ"
《صحيح البخاري》
يعني عمر بيقول لأبي بكر إن القتل اشتد وكثُر بالمسلمين في معركة اليمامة فمات عدد كبير من حفظة القرآن ،
وإن عمر خايف إن القتل في الصحابة يزيد بعدين في المعارك القادمة مع الكفار فيضيع كثير من القرآن بسبب موت حُفّاظه،
فالحل هو إنك تأمر بجمع القرآن مكتوبا في صُحف، فقال أبو بكر لعمر:
"كيفَ تَفْعَلُ شيئًا لَمْ يَفْعَلْهُ رَسولُ اللَّه ﷺ ؟!"
《صحيح البخاري》
يعني إزاي نعمل حاجة لم يفعلها رسول الله ﷺ؟!!
يعني من شدة تمسك أبي بكر رضي الله عنه بمنهج رسول الله ﷺ هو مش عايز يعمل حاجة جديدة لم يفعلها رسول الله ﷺ حتى لو كان ظاهرها خير،
لكن هنا الحق مع عمر رضي الله عنه؛ لأن رسول الله ﷺ لم ينهَ عن جمع القرآن، يعني مقلش للصحابة مثلا إياكم أن تجمعوا القرآن، هو ترك لهم الأمر يجتهدوا فيه💁
فعمر شاف إن من الضروري أن يتم جمع القرآن👌
فقال عمر لأبي بكر:
"هذا واللَّهِ خَيْرٌ"《صحيح البخاري》
يعني بيقول له إنهم يجمعوا القرآن أحسن من إنهم يتركوا جمعه🤷
وظل عمر يحاور أبا بكر ويناقشه لحد ما انشرح صدر أبي بكر واقتنع بفكرة عمر رضي الله عنه.
☆هنا ممكن حد يسأل ويقول:
طيب هو ليه لم يتم جمع القرآن مكتوب في كتاب أو صُحف على عهد رسول الله ﷺ 🤔